1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المهاجرون في ألمانيا وطموح المشاركة السياسية

١٦ فبراير ٢٠١٠

أظهرت إنتخابات مجالس الإندماج التي جرت أخيرا في ولاية رينانيا الشمالية فستفاليا الألمانية أن قضايا تعليم أبناء المهاجرين والمساواة في الفرص تشكل أبرز إهتمامات المهاجرين. وفي بون فاز نائبان عربيان في مجلس المدينة.

الشباب العربي المهاجر في ألمانيا وتحديات الإندماجصورة من: picture-alliance/ dpa

شهدت مدن ولاية رينانيا الشمالية فستفاليا الألمانية مؤخرا انتخاب مجالس الإندماج التي تمثل المهاجرين المقيمين في البلد، وهي هيئات استشارية لدى مجالس بلديات المدن وتهتم بشؤون المهاجرين والإندماج. وتميزت إنتخابات مجلس الإندماج في مدينة بون هذه المرة بفوز نائبين عربيين (مغربي وسوري)، ويشكل المهاجرون العرب حوالي 10 في المائة من مجموع المهاجرين في بون الذين يتجاوز عددهم 70 ألف.

وفي حوار مع "دويتشه فيله" أكد موسى أشرقي النائب في مجلس الإندماج ببون أنه سيسعى خلال ولاية المجلس الحالي الى "مساعدة المهاجرين بصرف النظر عن أصولهم وجنسياتهم لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجههم في ميادين العمل والتعليم والإندماج"مشددا على ان "إندماج المهاجرين يتحقق عبر التعاون والحوار بين المهاجرين ومواطني البلد".

نائبان عربيان في مجلس الإندماج ببون

مهاجرون عرب يتلقون دروسا في اللغة الألمانية ضمن برنامج الإندماج الذي تنفذه الحكومة الألمانية منذ خمس سنواتصورة من: dpa - Bildfunk

قبل تسعة وعشرين عاما قدم موسى أشرقي وهو طفل صغير مع أسرته من مدينة الناظور شمال المغرب إلى مدينة بون، وهو الآن رجل أعمال ويشعر بإرتياح كبير لأنه أنتخب في مجلس الإندماج بمدينة بون ويسعى من خلاله لمساعدة المهاجرين الذين يعيشون في المدينة. وحول تجربته في إنتخابات مجلس الإندماج قال أشرقي أنه خاضها على رأس لائحة تحمل شعار"الإتحاد من أجل بون" وقد فاز مع زميله السوري أزرق عبد الحق والتركي أكمان أيوب وتسعى اللائحة العربية التركية للحصول على رئاسة المجلس، وأوضح أشرقي أنه "يمثل كل المهاجرين في مجلس الإندماج بصرف النظر عن إنتماءاتهم وأصولهم وجنسياتهم".

ويضم مجلس الإندماج في بون ثمانية عشر عضوا منتخبين وتسعة أعضاء يمثلون الأحزاب السياسية الممثلة في البوندستاغ (مجلس النواب الإتحادي)، وحول مدى تأثير مجلس الإندماج في القرارات التي تتخذ على المستوى المحلي في المدينة، أوضح أشرقي انه "رغم الطابع الإستشاري للمجلس فإن الأمل يحدونا بأن نلعب دورا مؤثرا في إتخاذ القرارات التي تتعلق بقضايا الإندماج، وذلك إعتمادا على التعاون مع أعضاء آخرين في مجلس بلدية بون الذي انتخب العام الماضي" ويتعلق الأمر على الخصوص بنائبين عن حزب "التحالف من أجل السلام والعدالة" وهو حزب محلي أنشأه مهاجرون يحملون الجنسية الألمانية.

المهاجرون والمساواة في الفرص

ماريا بويمر وزيرة الإندماج الألمانية تضع تعليم أبناء المهاجرين في صدارة برنامج الحكومةصورة من: AP

تحافظ مدينة بون على طابعها العالمي رغم إنتقال مقر العاصمة الى برلين منذ عقدين، ويتشكل سكانها من مزيج من الأعراق والأديان واللغات وتحتضن مقرات مؤسسات دولية ضمنها عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة. ويشكل المهاجرون حوالي 19 في المائة من سكان المدينة، وهو من أعلى معدلات الهجرة في ولاية رينانيا الشمالية فستفاليا المعروفة بتقاليدها العريقة في إستقبال المهاجرين.

