1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الموصل ـ الحبر الأعظم يأسف للتراجع المأساوي في عدد المسيحيين

٧ مارس ٢٠٢١

يواصل البابا فرنسيس زيارته التاريخية إلى العراق حيث حطت الأحد طائرته صباح اليوم في أربيل، ويزور مدينة الموصل المعقل السابق لتنظيم داعش. كما يقيم بعدها قداسا في أربيل يضم الآلاف حيث خُصص له استقبال رسمي وشعبي كبير.

البابا فرانسيس يدعو لضحايا الحرب في الموصل بالعراق (السابع من مارس / آذار 2021)
البابا فرانسيس يدعو لضحايا الحرب في الموصل بالعراق (السابع من مارس / آذار 2021)صورة من: Vatican Media/REUTERS

قال البابا فرنسيس اليوم الأحد (السابع من مارس/ آذار 2021) من ساحة حوش البيعة في الموصل حيث يترأس صلاة على أرواح ضحايا الحرب من أمام كنيسة أثرية مدمّرة، إن "التناقص المأساوي في أعداد تلاميذ المسيح، هنا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط إنّما هو ضرر جسيم لا يمكن تقديره".
وكان  البابا فرنسيس  قد وصل إلى مدينة الموصل اليوم الأحد (السابع من مارس/ آذار 2021) للصلاة في المدينة الشمالية التي كانت يوماً ما معقلاً لتنظيم "داعش"، حيث لا يتجاوز عدد المسيحين الآن بضع عشرات من الأسر. ونُقل البابا البالغ من العمر 84 عاماً بطائرة هليكوبتر من مدينة أربيل القريبة في اليوم الثالث من زيارته التاريخية للعراق.

وقبل التحرك نحو الموصل وقرقوش، عقد رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني اجتماعاً مع البابا في صالة الضيافة بمطار أربيل الدولي بحضور رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني.  وكان بابا الفاتيكان فرنسيس قد وصل صباح اليوم إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان في اليوم الثالث لزيارته الحالية إلى العراق.

وجرى للحبر الاعظم استقبال رسمي وشعبي كبير في مطار أربيل الدولي وكان في مقدمة مستقبليه نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان ومسرور بارزاني رئيس حكومة الإقليم ورجال دين من مختلف الطوائف وكبار المسؤولين. واصطفت مجموعات من أبناء كردستان عند مدخل مطار أربيل لتحية قداسة البابا فيما تم رفع علم إقليم كردستان وعلم دولة الفاتيكان عند مدخل المطار. 

دلالات رمزية للزيارة البابوية

وترتدي هذه المحطة من الزيارة الباباوية أهمية كبرى، لا سيما أن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وتعرّضت كنائسها وأديرتها الضاربة في القدم لدمار كبير على يد التنظيم المتطرف. ولا تخلو هذه المحطة من زيارة البابا من تحديات أمنية، وهي تتم وسط اجراءات مشددة.

وعندما سيطر التنظيم على المنطقة، أيد البابا فرنسيس استخدام القوة لوقف انتشاره، ودرس إمكان السفر إلى شمال العراق للوقوف إلى جانب الأقلية المسيحية. ولا تزال آثار الحرب ظاهرة في المنطقة، رغم مرور نحو أربع سنوات على طرد التنظيم منها بعد معارك امتدت أشهراً طويلة بين القوات الحكومية العراقية والجهاديين، خلّفت مئات الضحايا ودفعت الآلاف للنزوح.

 وكان البابا ندّد بكلمته السبت من أور في جنوب العراق بـ "الإرهاب الذي يسيء إلى الدين"، مضيفاً "نحن المؤمنين، لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين. بل واجب علينا إزالة سوء الفهم".

اضمحلال الطائفة المسيحية في العراق

لم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليوناً بعدما كان عددهم 1.5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأمريكي للعراق. ويلتقي الحبر الأعظم في المدينة القديمة في الموصل التي كانت في يوم من الأيام مركزاً للتجارة في الشرق الأوسط، لكنها الآن عبارة عن ركام، مسيحيي المنطقة.

وفي شوارع المدينة، ارتفعت لافتات كتب عليها "الموصل ترحب بالبابا فرنسيس". ولا يوجد في نينوى ملعب رياضي مناسب أو كاتدرائية لإقامة قداس بابوي، كما يوضح رئيس أساقفة الموصل ميخائيل نجيب "14 كنيسة مدمرة، سبع منها تعود للقرنين الخامس والسادس والسابع".

محطات زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق

بين هذه الكنائس، كاتدرائية مسكنته وهو اسم شهيدة مسيحية في القرون الأولى، تغطيها اليوم حجارة وركام. أما كنيسة القديس شمعون الصفا (القديس بطرس) فمليئة بأكياس قمامة. ويقيم البابا اليوم قداسًا في الهواء الطلق في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق في ملعب يتسع لأكثر من 20 ألف شخص لكن لن يضمّ سوى أربعة آلاف شخص على الأقلّ.

وتنعم إربيل بوضع أمني مستقرّ نسبياً، كما أن وضع البنى التحتية فيها جيّد. وعندما اجتاح تنظيم "داعش" شمال العراق، لجأ مئات آلاف المسيحيين والمسلمين والأيزيديين إلى إقليم كردستان العراق الذي كان يستضيف أساسا الأقليات النازحة اثر العنف الطائفي الذي شهده العراق خلال مراحل سابقة تلت الغزو.

قرقوش البلدة التي تتحدث لغة المسيح

وبعد الموصل، يزور البابا بلدة قرقوش. ويستعدّ سكانها لاستقباله بهدية فريدة تعكس تراث منطقتهم، عبارة عن وشاح صمم له خصيصاً، إضافة إلى استعدادات أخرى من زينة ورايات ترحيباً به. ولبلدة قرقوش أو بغديدة تاريخ قديم جداً سابق للمسيحية. يتحدث سكانها اليوم لهجة حديثة من الآرامية، لغة المسيح، ولذلك تعدّ محطة هامة في زيارة الحبر الأعظم.

ولحق دمار كبير بقرقوش على يد التنظيم الإرهابي ولا يزال الوضع الأمني متوتراً مع انتشار الجماعات المسلحة التي ترعاها الدولة بأعداد كبيرة في السهول المحيطة. هناك، يزور البابا كنيسة الطاهرة التي دمرها التنظيم، لكن أعيد ترميمها بالكامل.

وهذه أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق، يحقق فيها فرنسيس حلماً لطالما راود البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني.  لكن بالإضافة إلى التحديات الأمنية، تأتي الزيارة وسط تحدٍّ صحي أيضاً، مع زيادة بأعداد الإصابات بكوفيد-19، حرمت الحشود من ملاقاة البابا وإلقاء التحية عليه.

ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ / رويترز/ أ.ف.ب)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW