المونديال وتألق أسود الأطلس.. "المستحيل" ليس مغربياً
١٢ ديسمبر ٢٠٢٢
الانتصار الذي حققه منتخب المغرب في مونديال قطر بالوصول إلى نصف النهائي، كان انتصارا للقارة الأفريقية والعالم العربي. بيد أن طموحات أسود الأطلس في قطر ليس فقط لتحقيق إنجاز تاريخي أفريقي وعربي وإنما للتتويج بلقب البطولة.
إعلان
ما ان انطلقت صافرة نهاية مباراة المغرب والبرتغال في دور الثمانية بمونديال كأس العالم في قطر، حتى تدفقت الدموع وهاجت الجماهير سواء داخل المستطيل الأخضر في استاد الثمامة أو خارجه.
كانت البداية مع هروب كريستيانو رونالدو، المتوج بجائزة الكرة الذهبية خمس مرات، من الاستاد في حالة حزن وإحباط بعد أن فشل في تحقيق التعادل لمنتخب البرتغال بعد أن دخوله المواجهة بديلا في الدقيقة 51.
بيد أن دموع رونالدو فيما يبدو أنها آخر بطولة كأس العالم يشارك فيها، ليس سوى قطرة في محيط من مشاعر الفرح التي سادت اللاعب المغربي يوسف النصيري الذي سكنت رأسيته الشاهقة شباك حارس مرمى البرتغال ويحرز هدف الفوز لأسود الأطلس الذي مهد الطريق أمام تأهلهم إلى دور نصف النهائي كأول فريق أفريقي يحقق هذا الانجاز.
المغرب..منتخب بطولي من طراز أول
وخلال المونديال، تحدى أسود الأطلس الصعاب حيث أظهر مدرب المنتخب وليد الركراكي وكافة نجوم المنتخب مثابرة في اللعب داخل المستطيل الأخضر باستماتة وقوة كفريق منافس على اللقب، لكن ما يميز منتخب المغرب الدعم والتضامن الجماهيري الفريد من نوعه.
فمن الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة الـ 98 من مواجهة البرتغال، لم يكن لاعبو منتخب المغرب يشجعونهم فقط جماهير بلادهم سواء في المدن المغربية مثل الدار البيضاء والرباط وأغادير، وإنما شعوب الشرق الأوسط وأفريقيا خاصة وأن البطولة تعد أول مونديال في العالم العربي.
دعم غير مشروط
وكانت الأجواء داخل الاستاد صاخبة بشكل غير مسبوق باستثناء بعض الحالات خلال الأسبوعين الماضيين كمباراة منتخب الأرجنتين وقبله مباراة منتخب تونس. لكن لا يمكن مقارنة الحضور الجماهيري خلال أي مواجهة شهدها الاستاد في السابق بما حدث السبت الماضي إذ مثلت هذه الحشود الكروية اللاعب رقم الـ12 في منتخب أسود الأطلس حيث كانت تصفر مع كل تمريرة لمنتخب البرتغال مع تشجيعهم في كل هجمة مرتدة. وفي ذلك، قال إسماعيل، أحد مشجعي منتخب المغرب، "ضاع صوتي من قوة الهتاف".
ولم يكن إسماعيل المشجع المغربي الوحيد الذي لم يتوقف عن الهتاف والتشجيع داخل الاستاد بل كان الجميع من رجال و نساء أو شباب حتى الأطفال فيما لم تتوقف أجواء الفرح على وقع انتهاء المباراة وإنما امتدت بعد الانتهاء خارج الاستاد خاصة في سوق واقف في قلب الدوحة.
وقال أحمد، المغربي الذي جاء من الدار البيضاء برفقة زوجته زينب لتشجيع أسود الأطلس، "شعورنا يفوق الشعور بالسعادة إنه شعور أقوى بكثير من ذلك. المغرب يكتب التاريخ فلم يخسر منتخب المغرب أي مواجهة. نحن الأفضل!".
أما كنزة، المغربية التي سافرت من مدينتها مراكش إلى قطر لتشجيع منتخب بلادها في مباراة ربع النهائي أمام فرنسا، فتؤكد أنها تتوقع فوز أسود الأطلس على حامل اللقب. وأضافت أن "الأمر يعد استثناءً فهذا يمثل حدثا تاريخيا بالنسبة لنا وللعالم العربى ولافريقيا".
المغرب وهدف التتويج
ورغم امتلاك منتخب البرتغالي للاعبين من طراز فريد ليس فقط رونالدو وإنما ضمت تشكيلة الفريق أيضا غونزالو راموس وجواو فيليكس وبرونو فرنانديز وبرناردو سيلفا، إلا أن الجماهير المغربية لم تساورها أي شكوك حيال قدرة فريقها لتحقيق الفوز خاصة وأن منتخب أسود الأطلس يضم لاعبين على مستوى عال مثل أشرف حكيمي و حكيم زياش ممن يلعبون في البطولات الأوروبية الكبرى.
