1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الناخب المجهول يترك بصماته على وجوه سياسييه المشهورين

في الوقت الذي يبذل فيه السياسيون أقصى ما بوسعهم لتحسين صورتهم، تتعرض وجوههم على اللافتات الدعائية للتشويه والتعديل في شوارع البلاد. مضمون اللمسات الإبداعية التي يتركها الناخبين تتراوح بين الدعابة والدعم السياسي.

شرودر بعد التعديل مع عبارة "انظر بعيدا"صورة من: dpa

مع اقتراب الحملة الانتخابية من نهايتها يندر أن يخلو شارع في ألمانيا من اللافتات الدعائية للأحزاب المتسابقة. يتعايش السكان مع وجوه السياسيين في أحيائهم طيلة فترة الحملة الانتخابية، حيث يطل عليهم كل صباح وجه شرودر بملامح جادة، أو وجه مبتسم لمنافسته أنغيلا ميركل، أو نظرات فيسترفيله الباردة. إضافة إلى لافتات أخرى تحمل شعارات وكولاجات تعكس برامج الأحزاب المختلفة.

غير أن السكان لا يكتفون بلعب دور المشاهدين طوال الوقت، فمن حين لآخر يتدخل الجمهور في عمل فريق الحملة الدعائية ويجرون بعض التعديلات على اللافتات الدعائية. ففجأة تتحول عينا شرودر إلى عينيين مرعبتين لقط، أو تظهر جملة "سلطة السوق" مكتوبة بخط اليد على لافتته الدعائية، أو تلطخ صورة ميركل بجملة مكتوبة بخط عريض تقول: "الغباء يحكمنا". هل هذا تخريب متعمد للممتلكات العامة؟ يجيب أحد سكان حي فردريشسهاين في مدينة برلين بالنفي، حيث يرى أن التعليق على اللافتات التي تصاحب السكان في يومهم أمر مشروع، ويضيف أن الشعارات التي تحملها بعض اللافتات في أحد الأحياء لا تتماشى بالضرورة مع طبيعة سكان هذا الحي.

نصف اللافتات تعرض للتشويه

لا بد أن السيدة ميركل غير محبوبة في هذا الحيصورة من: dpa

ظاهرة العبث بلافتات الحملات الدعائية هي ظاهرة معروفة جيدا في المجتمع الألماني، ويندر أن يوجد سياسي واحد لم تتعرض صورته لبعض التعديلات في هذا الحي أو ذاك. تورستن ريشكه مدير الحملة الإنتخابية للحزب المسيحي الديموقراطي يقدر لافتات الحزب التي تعرضت للتشويه بنسبة 20 بالمائة من اجمالي 850 ألف لافتة منتشرة في طول البلاد وعرضها. ويضيف: "بعض الأصدقاء أخبروني أن الوضع شديد السوء في أحياء مثل نوي كولن البرليني (تقطنه أغلبية من الطبقة العاملة)". لكن فريقنا يعمل بجد ليل نهار لرفع الضرر عن اللافتات المصابة أو استبدالها بجديدة إذا اقتضى الأمر." بعض مراقبي الحملة الانتخابية يعتقدون أن نصف العدد الإجمالي للافتات الحملة الانتخابية من مختلف الأحزاب قد تعرض للتعديل أو التشويه.

حرب اللافتات

معرض في هامبورغ مخصص للافتات الانتخابات المعدلةصورة من: AP

اجتذبت هذه الظاهرة انتباه المختصين في العلوم السياسية، خاصة لأنها تعكس في بعض الأحيان قدرا من المشاركة السياسية وإن اتخذت أشكالا غير تقليدية. نيل ديدريشس البروفيسور في جامعة برلين الحرة قام بدراسة التعديلات التي أجريت على لافتات الحملات الانتخابية في شوارع برلين، وجمع عددا كبيرا من الشعارات التي كتبت على وجوه السياسيين، كما أحصى أشكالا عديدة للمسات الإبداعية التي يقوم بها الجمهور. ووجد أن الدافع وراء هذه التعديلات يتراوح بين شهوة التخريب والرغبة في التعبير عن رأي سياسي.

ويقول ديدرشس "هناك بالتأكيد أناس يمتلكون دافعا سياسيا للقيام بتعديل أو تشويه لافتة انتخابية، كأن يناصروا حزبا على حزب آخر". ويضيف "هناك أيضا الجماعات المناهضة للفاشية التي تقوم بتحطيم لافتات الأحزاب اليمينية المتطرفة بشكل منظم. وبالعكس هناك فرق من المتعصبين اليمينيين، خاصة صغار السن منهم، تسير في الشوارع لتهاجم لافتات الأحزاب الأخرى".

رغبة مشروعة

أما معسكر الحزب الاشتراكي الديموقراطي فيبدي قدرا كبيرا من الهدوء في التعامل مع هذه الظاهرة، ويقول مدير الحملة الانتخابية للحزب حول تشويه لافتاتهم الانتخابية "هذا أمر غير مستغرب، ولا يمكن أن تخلو حملة انتخابية منه." ويضيف أن الاشتباكات بين متطرفي المعسكرات السياسية المختلفة هو أمر ليس بالجديد.

صورة أخرى من المعرضصورة من: AP

في بعض الأحيان تلقى هذه التعديلات التي يقوم بها الناس تعاطفا ليس فقط من جانب الجمهور بل من جانب معسكر الحزب المعني. مانفريد نويهاوس أحد أعضاء فريق الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديموقراطي يقول "عندما تسكن في أحد البيوت وترى وجه سياسي يحملق فيك كل يوم، فليس من المستغرب أن تشعر بالرغبة في تعديل هذا الوجه قليلا." وفي النهاية ينبغي عدم المبالغة في تقدير الدور الذي تلعبه اللافتات، سواء كانت مشوهة أو غير مشوهة، "لا يوجد لافتة إعلانية واحدة تستطيع أن تثنيني عن المرشح الذي أرغب في إعطاءه صوتي" هكذا يقول أحد الناخبين.

دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW