في خطوة تثبت رفضها للمشروع التركي في إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، أعلنت جبهة النصرة انسحابها من مناطق مواجهة مع "داعش" وتسليمها إلى فصائل أخرى. النصرة بررت موقفها بأن تركيا تسعى من وراء ذلك إلى "خدمة أمنها القومي".
إعلان
بدأت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، اليوم الاثنين (العاشر من آب/ أغسطس 2015) سحب قواتها من ريف حلب الشمالي وهي منطقة تريد أن تقيم فيها تركيا والولايات المتحدة منطقة عازلة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش". وقال عضو بجبهة النصرة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن مقاتلي الجبهة انسحبوا اليوم من قريتين قرب الحدود التركية. وقال عضو الجبهة واسمه الحركي أبو فضل إنهم سلموا القريتين لفصيل آخر ، وذلك في إشارة إلى أحرار الشام.
وعزت الجبهة هذا القرار إلى رفضها أي تعاون مع الخطة الأميركية-التركية الهادفة إلى إنشاء منطقة خالية من أي موقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة حلب بشمال سوريا، على طول الحدود مع تركيا. وقالت الجبهة في بيان نشر على الإنترنت "نعلن انسحابنا من خطوط المواجهة مع تنظيم داعش في شمال محافظة حلب"، من دون أن تحدد المناطق التي يشملها القرار.
وفي إشارة إلى الخطة الأميركية-التركية أضافت "إننا لا نرى جواز الدخول في هذا الحلف شرعا لا على جهة الانخراط في صفوفه ولا على جهة الاستعانة به ولا حتى التنسيق معه"، مؤكدة أن الهدف الأول لهذه الخطة "هو خدمة امن تركيا القومي".
من جهته، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، المحسوب على المعارضة، أن النصرة انسحبت تماما من قريتي الدحلة وحرجلة على الحدود التركية. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن مقاتلي النصرة انسحبوا أيضا من قرى أخرى، "لكنها ظلت في الواقع في أيدي حلفائهم".
في المقابل، رأى آرون شتاين المحلل في معهد الأبحاث التابع للمجلس الأطلسي أن انسحاب النصرة سيسهل مهمة واشنطن على صعيد التعاون مع قوات على الأرض. ولفت إلى أن "تركيا مارست تأثيرها على أحرار الشام التي ضغطت بدورها على النصرة للانسحاب من المناطق التي تندرج في إطار المنطقة العازلة". وأضاف لفرانس برس أن هذا الأمر يشجع الولايات المتحدة "على تقديم مساعدة أكبر لمقاتلي المعارضة الموجودين في هذه المنطقة".
ولمحت الجبهة في بيانها أن خطة الحكومة التركية لإقامة منطقة عازلة هدفها هو الحيلولة دون قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية الشرقية. وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية حليفة الولايات المتحدة في قتال "الدولة الإسلامية" على نحو 400 كيلومتر من المنطقة الحدودية إلى الشمال الشرقي من حلب.
وفي نهاية تموز/يوليو، وافقت تركيا على وضع قاعدة انجرليك الجوية في جنوب البلاد في تصرف قوات التحالف الدولي التي تشن غارات على مواقع "الدولة الإسلامية" في سوريا.
أ.ح/ ع.ج (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
داعش..الخطر المتمدد في العراق وسوريا
بعد سيطرته الكاملة على تدمر، بات تنظيم"الدولة الإسلامية" يسيطر على نحو نصف التراب السوري. كما تمكن التنظيم الإرهابي في العراق من السيطرة على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. تقدم استراتيجي خطير لا يخلو من الإخفاقات.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
سيطر تنظيم " الدولة الإسلامية" مساء الخميس 21 مايو/ أيار 2015 على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية، المعروف باسم "معبر التنف".
صورة من: picture alliance/AP Photo
قبل ذلك بساعات سيطر التنظيم الارهابي "داعش" الخميس على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص وهو ما فتح له الباب للتوجه إلى الحدود العراقية حيث "معبر تنف"، حيث تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية "داعش"، يوم الأحد الماضي 17 مايو/ أيار 2015، من بسط سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق. وهو ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ سيطرته على مدينة الموصل قبل نحو عام. تطور تسبب في نزوح مئات الآلاف من سكان المدينة.
صورة من: Reuters/Stringer
فرض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرتهم على مدينة الموصل مركز محافظة نينوي، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وذلك في 10 يونيو/ حزيران 2014. وهو ما اعتبره المتتبعون آنذاك تطورا خطيرا، خاصة وأن التنظيم تمكن من بسط سيطرته على المدينة بسرعة فائقة بعد أن انسحب الجيش العراقي من المنطقة.
صورة من: picture-alliance/abaca
سيطر داعش بمساعدة العشائر العراقية المحلية، على مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار بغرب العراق في مطلع 2014. ويعتبر ذلك أول نجاح كبير في حملة عسكرية واسعة النطاق من قبل التنظيم الإرهابي في العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستيلاء على جبل سنجار حيث قتل وتشريد الآلاف من الأقلية الايزيدية، واجه داعش هجوما مضادا من مختلف الميليشيات الكردية. كما قم التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم.
صورة من: Reuters/A. Jalal
بعد عدة محاولات فاشلة من قبل الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ساعدت الميليشيات الشيعية في طرد عناصر التنظيم من المدينة في نيسان/ أبريل الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
يسيطر تنظيم "داعش" منذ صيف 2013، على أغلب مناطق محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد. وتعتبر محافظة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم "|الدولة الإسلامية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تمكن التنظيم الإرهابي السنة الماضية من السيطرة أيضا بشكل شبه كامل على محافظة دير الزور في سوريا، كما استطاع تنظيم "داعش" من السيطرة على معبر البوكمال بريف دير الزور الذي يصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
صورة من: Ahmad Aboud/AFP/Getty Images
يسيطر التنظيم أيضا على الجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. وقد نجح داعش تقريبا في اجتياح هذه المدينة الكردية الواقعة في شمال سوريا. غير أن الضربات الجوية الأمريكية والهجمات المضادة المنسقة من قبل الميليشيات الكردية أدت في نهاية المطاف إلى استعادة المنطقة بالكامل تقريبا من التنظيم في كانون ثان/ يناير الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa
تمكنت قوات البيشمركة الكردية نهاية السنة الماضية أيضا من إجبار مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الانسحاب من جسر الزرقا الاستراتيجي بالقرب من كركوك شمالي العراق.