وفي ذلك، قال سفيان، المشجع المغربي الذي جاء إلى قطر من الدار البيضاء، إن المنتخب المغربي "عائلة واحدة فكل اللاعبين يدعمون بعضهم البعض فبمجرد أن يفقد أحد اللاعبين الكرة، سرعان ما يأتي لاعب آخر للمساعدة في تأكيد على عدم الاستسلام ومواصلة القتال حتى النهاية."
وبعد التغلب على إسبانيا والبرتغال، تنتظر المغرب مواجهة حاسمة أمام فرنسا، بطلة النسخة الماضية من كأس العالم، ثم بعد ذلك خوض المباراة النهائية في حالة الفوز أو مباراة تحديد المركز الثالث فيما يؤكد مشجعو أسود الأطلس أن نصب أعينهم رفع الكأس.
وفي هذا السياق، قال إسماعيل، وهو مدينة أغادير والذي حضر كافة مباريات المغرب في المونديال، أنه "بغض النظر عن أي الفريق الذي سوف نواجه، إننا جاهزون. نحن هنا لحمل الكأس إلى المغرب. البطولة بطولتنا."
ويبدو أن إسماعيل ليس الوحيد في ذلك، إذ أكد سفيان على لذلك، قائلا "السماء هي حدودنا. سوف نصل إلى النهائي" فيما شدد أحمد على ذلك بقوله: "المستحيل ليس مغربيا".
على فرحات/ م.ع
بالصور.. تعرف على ملاعب بطولة كأس العالم قطر 2022
بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول تستضيف قطر مباريات مونديال 2022 لكرة القدم. وتقام البطولة على ثمانية ملاعب، سبعة منها بُنيت خصيصاً للحدث العالمي الذي يقام مرّة كل أربع سنوات.. فما هي تلك الملاعب؟
صورة من: Qatar's Supreme Committee for Delivery and Legacy/AFP
إستاد لوسيل - استدامة مع نقوش إسلامية
يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي. روعي في تشييده توظيف مجموعة من ممارسات الاستدامة، بما فيها سقف مصنوع من مادة متطوّرة تساعد في توفير الحماية من الرياح الساخنة والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس لنمو العشب في الملعب مع توفير الظل.
صورة من: Mohammed Dabbous/AA/picture alliance
ملعب نهائي المونديال
يقع إستاد لوسيل على بعد 16 كلم شمال الدوحة، وسيستضيف ملعبه 10 مباريات حتى نصف النهائي والنهائي المنتظر. وسيتحوّل الملعب، البالغة سعته 80 ألف متفرج، إلى مركز حيوي يستفيد منه سكان مدينة لوسيل الحديثة بعد انتهاء المونديال: "مدارس، ومتاجر، ومقاهٍ، ومرافق رياضية، وعيادات صحية". واشتُق اسم المدينة من "الوسل" وهي نبتة نادرة تعتبر منطقة لوسيل موطنها الأصلي.
صورة من: Mohammed Dabbous/AA/picture alliance
إستاد البيت - بيت سكان البادية
افتتح في 9 أيلول/ سبتمبر 2022 بمباراة بين الزمالك بطل مصر والهلال بطل السعودية. استوحي تصميم استاد البيت من بيت الشّعر أو الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج على مرّ التاريخ الذين عاشوا مرتحلين في صحراء قطر بحثاً عن الكلأ والماء. سعته 60 ألف متفرج ويقع على مدخل مدينة الخور على بعد 43 كلم من وسط المدينة. شهد هذا الاستاد تسجيل رقم قياسي في فرش الأرضية العشبية.
صورة من: Xinhua News Agency/picture alliance
ملعب القمة النارية بين ألمانيا وإسبانيا
بدأت الحديقة العامة في المنطقة المحيطة بإستاد البيت في استقبال الجمهور منذ شباط/فبراير 2020. وإستاد البيت مجهز بسقف قابل للطي بالكامل وسيستضيف 9 مباريات بينها الأولى لقطر أمام الإكوادور وقمة ألمانيا-إسبانيا في دور المجموعات، حتى الدور نصف النهائي. صُمّمت مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم.
صورة من: MB Media Solutions/imago
إستاد الجنوب من تصميم زها حديد
شُيد في أحد أقدم أحياء قطر المأهولة بالسكان. يقع في مدينة الوكرة الجنوبية على بعد 23 كلم من وسط الدوحة وبسعة 40 ألف متفرج سيتم تخفيضها بعد المونديال. صمّمته المهندسة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، مستلهمة فكرته من أشرعة المراكب التقليدية، في تخليد لتراث مدينة الوكرة الساحلية العريقة التي عُرفت عبر التاريخ كمركز للصيد والبحث عن اللآلئ.
