1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

النشطاء المصريون محتارون بين صباحي وأبو الفتوح

١٧ مايو ٢٠١٢

بعد انسحاب البرادعي حار جمهور الليبراليين واليساريين في مصر بحثاً عن مرشح للرئاسة يمثلهم. وانقسم نشطاء الثورة بين مرشح ذي خلفية إسلامية "إخوانية" معتدلة، عبدالمنعم أبو الفتوح وبين مرشح آخر ذي خلفية ناصرية، حمدين صباحي

صورة من: DW

قبل صعود نجم حمدين صباحي على الفيسبوك بدا "عبد المنعم أبو الفتوح" هو الأقوى بين مرشحي الرئاسة، ممن لم يعملوا مع النظام السابق. ثارت ما أطلق عليه المدون والصحفي عمرو عزت لقب "فتنة أبو الفتوح"، بين ليبراليين ويساريين يؤيدونه وآخرين يعارضونه ويعارضون مؤيديه. وصف المؤيدون معارضيهم بأنهم يعانون من مرض "الإسلاموفوبيا" والخوف من كل من لديه خلفية إسلامية، ووصف المعارضون المؤيدين بأنهم "منسحقون أمام المد الإسلامي". وبعد ظهور نجم حمدين صباحي اتجه المعارضون لأبو الفتوح لدعم المرشح الناصري.

في هذا السياق كتب الصحفي اليساري، عمر سعيد، مقالاً بجريدة البديل بعنوان: "أنا اليساري المغفل الذي يدعم أبو الفتوح" ينتقد فيه عمومية وصف "إسلامي" الذي يستخدم للإشارة إلى أبو الفتوح، وإلى تعددية أطياف الإسلاميين، ومن بينهم أبو الفتوح الذي لا يوافق على فرض الجزية على الأقباط ويؤيد حق المرأة والقبطي في الترشح للرئاسة. لم يكتف عمر بهذا، بل قال إن كثيراً ممن يؤمنون بـ"مدنية الدولة" يتركزون في معسكر حمدين صباحي، الناصري الذي يؤمن بدولة مؤسس النظام العسكري في مصر، وأشار إلى مديح صباحي لصدام حسين ولمعمر القذافي. 

النقطة الأخيرة هي ما دفعت إسلام الكلحي للرد عليه في مقال نشر بنفس المكان، قال فيه إن حمدين ناصري، ليست له خلفية عسكرية ولا يؤمن بدولة العسكر وإنما بأفكار عبد الناصر، كما يعارض المجلس العسكري الآن، وطالب بتقديم سعيد لما يثبت دفاع صباحي عن القذافي، وأشار إلى تسجيل قديم لصباحي يقول فيه إن "هناك 22 ديكتاتور عربي - بدون استثناء - يحكموننا، جميعهم خانعين للغرب، انتقد خلاله حكام العرب كلهم".

صورة للمرشح الإسلامي عبد المنعم ابو الفتوحصورة من: Nael Eltoukhy

أبو الفتوح متلون

المدون والنشط الأسكندري محمود حسن، المؤيد لحمدين صباحي برغم كونه ليبرالياً وينتمي اقتصادياً لـ"يسار الوسط"، يعترف بأن لديه مشاكل أيديولوجية مع التيار القومي، وبرغم هذا سينتخب شخصاً ينتمي لهذا التيار،  بسبب غياب المرشح الذي يتطابق مع أفكاره. لا يوافق حسن مثلاً على السياسة الخارجية التي سينفذها حمدين صباحي والتي يعرف أنها ستكون  مستمدة من الفكر القومي، ولكن لماذا ينتخب حمدين إذن؟

 "أنا أفضل شخصاً كان يقف معي في المظاهرات أيام حركة "كفاية" ويهتف ضد جمال مبارك، ولا ينتمي لا للإخوان المسلمين ولا لفلول النظام السابق. ومقتنع ببرنامجه الاقتصادي وهو الأهم في هذه المرحلة، بالإضافة إلى وقوفه مع الفلاحين والعمال"، و بالنسبة له فأبو الفتوح "متلون ويحاول اللعب على كل الحبال"، كونه إخوانياً سابقاً يحاول الإيهام بأنه أصبح ليبرالياً من وجهة نظره.

الإخوان حضّانة النشطاء السياسيين

المدون محمد الحاج الذي يدعم أبو الفتوح، يقول إن خياره مبني على أولوية المعركة: "هناك عسكر متوغلون في أجهزة الدولة والمعركة الأساسية بالنسبة لي هي نزع سلطة العسكر عن الدولة، في رأيي فأبو الفتوح هو الشخص الوحيد القادر على بناء قاعدة تحالفات مدنية عريضة يمكنها مواجهة العسكر، بنفوذهم داخل السلطة وأموالهم".

ملصق انتخابي للمرشح الناصري حمدين صباحيصورة من: DW

أمر آخر يضيفه الحاج: "الحديث عن الماضي الإخواني لأبو الفتوح لا يضيرني تماماً. كثير من الناشطين في الساحة في مصر بدأوا مع الإخوان ثم استقلوا. الإخوان أكبر حضّانة تربوية منظمة في مصر، أبو الفتوح كانت لديه مواقف مستقلة، وانتماؤه للتنظيم لم يخنق أفكاره، والإخوان رغم أدائهم المؤسف إلا أنهم كانوا حلفاء فيما مضى لكثير من قوى اليسار، وهذا عنصر سلبي في حمدين صباحي، كونه يطعن في أبو الفتوح قائلا أنه كان قيادياً في الإخوان، برغم أن حزب صباحي نفسه انضم لقائمة الإخوان في انتخابات مجلس الشعب". يضاف لذلك أمر أخير: "المرشح اليساري خالد علي هو الأقرب مبدئيا له، ولكن القاعدة الجماهيرية لخالد علي غير قادرة، لا على مواجهة العسكر، ولا على تجاوز الانقسام الإسلامي العلماني في مصر".

المعركة ثقافية وليست اقتصادية

الروائي إيهاب عبد الحميد، الذي لم يحسم خياره بعد و يحلل الوضع من جهته فيقول إنه ليس هناك مرشحاً يرضي تطلعات جمهور اليسار والليبراليين بعد غياب البرادعي، تتوفر فيه صفتان "التعبير عن التيارات المدنية والفرصة القوية في النجاح"، وبالتالي كان هذا الجمهور مضطر للتنازل عن قدر كبير من إحدى الصفتين. البعض قال "نتبنى مرشحا فرصه قوية في النجاح، ويمثل الحد الأدنى من التعبير عن التيار المدني" فكان أبو الفتوح. أما تقسيمات "يساري" و"ليبرالي" و"ناصري"، فهي لم تعد تقسيمات واقعية في ظل الوضع الحالي، الجميع يمكن اعتبارهم "يسار وسط"، من البرادعي مروراً بحمدين وحتى خالد علي، بل ووفقا لبرامج المرشحين الإسلاميين، فيمكن اعتبارهم أيضا "اقتصادياً" من يسار الوسط.

وللأسف: "فالجانب الاقتصادي ليس هو الأبرز في المعركة الحالية، حيث أن الجميع يتحدثون عن العدالة الاجتماعية، والبرامج تقريبا متشابهة بين جميع المرشحين. المعركة أصبحت تميل أكثر للجانب الثقافي، بين مرشحين ذوي مرجعيات دينية وآخرين ذوي مرجعيات مدنية".


الكاتب: نائل الطوخي

مراجعة: حسن ع. حسين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW