يُمثّل هذا المهرجان، الذي بدأ لأول مرة عام 1986 في روما بموجب المفهوم الكاثوليكي طريقا للحج. ومنذ ذلك الوقت يُعقد كل سنتين أو ثلاث سنوات بالتناوب بين روما ومدن عالمية أخرى. شهد أول يوم للمهرجان احتفالات على ملعب راين إنرجي Rhein Energie بمدينة كولونيا وشكل دخول الصليب الخاص بهذا الحدث والذي تنقل عبر أنحاء المانيا المختلفة تعبيرا عن التصالح باسم الرب، شكل دخوله الى ملعب كولونيا إيذانا ببداية المهرجان. وفي قداس بمناسبة الافتتاح ذكّر الكاردينال يوخاييم مايسنر بالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني قائلا بأن قداسته قد طلبه قبيل وفاته بقليل الى مستشفىGemeli - Klinik وضرب للمؤمنين موعدا في كولونيا. لكن المنية أدركته.

ومن ثمة جاءت فكرة عقد الدورة القادمة من مهرجان الشباب الكاثوليكي في مدينة كولونيا حيث مئات الآلاف من المؤمنين لم تخلف الموعد وجاءت لتستقبل الحبر الأعظم بنديكت السادس عشر خليفة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. كانت كولونيا والمدن المجاورة لها مقصدا للحجاج من مختلف انحاء العالم، سواء من أمريكا الجنوبية أو من إفريقيا أو آسيا وكان القاسم المشترك بينهم هو وحدة العقيدة.

أثار ارتفاع عدد الحجاج الكاثوليك إلى كولونيا العديد من المشاكل التنظيمية، تمثلت بالخصوص في الكيفية الملائمة لاستيعاب الكم الهائل من الزوار

الذين تجاوزوا خمسمائة ألف شخص. ولم يكن ذلك ممكنا بدون مساعدة المتطوعين الذين لم يدخروا جهدا من أجل إنجاح فعاليات المهرجان. وهكذا استجابت أعداد هائلة من الشباب لإعلانات نشرتها وسائل الإعلام من صحف وغيرها بهذا الشأن. وساهم المجتمع المدني ومؤسسات غير حكومية في توفير السكن لكل الحجاج تقريبا.

شكل المشكل الأمني أيضا أحد أكبر التحديات بالنسبة لسلطات المدينة والتي اتخذت تدابير مشددة: مثل إحكام إغلاق أغطية فتحات المجاري في محيط كاتدرائية كولونيا ووضع الحواجز الحديدية على جنبات الطرق لتأمين تحرك الحبر الأعظم الذي قدم إلى كولونيا يوم الخميس الثامن عشر من شهر آب أغسطس، كما تم نشر قوات الشرطة في الأماكن الحساسة.

وعن الفلسفة من وراء هذه التظاهرة الدينية توجه تلفزيون DW-TV بالسؤال إلى ماتياس كوب المتحدث باسم المهرجان، الذي قال: "إن للكنيسة طابع عالمي ولا يتعين عليها أن تقيم طقوسها بصمت في حجرات مغلقة، بل عليها إظهار ذلك أمام جميع الناس في الشوارع."

تجدر الإشارة إلى أن تكاليف المهرجان بلغت 100 مليون يورو، تحمل الحجاج معظمها، فيما تبرعت الشركات الداعمة بنسبة 15% فقط.

وفي الختام توجه المشاركون في فعاليات مهرجان الشباب العالمي، بالشكر لروح البابا يوحنا بولس الثاني، صاحب الفضل في اختيار كولونيا مكانا لاحتضان المهرجان.

بقلم أحمد اعبيدة

تلفزيون دويتشه فيله

• تعتبرالانتخابات الرئاسية في مصر محط اهتمام عالمي. اعتبارها خطوة متميزة في إطار التحول الديمقراطي في مصر. عن أبعاد هذه العملية وتفاصيلها يعرض تلفزيون DW-TV يوم السابع من سبتمبر فقرة خاصة من ملف اليوم والتي تلي النشرة الاقتصادية مباشرة.

• تلفزيون دويتشه فيله (DW-TV)

يمكن التقاط ارسال قناة DW-TV باللغة العربية عبر القمر الصناعي NileSat

يوميا اعتبارا من السابعة مساء ولمدة ساعات حسب التوقيت العالمي الموحد.