وتتنوع المشاكل التي يواجهها المهاجرون في بون بتنوع أوضاعهم الإجتماعية والإنسانية، وشكلت مواضيع تعليم أبناء المهاجرين وتسوية الأوضاع القانونية لبعض فئات المهاجرين أهم القضايا التي أثيرت خلال حملات المرشحين لإنتخاب مجلس الإندماج. ويقول كايزا إيلونغا وهو مهاجر قدم الى بون منذ عشرين عاما من الكونغو الديمقراطية، أنه لقي تجاوبا من المهاجرين من الوافدين من افريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية عندما طرح عليهم إيلاء موضوع التعليم أولوية خاصة في برنامج مجلس الإندماج، و رغم ترشحه كمستقل نال ثقة الناخبين وفاز بمقعد في المجلس. وفي حوار مع "دويتشه فيله" أوضح إيلونغا ان "أطفال الأجانب ضحايا التمييز وعدم المساواة وقلة الإعتبار" مبرزا ان"إندماج المهاجرين يمر عبر تحقيق مساواة في الفرص التعليمية أمام الجميع ونهج سياسة الأبواب المفتوحة من قبل الجامعة على أطفال الأجانب".

مجلس الإندماج والمشاركة السياسية

شهدت تجربة مجالس الإندماج في ولاية رينانيا الشمالية فستفاليا منذ تأسيسها في منتصف السبعينات تطورا وتسميات مختلفة الى أن وصلت الى شكلها الحالي، وزاد الإهتمام بها في السنوات القليلة الأخيرة على المستوى المحلي بموازاة إستراتيجية الحكومة الفيدرالية للإندماج ويعتبر تكليف وزيرة في حكومة المستشارة انغيلا ميركل بحقيبة الإندماج "تجسيدا للإهتمام المتنامي في ألمانيا بمسألة إندماج المهاجرين" كما يوضح كايزا ألونغا معربا عن أمله بأن يتطور الحال ليصبح الأجانب الذين يعيشون في ألمانيا منذ أكثر من خمس سنوات لهم الحق في المشاركة في الإنتخابات المحلية والبرلمانية والحق في تأسيس أحزاب سياسية، ملاحظا ان البنودستاغ(مجلس النواب الإتحادي) "حاليا لا يوجد به أي وجه إفريقي". ويحق لأي أجنبي بلغ 16 عاما ويقيم في ألمانيا منذ سنة على الأقل المشاركة في إنتخابات مجالس الإندماج، أما المشاركة في الانتخابات المحلية والبرلمانية فتتطلب أن يكون الشخص حاملا للجنسية الألمانية.

مجالس الإندماج هل هي خطوة تمهد لمشاركة سياسية أكثر فعالية؟صورة من: DW/Weitz

ويرصد المتتبعون لتجربة مجالس الإندماج ان مشاركة الناخبين(الأجانب) شهدت تراجعا في الانتخابات الحالية قياسا للإنتخابات التي جرت قبل خمس سنوات مثلا في بون كانت نسبة التراجع من 16 الى 8 في المائة، وهو ما يفسره الدكتور هيدير سيليك الباحث السوسيولوجي في مركز الدراسات حول الإندماج ببون ب"ضعف النفوذ السياسي لمجلس الإندماج" لكن ذلك لا يقلل من أهمية مسألة الإندماج، كما يقول الباحث. من جهته يرى موسى أشرقي ان هنالك مشكلة في التواصل بين مجلس الإندماج والناخبين وهو ما يتطلب "معالجة من قبل المجلس المنتخب حديثا وتوعية المهاجرين بدورهم في إتخاذ القرار في المؤسسات".

وبرأي الباحث سيليك فإن وظيفة مجلس الإندماج في المقام الأول تشجيع المهاجرين على الإندماج في صلب المجتمع، ولاحظ ان "عملية الإندماج لا يمكنها ان تتم فقط عبر مجالس أو لجان، وإنما عبر حوار متواصل في المجتمع" وأضاف ان "الطرفين مطالبون بتطوير سياسة من شأنها أن تساهم في بناء مستقبل مشترك لأبناء المجتمع". ومن خلال تجربته كمهاجر مغربي، يرى أشرقي أن حل المشاكل المتعلقة بالإندماج يتطلب "تدرجا وتعاونا بين المهاجرين ومواطني المدينة، مشيرا بأنه عاش "تجربة ناجحة عبر مجلس المسلمين في بون من خلال تشجيع الحوار بين المسلمين والمسيحيين".

الكاتب: منصف السليمي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW