الموضة الأوروبية صديقة للبيئة
٢٣ أغسطس ٢٠٠٧سترة قطنية مزركشة، رداء أحمر مثير، قبعة بنفسجية ناعمة.. هذه نماذج مما يُقدم لنا اليوم من الملبوسات المصنوعة من القطن العضوي الطبيعي. فلم يعد من المستحيل إذا أن يقدم المصمم الأوروبي أزياء جذابة، مصنوعة من مواد صديقة للبيئة. ويبدو أن أسابيع الموضة في العواصم العالمية ستقدم لنا المزيد من مجموعات الأزياء الملفتة للنظر والمصنوعة من هذا النوع من القطن. ففي برلين مثلا شاهدنا ملابس مثيرة، ملونة، ومتنوعة لا تقل جمالا أو ابتكارا عن تلك المصنعة من الأقمشة التي تدخل في صناعتها مواد كيميائية.
وفي نيويورك كذلك قام نحو 28 من كبار المصممين العالميين، بالتعاون مع مجموعة ايرث بليدج، وهي مؤسسة للمحافظة علي البيئة، بتنظيم أسبوع للأزياء غير الضارة بالبيئة. وفي هذا العرض تمت الاستعاضة عن الأزياء المصنوعة من الفراء والأقمشة المضرة بالبيئة، بتلك المصنوعة من مواد أُعيد تصنيعها لجعلها قابلة للاستعمال من جديد ومن أنسجة لا تسبب أي نوع من التلوث. وتم استخدام 50 نوعا من المواد المناسبة للبيئة.
الموضة الجديدة تلقى رواجاً
تشهد صناعة الألبسة من القطن العضوي غير الضار بالبيئة نموا متصاعدا وسريعا. ومن المتوقع أن يبلغ معدل نمو مبيعاته السنوية 116 بالمائة بين عامي 2006 و2008. وبذلك ستحقق مبيعات هذه المادة في السوق العالمية قرابة 2.6 مليار دولار. ويؤمن الكثير من أصدقاء البيئة أن حماية البيئة من خلال الموضة أصبح أمرا سهلا يسيرا، على الرغم من ارتفاع أسعار الملابس المصنوعة من هذا القطن، إذ يصل سعر السروال إلى 100 دولار.
صيحة مؤقتة أم تقليد دائم
وتنتشر الألبسة المصنوعة من القطن العضوي الخالي من المواد الكيميائية في محلات الموضة الأوروبية وفي المخازن الكبيرة مثل "أتش أند أم"، و"زارا". وفي السنة الماضية استخدمت الشركة السويدية الأصل "أتش أند أم" 30 طنا من القطن العضوي. ومن المتوقع أن تستخدم هذا العام في منتجاتها نحو 1100 طناً. ويبدو أن الألبسة المصنوعة من هذا القطن تلاقي إعجاب المستهلكين، الأمر الذي دفع الشركة إلى توفيرها في كل الأقسام، بما في ذلك ألبسة الرجال، حسب مديرة مشروع في "أتش أند أم"، كارولينا دوفواكز. إذا يبدو أن القطن الصديق للبيئة، ليس موضة "مؤقتة"، إذ تلبي هذه المادة حاجات الزبون العادي وذلك الانتقائي.
ترينتي هارتمان
إعداد: جهينة خالدية