"الموت بالقصف أو الجوع"..الفاشر تحت نيران المسيرات
١١ أكتوبر ٢٠٢٥
قتل ثلاثون شخصا على الأقل اليوم السبت (11 أكتوبر/تشرين الأول 2025) في هجوم بطائرة مسيرة لقوات الدعم السريع استهدف مخيما للنازحين في مدينة الفاشر بشمال دارفور بالسودان، وفقا لمنظمة محلية، بعد ساعات من قصف آخر في الإقليم الذي يشهد عنفا متزايدا.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة محلية معنية بتوثيق انتهاكات الحرب، في بيان "للمرة الثانية صباح السبت الدعم السريع يقصف مركز إيواء.. بحي درجة (في الفاشر) وتسبب القصف في قتل 30 شخصا".
وأفاد البيان بأن ما زالت هناك جثث داخل خنادق حفرت للحماية. في المقابل، نقلت رويترز عن قال صحفي محلي قوله الهجوم أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل
"الموت بالقصف أو الجوع"
تزامن هذا مع ما تأكيد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس تعرض "المستشفى السعودي للولادة، وهو المشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في الفاشر، للهجوم ثلاث مرات" منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر، ما أسفر عن قتلى وجرحى.
وقال غيبرييسوس عبر منصة إكس "تدعو (منظمة الصحة العالمية) إلى حماية المرافق الصحية فورا والسماح بوصول المساعدات الإنسانية حتى نتمكن من دعم المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة والعاملين الصحيين الذين هم في أمس الحاجة إلى الإمدادات الصحية".
حذر بيان تنسيقية لجان مقاومة الفاشر من أن "الجميع يموت إما بالقصف أو الجوع أو المرض يوميا".
وقبل يومين، قال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إنه "بعد أكثر من 500 يوم من الحصار المتواصل والقتال المستمر، الفاشر على شفا كارثة أكبر إن لم تُتخذ إجراءات عاجلة لفك الطوق المسلّح عنها وحماية المدنيين".
وقال تورك أمس إن الهجمات بالطائرات المسيرة والمدفعية التي شنتها قوات الدعم السريع في منطقتي أبو شوك وداراجا أولا في الفاشر وفي معسكر النازحين في الفاشر.
وكثفت الدعم السريع خلال الأشهر الأخيرة هجماتها في غرب وجنوب السودان بعدما أخرج الجيشمقاتليها من مدن رئيسية في وسط البلاد بينها الخرطوم ، في النصف الأول من العام الجاري.
أزمة الفاشر
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ أيار/مايو 2024، مغلقة الطريق على نحو 260 ألف شخص باتوا يقتاتون على علف الحيوانات لندرة الطعام. ويعاني مليون شخصا في شمال دارفور من المجاعة، بحسب الأمم المتحدة، في ظل منع دخول المساعدات وقطع الطرق منذ أكثر من عام.
وبحسب أرقام نشرتها الأمم المتحدة قبل أيام، فر أكثر من مليون شخص من الفاشر منذ اندلاع الحرب، أي ما يعادل 10 في المئة من إجمالي النازحين داخل البلاد.
وتراجع عدد سكان المدينة وهي الأكبر في المنطقة، بنحو 62 في المئة، من أكثر من مليون نسمة إلى حوالى 413 ألفا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
تحرير: خالد سلامة