1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الموصل - رحل داعش وبقيت النساء يبحثن عن "الرقية"!

٤ فبراير ٢٠١٩

خلال احتلال تنظيم "داعش" لمدينة الموصل العراقية، دأب التنظيم على عقد جلسات "رقية" للنساء لطرد الأرواح الشريرة التي تسكن أجسادهن. الطقوس تشمل الصراخ وضرب النساء. وبعد أن رحل التنظيم أستمرت طقوس الخرافة. DW كانت هناك.

Irak Mossul Dschinn-Austreibung
صورة من: DW/J. Neurink

بالرغم من انتهاء فترة حكم تنظيم "داعش" في الموصل ما يزال العديد من النساء يبحث عن جلسات طرد الأرواح الشريرة (المعروفة بعمليات الرقي) بناء على شهادة  المؤذن عثمان الذي يعمل بمسجد هيبة خاتون وهو أحد مساجد المدينة المكتظة وسط الموصل. 

يقول عثمان، إنّ كثيراً من أئمة المساجد أنكروا ممارسة هذه الطقوس باي مكان خلال فترة حكم "داعش" للموصل،  ويضيف "الكثير ليس  لديهم أي فكرة عما حصل هنا، ربما القليل فقط ممن كان يتردد على زيارة المسجد للصلاة". عثمان الذي رفض الافصاح عن اسم عائلته تخوفا من "داعش"، أكد انضمام العديد من السيدات المحليات والأجنبيات لهذه الجلسات داخل المسجد  بشكل منتظم يوميا بين منتصف اليوم وحتى الساعة الثالثة مساء. 

الهولندية  لورا هـ (اسم مستعار)، روت للصحفي الهولندي توماس رويب  ما رأته خلال  اقامتها وطفليها مع زوجها المنتمي لتنظيم "داعش" واثنين من أطفاله  بالقرب من المسجد، الشهادة التي وثقت، ضمها لاحقاً كتاب صدر خلال العام السابق . لورا  ترددت على الجلسات بعد إهانة زوجها لها ملقياً اللوم على الجن الذي حجب ايمانها ودفعها للقيام بالأخطاء.

 " شاهدتُ سيدات يخلعن قفازاتهن (السوداء الإجبارية) و يجلسن في غرف صغيرة وهنّ يقلبن أكفهن، ورأيت كيف تغمض تلك السيدات أعينهن ليأتي قائد الجلسة وهو يتلو آيات من القرآن بصوت غريب و نبرة تعلو تصاعديا، و ينهال عليهن بالضرب".

مسجد هيبة خاتون في الموصلصورة من: DW/J. Neurink

واقعة أخرى ترويها لورا عن سيدة فقدت وعيها وقامت بخلع حجابها، وامرأة اخرى سقطت على الأرض و بدأت بالتقيؤ وكأنها فقدت السيطرة على عضلات جسدها، وشهدت كيف قامت تلك السيدات بالصراخ والضحك والبكاء ومن ثم جمعن ثيابهن ومغادرة المكان بعد انتهاء الجلسة التي دامت لعشرين دقيقة.

يقول عثمان أن الرجل الذي يدعى "أبو يونس" يعمل خياطا في الموصل، ويبلغ  من العمر 55 عاما، كما أنه لا يحمل أي شهادات تؤهله للممارسة أو تعليم الدين. و بالرغم من عدم ارتباطه بتنظيم "داعش" الا أنهم سمحوا له بالقيام بهذا العمل لشهرته الواسعة في المدينة. 

 اعتادت العديد من سيدات السنة، في مدينة الموصل ومدن عراقية أخرى، زيارة الائمة ورجال الدين عند اصابتهن بأمراض يصعب تشخيصها، أو لرغبتهن في الإنجاب بعد سنوات طويلة من الزواج . البعض الآخر منهن كان يلجأ لزيارة قبور الأولياء. أما ممارسة مثل هذه الطقوس لطرد الشياطين فانحصرت بالصوفيين بناء على شهادات الكثير. يذكر أن الصوفية كانت ضمن الجماعات الدينية التي  منعت من  ممارسة عبادتها من قبل "داعش"، علاوة على كل التيارات الاسلامية التي لا تتفق مع تعاليم السلفية  بحجة أنها عبادة للأوثان.