صورة من: Igor Kralj/Pixsell/picture alliance
من الوكرة إلى الجنوب
إستاد الجنوب مجهّز بتقنية تبريد مبتكرة وسقف قابل للطي. سيستضيف 7 مباريات من دور المجموعات حتى دور الـ16. أُعلن عن جاهزيته في 16 أيار/مايو 2019 خلال استضافته نهائي كأس الأمير وفوز الدحيل على السد، وتم تغيير اسمه من الوكرة إلى الجنوب.
صورة من: picture alliance / M.i.S.-Sportpressefoto
إستاد أحمد بن علي
يطلق عليه أيضاً اسم (الريان)، ويقع في واحدة من أكثر المدن التقليدية في قطر. بُني الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج في موقع إستاد كان يحمل الاسم نفسه ويقع على مشارف الصحراء، على بُعد 20 كلم غرب وسط الدوحة. تتزيّن واجهته الخارجية المتموجة برموز تمثل الثقافة القطرية. تعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة قطر، حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية. ومن المقرر أن يستضيف 7 مباريات في المونديال حتى دور الـ16.
صورة من: picture alliance/dpa
إستاد خليفة الدولي
شاهد على تاريخ كرة القدم وألعاب القوى في البلاد. تمّ تجديده وإضافة 12 ألف مقعد جديد لاستضافة كأس العالم. أصبح أول استادات المونديال جاهزية في 19 أيار/مايو 2017، عندما استضاف نهائي كأس الأمير بحضور أكثر من 40 ألف متفرج. يقع الإستاد التاريخي الذي تم تشييده عام 1976 في قلب مؤسسة "أسباير زون" وعلى مقربة من مستشفى "سبيتار" في منطقة الريان.
صورة من: picture alliance / GES/Markus Gilliar
متحف قطر الرياضي
سيستضيف خلال المونديال 8 مباريات حتى دور الـ16 إضافة إلى مباراة تحديد المركز الثالث. استضاف الإستاد الذي يبعد 13 كلم عن وسط الدوحة العديد من الفعاليات مثل دورة الألعاب الآسيوية 2006، كأس آسيا 2011، بطولة العالم لألعاب القوى 2019، بطولة كأس الخليج 24 وكأس العالم للأندية 2019. يعلو سقفه قوسان ويتصل من خلال ممر مشاة قصير بمتحف 3-2-1 قطر الأولمبي والرياضي.
صورة من: Christian Charisius/picture alliance/dpa
إستاد الثمامة - تصميم قطري
هو الملعب المونديالي الوحيد من أصل ثمانية غير مجهّز بتقنية التبريد. يمتاز بتصميمه المستوحى من "القحفية" أو قبعة الرأس التقليدية التي يرتديها الرجال والأطفال في أنحاء العالم العربي. صمّمه المعماري القطري إبراهيم الجيدة، وسيستضيف 8 مباريات من دور المجموعات وحتى الدور ربع النهائي. يتسع لأربعين ألف متفرج ويقع على بعد 13 كلم جنوب وسط الدوحة.
صورة من: picture alliance / GES/Markus Gilliar
إستاد المدينة التعليمية - مقر منتخب السيدات
تتميز واجهته بالمثلثات التي تشكل زخرفات هندسية متشابكة تعكس نور الشمس، وتبدي تغيراً في ألوانها كلما تغيرت الزاوية التي تطل منها أشعة الشمس. يقع في قلب مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على بُعد 12 كلم من وسط المدينة. سيتحول الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج بعد المونديال إلى مقرّ لمنتخب قطر الوطني للسيدات. سيستضيف 8 مباريات بين دور المجموعات وربع النهائي.
صورة من: picture alliance / NurPhoto
إستاد 974 - أول إستاد قابل للتفكيك
يدخل في بنائه 974 حاوية للشحن البحري ووحدات مستقلة من الصلب، مستوحياً تصميمه من الإرث البحري والتجاري لقطر. كان مقرراً أن يُطلق عليه اسم (راس أبو عبود) حيث يتناغم مع اسم ميناء يقع على مقربة منه. يُعدّ أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ المونديال
صورة من: Igor Kralj/Pixsell/picture alliance
أهلا بكم في كورنيش الدوحة
تتسع مدرجات إستاد 974 إلى 40 ألف مشجع ويطلّ على كورنيش الدوحة وناطحات السحاب في منطقة الخليج الغربي وبالإمكان الوصول إليه عبر محطة مترو تبعد مسافة 800 متر. سيستضيف 7 مباريات حتى دور الـ16، ويقع على مقربة من مطار حمد الدولي على بعد 10 كلم شرق وسط الدوحة. إعداد: عماد حسن
صورة من: Qatar's Supreme Committee for Delivery and Legacy/AFP