1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المهاجرون المبعدون قسرًا من الجزائر.. عالقون حتى إشعار آخر!

٢٧ نوفمبر ٢٠٢٢

البطء في ترحيل المهاجرين المبعدين قسرا من الجزائر إلى بلدانهم تسبب في اكتظاظ مخيمات العبور المؤقتة. المهاجرون هناك يعيشون في حالة انتظار دائم وسط ظروف معيشية قاسية واضطرابات جيوسياسية وتعقيدات قنصلية وصعوبات لوجستية.

مهاجرون يواجهون ظروفا قاسية في الصحراء قرب الحدود الجزائرية مع النيجر (أرشيف 08.05.2018)
مهاجرون يواجهون ظروفا قاسية في الصحراء قرب الحدود الجزائرية مع النيجر (أرشيف)صورة من: picture-alliance/dpa/J. Dennis

غادر مهاجرون من مالي، تبعهم مهاجرون من غينيا، وأعيد آخرون من جنسيات أفريقية أخرى إلى بلادهم. نُقلوا تباعا إلى أوطانهم عبر برنامج "العودة الطوعية" التابع للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) ذلك بعد مدة من إبعادهم القسري من الجزائر إلى النيجر . لكن، لم يكن ذلك حال كابيرو يوسف، من نيجيريا، إذ ما زالا  عالقين في بلدة أرليت الصغيرة شمال النيجر. 

التقى فريق مهاجرنيوز بالشابين في شوارع أرليت المغطاة بالغبار. كانا يجولا شوارع البلدة الشهيرة بمناجم اليورانيوم، حاملين أكياسا بلاستيكية زُجت بداخلها ملابسهم. يسيران بحثا عن عمل مقابل أجر. إن توفقوا سيحصلون ربما على نحو 1.50 إلى 2.30 يورو يوميا.

سجّل الشابان لدى المنظمة الدولية للهجرة على أمل العودة إلى بلادهم طوعا. لكن امتدت أيام الانتظار لأسابيع طالت واضحت شهورا، وبدأ النيجيريان يفقدان الأمل بالعودة، يضيف كبيرو قائلا "مؤلم رؤية رحيل مهاجرين قبلنا، ونحن هنا منذ وقت طويل“.

أكدت المنظمة الدولية للهجرة لمهاجر نيوز، وجود عوائق مؤقتة تحول دون عودة المهاجرين، مؤكدة عدم إعطاء أي أولوية لجنسية على حساب أخرى.

وأضاف مدير مركز المنظمة الدولية للهجرة في أغاديز، جوزيف داك أن "معظم المهاجرين هنا ناطقين بالفرنسية، خصوصا الغينيين والماليين. يمكن لذلك أن يعطي انطباعا بأن لديهم امتيازات، وهو انطباع خاطئ إذ إن القاعدة واضحة، تتم الإعادة الطوعية وفق الترتيب الزمني للواصلين“.

ويرجئ المسؤول تأخر إعادة بعض المهاجرين، إلى أسباب صحية وأمنية وقنصلية، وإلى تعقيد إجراءات العودة بالنسبة لبلد المهاجر الأصلي  أحيانا، إذ تعتمد المنظمة الدولية للهجرة على الإجراءات التي تفرضها دول المهاجرين لإصدار جوازات المرور ”ليسيه باسيه“، وقد تتطلب الإجراءات بنودا كثيرة، منها مقابلات عبر الفيديو مع المهاجرين ولقاح كوفيد واستمارات يجب ملؤها وغيرها، وهذا يؤدي بدوره إلى تأخير عودة المهاجرين

وألغيت قوافل المهاجرين التي كان من المفترض توجهها إلى نيجيريا منذ مدة والتي ضمت 200 شخص، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية شمال البلاد. إضافة إلى تعقيد إجراءات عودة المهاجرين النيجيريين أكثر من غيرهم، إذ لا بد من جمع عدد كبير من البيانات ووضعها على منصة يديرها مزود خدمة خارجي.

