النساء أقلّ مساهمة في تغيّر المناخ وأكثر تأثرا به من الرجال!
٨ مارس ٢٠٢٣
نمط حياة النساء أفضل للبيئة من نظيره عند الرجال، وفق عالمة فرنسية، فتصرفاتهن واختياراتهن في الحياة تتيح انبعاثات أقل في الغازات الدفيئة، بيد أن آثار التغير المناخي طالت النساء أكثر من الرجال، بحسب الأمم المتحدة.
إعلان
تعتمد النساء أساليب حياة تنجم عنها انبعاثات من غازات الدفيئة أقل من الكميات المتأتية من أنماط حياة الرجال، على ما ذكرت مقالة لعالمة الاقتصاد الفرنسية أوريان فيغنر اطّلعت عليها وكالة فرانس برس الثلاثاء.
وفي مقالة لصحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية اليومية ويُرتقب نشرها كاملة اليوم الأربعاء (الثامن من مارس/آذار 2023) عبر موقع المصرف الفرنسي المركزي الإلكتروني، أشارت المتخصصة في الأثر الاقتصادي للتغير المناخي لدى المصرف، إلى أنّ آثار التغير المناخي طالت النساء أكثر من الرجال، بحسب دراسة للأمم المتحدة.
وتابعت "مع أن الانطباع الأول هو أن التغير المناخي (الذي تعتبر غازات الدفيئة مسؤولة إلى حد كبير عنه) يؤثر على السكان جميعهم بصورة متساوية، إلا أنّ دراسات سلطت الضوء على وجود تفاوتات بين الجنسين لناحية التصرفات التي تشكل مصدراً لانبعاثات غازات الدفيئة والآثار الناجمة عن التغير المناخي".
واستندت فيغنر في مقالتها إلى دراسة سويدية تعود إلى العام 2021، لتؤكّد أن "تصرفات الرجال الاستهلاكية تشكل مصدراً لمعدلات من انبعاثات غازات الدفيئة أكثر بـ16% في المتوسط من الكمية الناجمة عن تصرفات النساء". ويعود هذا التفاوت إلى أنّ الرجال يميلون إلى استهلاك مزيد من السلع والخدمات التي تتسبب بانبعاثات كميات عالية من غازات الدفيئة، كاستهلاك الوقود مثلاً.
وقالت فينغر لوكالة فرانس برس "إن الرجال يميلون أكثر من النساء إلى اختيار أماكن بعيدة لإمضاء إجازاتهم والتوجه إليها عبر سياراتهم"، مضيفةً أنّ "انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتأتية من مجال الطيران أعلى بنسب قليلة عندما تكون مرتبطة بالرجال منها بالنساء".
كذلك، يلعب النظام الغذائي دوراً في تفاوت الأرقام بين النساء والرجال، إذ يتسبب "اعتماد نظام غذائي فيه كميات محدودة من اللحوم في انبعاث كميات قليلة" من غازات الدفيئة. وتوصل استطلاع أجري عام 2021 في فرنسا إلى أنّ ثلثي الأشخاص النباتيين (67%) هم من النساء.
وأضافت فيغنر "نلاحظ أن المبالغ التي تنفقها النساء مرتبطة بسلع وخدمات تتسبب بانبعاثات محدودة، وتحديداً تلك المتعلقة بالرعاية والصحة والأثاث والملابس".
وإذا كان النوع الاجتماعي معياراً "مهماً" لشرح التفاوتات لناحية كمية الانبعاثات، فإن "مستوى الدخل غالباً ما يلعب دوراً أهم"، بالإضافة إلى مكان الإقامة أكان في المدينة أو الريف، على حد قول فيغنر.
إ. ع/ع.ج.م (أ ف ب)
ألبوم صور...ارتفاع حرارة الأرض يهدد بانقراض الحياة البحرية
تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تأثيرات كارثية
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض. الصورة يظهر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
صورة من: picture alliance / Stringer/dpa
انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!
يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير "عميق" على النظم البيئية للمحيطات " قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض. يقول العلماء إن الأمر قد يبدأ في الحدوث مع انخفاض الثراء البيولوجي والتنوع البحري وهو ما لم يحدث في تاريخ الأرض منذ عشرات الملايين من السنين.
صورة من: Gabriel Guzman/Calypso Productions/picture alliance
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Esiri
استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية
مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة "انقراض جماعي" للكائنات البحرية.
صورة من: Billy H.C. Kwok/Getty Images
انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!
تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم "الموت الكبير"، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.
صورة من: Stephanie Abramowicz, courtesy of the Natural History Museum of Los Angeles County
مستويات انقراض كارثية متوقعة
يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.
صورة من: Tomasz Mikielewicz/Panther Media/picture alliance
الخطر يقترب بسرعة
لكن حتى في أفضل السيناريوهات، لا يزال العالم على وشك فقدان جزء كبير من الحياة البحرية. فعندما ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بأعلى مما كانت عليه قبل عصر الصناعة، وهو ما يُتوقع أن يحدث حتى في ظل التعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، سيتم القضاء على حوالي 4 ٪ من إجمالي نحو مليوني نوع من الكائنات البحرية في البحار والمحيطات.
صورة من: W.Poelzer/WILDLIFE/picture alliance
الكائنات القطبية أكثر عرضة للخطر
وفقًا للدراسة، تعتبر الأسماك والثدييات البحرية التي تعيش في المناطق القطبية أكثر عرضة للخطر، لأنها لن تكون قادرة على الهجرة إلى المناخات الأكثر برودة، على عكس الأنواع الاستوائية، ولن تجد تلك الكائنات مكان تذهب إليه.
صورة من: AP
أخطار أخرى
يؤدي خطر تغير المناخ إلى تعاظم الأخطار الرئيسية الأخرى التي تواجهها الحياة المائية، مثل الصيد الجائر والتلوث. وجدت الدراسة أن ما بين 10٪ و 15٪ من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض بسبب هذه التهديدات المختلفة بحسب بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
صورة من: NAVESH CHITRAKAR/REUTERS
ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا
يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إعداد: عماد حسن