الناتو: أوكرانيا تسلك "طريقاً لا عودة عنه" نحو العضوية
١٠ يوليو ٢٠٢٤
أكد حلف شمال الأطلسي في مسودة إعلان على أن طريق حصول أوكرانيا على عضوية الحلف أمر"لا رجعة فيه"، في وقت بدأت دول في الحلف بإرسال مقاتلات "إف-16" الموعودة لأوكرانيا.
إعلان
قال مصدر في حلف شمال الأطلسي لرويترز اليوم الأربعاء (10 تموز/يوليو 2024) إن أحدث نسخة من مسودة الإعلان المرتقب لقمة الحلف تنص على أن التحالف العسكري سيواصل دعمه لأوكرانيا "في مسارها الذي لا رجعة فيه نحو الاندماج الكامل على الصعيدين الأوروبي والأطلسي، بما في ذلك نيل عضوية حلف شمال الأطلسي".
وأضاف المصدر أن المسودة، التي لم يوافق عليها الأعضاء البالغ عددهم 32 بعد، تشير إلى أن الحلف "سيكون في وضع يسمح له بدعوة أوكرانيا إلى الانضمام بمجرد موافقة جميع الأعضاء واستيفاء كافة الشروط".
وفي سياق الحرب في أوكرانيا، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء أن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدأت ترسل مقاتلات "إف-16" الموعود بها الى أوكرانيا التي تطالب بتعزيز دفاعاتها ضد روسيا. وقال بلينكن خلال قمة للناتو في واشنطن "يجري في هذه اللحظات إرسال مقاتلات إف-16 من الدنمارك وهولندا".
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء بإعلان بلينكن، معتبراً أن المقاتلات "تقرّب السلام العادل والدائم".
ومن جانبه، صف المستشار الألماني أولاف شولتس الدعم الحالي لأوكرانيا بأنظمة دفاع جوي بأنه "خطوة كبيرة". وعلى هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العاصمة الأمريكية واشنطن، وعد شولتس أوكرانيا في الوقت نفسه بتزويدها بأنظمة إضافية.
وقبل اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال شولتس اليوم الأربعاء: "من وجهة نظري، هذه العملية لم تكتمل بعد".
وقالت هولندا والدنمارك والولايات المتحدة اليوم الأربعاء، على هامش قمة الحلف إنه يجري حالياً نقل مقاتلات إلى أوكرانيا، وسوف يتم نشرها في الصيف الحالي، وفق بيان مشترك صادر عن الدول الثلاث.
وتضم دفعة الأسلحة طائرات أمريكية الصنع من طراز "إف-16" لكن يتم تزويد أوكرانيا بها عن طريق هولندا والدنمارك، وليس من جانب الولايات المتحدة.
وجاء في البيان الذي صدر أثناء القمة في واشنطن: "إن عملية نقل طائرات إف- 16 جارية الآن، وسوف يكون بإمكان أوكرانيا تشغيل طائرات إف 16- الصيف الحالي." وأشار البيان إلى أن بلجيكا والنرويج وافقتا أيضاً على تزويد أوكرانيا بطائرات حربية.
وأعلن رئيس الوزراء النروجي يوناس غار خلال القمة أن أوسلو ستبدأ هذا العام بإرسال ست مقاتلات أميركية من طراز "إف-16" لأوكرانيا.
وتطالب أوكرانيا منذ فترة طويلة بطائرات غربية متقدّمة. وأعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن في آب/أغسطس الماضي الضوء الأخضر لإرسال طائرات "إف-16" أميركية الصنع إلى كييف رغم مخاوف سابقة بشأن المدة التي ستحتاج اليها كييف للتدريب على الطائرات.
ولفت بلينكن إلى أن إرسال الطائرات يجب أن يكون إشارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "يوجّه ذلك ذهن فلاديمير بوتين نحو التركيز على أنه لن يصمد بعد أوكرانيا ولن يصمد بعدنا، وفي حال استمراره سيتعمّق الضرر الذي سيستمر في إلحاقه بروسيا ومصالحها".
خ.س/أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.