محور ساماكا - أرليت - أغاديز

كانت جميع المخيمات المؤقتة للمهاجرين المبعدين في أساماكا وأرليت وأغاديز، شديدة الحرارة، أثناء زيارة مهاجر نيوز المنطقة منتصف تشرين الثاني/نوفمبر. و وسط الحرارة المرتفعة والظروف القاسية  يعيش أكثر من 1500 شخص في مركز أغاديز (ثلثهم تقريبا من نيجيريا) علما بأنه سعته القصوى لألف شخص فقط.

لعل أبرز مثال هو قرية أساماكا، الأولى على طريق المهاجرين المبعدين، حيث ينام آلاف المهاجرين في العراء منتظرين إجلائهم.

يذكر الشاب المالي، إبراهيم درامي، الذي وصل إلى أساماكا بداية تشرين الثاني/نوفمبر ما حصل فور مجيئه، موضحا ”سجلنا لدى الشرطة النيجيرية التي رحبت بنا عندما وصلنا… ثم ذهبنا إلى المنظمة الدولية للهجرة وقيل ليست لديهم أماكن لنا“.

"لم تكن لدينا بطانيات في الأيام الأولى لوصولنا، اضطررت إلى الانزلاق في كيس من الجوت (الخيش) لتغطية نفسي“.

مهاجرون يحاولون تجنب المرور من الجزائر والتوجه إلى ليبيا صورة من: Jerome Delay/AP/picture alliance

ويقدّر المهاجر من مالي، فوميكي ديارا، وجود نحو ألف من رفاقه المطرودين من الجزائر في قرية أساماكا خلال فترة تراوحت بين عشرة أيام وشهرين. وأعرب كثير من المهاجرين عن إحباطهم جراء تأجيل موعد مغادرة أساماكا مرارا

لن يكون رحيلهم من أساماكا ممكنا، إلا بعد تخفيف الضغط على مخيمي ألرليت وأغاديز في الجنوب، وفق مدير مركز المنظمة الدولية للهجرة في أغاديز، مضيفا اعتقاده بأن العوائق ستحل بسرعه

تدفق غير متوقع للمبعدين من الجزائر

لكن لا تعتمد جميع عوامل التأخير على المنظمة الدولية فحسب، إذ أبطأت جائحة كورونا وإغلاق الحدود، نتيجة الانقلابات التي شهدتها المنطقة الأفريقية ولاسيما مالي عام 2020 و2021 وفي غينيا كوناكري عام 2021 وبوركينا فاسو في عام 2022، إعادة المهاجرين.

ويزاد على كل ذلك حقيقة عدم تحكم النيجر بحدودها مع  الجزائر ، ما يعني عدم خضوع تدفقات المبعدين لأي آلية منظمة. وكان أفاد مهاجر نيوز بالأسلوب الذي تتبعه الجزائر في إبعاد المهاجرين، إذ إنها تنقل المهاجرين من غير النيجيريين وخصوصا القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء بعد اعتقالهم إلى "منطقة الصفر" على الحدود مع النيجر، وتتركهم هناك لمصيرهم.

وأشار أحد وكلاء المنظمة الدولية للهجرة، من دون الكشف عن اسمه، إلى أن المنظمة "تعالج نحو 100 إجراء تصنيف* يوميا، ويستغرق الأمر نحو 10 أيام لتصنيف ألف شخص… والمشكلة أنه بمجرد نقل المهاجرين ترسل الجزائر آخرين. إنها تتجاوز قدراتنا".

توضيحات

*لا يعاد الجميع إلى أوطانهم في الأسلوب نفسه، ففي حين يتصل أغلب المهاجرين بالمنظمة الدولية للهجرة للعودة الطوعية، يستطيع من ينجحون في الاستفادة من الحوالات المالية المغادرة بأنفسهم، إما إلى دول المغرب لإتمام طريق الهجرة أو إلى بلادهم الأصلية

**التنصيف: إجراء يرمي إلى معرفة وتحديد هويات المهاجرين على نحو صائب. ويعد إجراء مهما يساهم في معرفة جنسية المهاجر والبلد الذي يجب أن يعاد إليه. ويبدو بأنه إجراء يستغرق وقتا طويلا، خصوصا بالنسبة إلى المهاجرين الذين ليست لديهم أوراق ثبوتية.

المصدر: مهاجر نيوز. 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW