ضمن إجراءتها لتشديد الرقابة على الحدود، تريد الحكومة النرويجية بناء جدار بينها وبين روسيا من أجل منع اللاجئين من دخول أراضيها من جهة القطب الشمالي، واستقبلت النرويج آلاف اللاجئين من هناك العام الماضي.
إعلان
تعتزم النرويج إقامة سياج على حدودها مع روسيا لمنع اللاجئين من الدخول إليها. وقال متحدث باسم الشرطة النرويجية في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب. أ) اليوم الثلاثاء (30 آب/ أغسطس 2016) في أوسلو إن العمل في بناء السياج بدأ بالفعل في الثاني والعشرين من آب/ أغسطس الجاري وإنه سيمتد بطول 300 متر فقط وسيكون بمحاذاة محطة ستورسكوج الحدودية.
وقال المتحدث إنه من غير الواضح متى سينتهي العمل من هذا السياج. ووصل آلاف اللاجئين الخريف الماضي إلى النرويج بالدراجات في أغلب الأحوال عبر ما يعرف بالطريق القطبي الشمالي. غير أنه لم يعد أحد من اللاجئين تقريبا يتسلل للحدود النرويجية منذ كانون أول/ديسمبر الماضي. وعن ذلك قالت متحدثة باسم وزارة شؤون الاندماج اليوم الثلاثاء: "لا أعتقد أن أحدا قدم للنرويج عبر معبر ستورسكوج هذا العام".
ورغم ذلك يعتزم النرويجيون إقامة السياج "لأننا رأينا أن الكثير من الأشخاص جاؤوا في مثل هذا الوقت من العام الماضي" حسبما أوضحت المتحدثة التي أشارت إلى أن السياج يهدف لتحسين الرقابة الحدودية. وكان البرلمان النرويجي قد اعتمد في حزيران/ يونيو الماضي العديد من الإجراءات في إطار تشديد قانون اللجوء؛ وهي الإجراءات التي ينتظر أن يتم تطبيقها خلال الخريف.
وبموجب هذه الإجراءات سيتم على سبيل المثال رفض اللاجئين عند الحدود مستقبلا إذا كان لديهم تصريح إقامة في روسيا. وقدم نحو 31 ألف لاجئ للنرويج العام الماضي ومن المقرر أن يتم رفض ما يصل إلى 15 ألف منهم.
ع.أ.ج/ أ.ح (د ب أ)
اللاجئون والخوف من قدوم فصل الشتاء
رغم تزايد انخفاض درجات الحرارة، فإن سيل اللاجئين القادمين إلى أوروبا عبر طريق البلقان لم ينقطع. في غضون ذلك تعمل السلطات في ألمانيا والنمسا جاهدة على توفير مآوٍ مجهزة بالتدفئة لتقيهم البرد والمطر خلال فصل الشتاء.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
على الرغم من أن فصل الشتاء لم يحل بعد في أوروبا، إلا أن الكثير من اللاجئين يشكون بعد رحلة طويلة وشاقة عبر البلقان من البرد والصقيع. فمثلا على الحدود النمساوية-الألمانية لا تنزل درجات الحرارة في النهار عن 10 درجات مئوية، إلا أنها سرعان ما تتدحرج ليلا إلى ما دون الصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
لاجئون يتدفؤون على نار أضرموها في حطب جمعوه من غابة قريبة. وبعكس الـ60 ألف لاجئ الذين قدموا طلبات اللجوء في النمسا، يريد هؤلاء مواصلة السفر إلى المانيا. ولضمان فرص إقامة تتوفر فيها التدفئة العادية، من المقرر إقامة 100 ألف مآوى على طول طريق البلقان، 5000 منها في النمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
على طول الحدود النمساوية الألمانية أصبح يسمح فقط لخمسين لاجئاً في الساعة بالعبور عبر المعابر الحدودية، لتسهيل عملية تسجيلهم. في الأثناء بإمكان بقية اللاجئين، الذين ينتظرون عبور الحدود، الإقامة في خيام تحتوي على أرضية وأجهزة تدفئة. وتصل الطاقة الاستيعابية لكل خيمة إلى ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
بيد أن الخيام على الحدود النمساوية الألمانية ممتلئة إلى درجة أن الكثيرين لم يجدوا مكانا يقيمون فيه ولم يجدوا سوى الأرض يفترشونها والسماء يلتحفونها. في الصورة البعض من أكثر من ألف لاجئ ينتظرون في بلدتي كوفشتاين وكولرشلاغ السماح لهم بمواصلة السفر إلى ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
لكن الوضع يختلف في الكثير من الدول الواقعة على طريق البلقان، فمثلا خلال الأيام الماضية وجد العديد من اللاجئين أنفسهم في بلدة ريغونس في سلوفينيا مجبرين على الإقامة في العراء دون حماية من البرد والمطر. ولا يختلف الوضع كثيرا في دول البلقان الأخرى.
صورة من: picture-alliance/AA/S. Mayic
تعد جزيرة ليسبوس اليونانية وجهة الكثير من اللاجئين. وللوصول إليها يركب هؤلاء البحر قادمين من السواحل التركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات حرارة المياه إلى 17 درجة مئوية. وفي سياق متصل تقول مراسلة DW جيل أومايرا: "عندما تسوء الأحوال الجوية، يخفض المهربون من أسعارهم. وبالتالي يأتي عدد أكبر من اللاجئين."
صورة من: Reuters/G. Moutafis
اعتبر الكثير من السياسيين والمصالح الألمانية إقامة اللاجئين في خيام بأنها "حل مؤقت". كان ذلك في فصل الصيف. ولكن الأمر أصبح الآن شبه مؤكد: سيضطر العديد من اللاجئين للإقامة في خيام حتى خلال فصل الشتاء القارس. كما أن الخيام المدفأة – كما هو الحال في مخيم للاجئين في ولاية سكسونيا السفلى – يكاد يكون أمرا نادرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Steffen
ولكن، ليس في أوروبا فقط يخشى اللاجئون من قدوم فصل الشتاء ومن موجات البرد والصقيع، ففي لبنان يعيش نحو 200 ألف شخص في منطقة البقاع الجبلية تحت خيام من البلاستيك. وفي العام الماضي عانى هؤلاء الأمرّين مع سقوط الثلج وموجات الصقيع. لكن إقامة خيام تقي من البرد والمطر والثلج قوبل برفض من قبل الكثير من أصحاب الأرض لأنهم لا يريدون أن يبقى السوريون هناك بشكل دائم.