و يُعد "طرد الجن  والأرواح الشريرة" أمراً مقبولا في المنهاج السلفي كونه مذكورا في القرآن، كما علق جمال حسين الخبير والكاتب في موضوع الجماعات السلفية بكردستان العراق. حيث يعد الجن النوع الثالث من الأرواح بعد الإنسان والملائكة. ويقول بهذا السياق" هم كائنات خلقت من نار لا يراها البشر. من الممكن أن يكونوا أشرارا أو جيدين، وهم  يشتركون في بعض الصفات مع البشر كالزواج والإنجاب.

حسين يكمل تعليقه بأن الجماعات السلفية تستمد قوة إيمانها بهذا الأمر من وجود سورة كاملة بالقرآن عن الجن. كما صدرت تكراراً تصريحات من تنظيم" داعش" عن وجود ملائكة وجن تقاتل معهم ضد غير المؤمنين بعقيدتهم.

مسجد في الموصلصورة من: DW/J. Neurink

يؤكد حسين أيضا أنه بناء على مذهب السلفية فإن "السيدات هن الأكثر تعرضاً للجن نظرا لضعفهن وقلة ذكائهن و لهذا السبب ربما لا يوجد أي ذكر لجلسات طرد الشياطين للرجال خلال فترة حكم تنظيم داعش".

يتابع حسين أن الأعراض التي يتم تشخيصها كإصابة بالجن تصنف بالطب على أنها مرض نفسي، لكن بدلاً عن العلاج الطبي، يقوم السلفيون بتعريض المصاب لجلسات يستخدم بها نصوص القرآن التي يتم قراءتها لطرد الجن من الجسد. "عادة يعاني المريض من الهلوسة أو نوبات من الصرع والتي من الممكن أن تؤدي به إلى الموت ولكن حينها يقال إن الجن رفض مغادرة جسد المريض".

وفي العادة يمارس الرجال حصرا مهمة الرقية (طرد الأرواح الشريرة) من الجسد، ويبين حسين أن الشخص الذي يتم إختياره لهذه المهمة يجب أن يكون معروفاً بتقواه وورعه. ثم يقرُّ حسين استغرابه من حقيقة أن المجتمع الذي صنعه داعش والذي يمنع بشدة أي قرب بين الجنسين يقبل في نفس الوقت أن ينفرد رجل في مسجد هيبة خاتون بالنساء ليمارس معهن الرقية.  ويذهب حسين إلى القول "هذه الجلسات شهدت تعرض العديد من النساء لتحرش واعتداء "الرقاة" والذين اعتبرهم شيوخ الأزهر بأنهم "لا شيء سوى أشخاص مخادعين  وفاسدين".

 يتابع المؤذن عثمان" بعد مغادرة "داعش" لمدينة الموصل اعتقلت السلطات العراقية أبو يونس، ثم يناقض نفسه بعد هنيهة ويقول "للأسف ليس بوسعنا الاتصال بأبي يونس لأنه متوارٍ". ويمضي المؤذن إلى القول" وبالرغم من انقضاء سنة على تحرير المدينة، إلا أن الكثير من النساء لا يزلن يبحثن عن هذه الجلسات، كما إنّ الكثير من النساء المنتميات للجماعة السلفية يمارسن هذه الطقوس. إلا أنه أكد أنّ مسجد هيبة خاتون، لم يعد يقدم مثل هذه الخدمات في أي وقت. 

يودت نويرنك / م.ق

 

شباب الموصل يحولون ركام الحرب إلى قطع فنية

01:29

This browser does not support the video element.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW