قررت منظمة "أوبك" للدول المصدرة للنفط تخفيض إنتاجها للمرة الأولى منذ عام 2008 وذلك من خلال بدء تطبيق اتفاق مبدئي بشأن كميات النفط التي تنتجها الدول الأعضاء. وقد قفزت اليوم أسعار النفط بما يقارب 9 بالمئة.
إعلان
قفزت أسعار النفط أكثر من ثمانية في المئة اليوم الأربعاء (30 نوفمبر/ تشرين الثاني) مع اتفاق عدد من أكبر منتجي الخام في العالم على كبح الانتاج للمرة الأولي منذ 2008 في مسعى أخير لدعم الأسعار.
وبحلول مساء اليوم ارتفع خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 4.02 دولار إلى 49.25 دولار للبرميل أو ما يعادل 8.9 بالمئة. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 3.79 دولار أو 8.2 بالمئة إلى 50.17 دولار للبرميل.
وتعتزم دول منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خفض إنتاجها بواقع 1.2 مليون برميل يوميا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017. وقال وزير النفط الكويتي إن أوبك وافقت على خفض الإنتاج إلى 32.5 مليون برميل يوميا.
ويتضمن الخفض تقليص العراق لإنتاجه بواقع 200 ألف برميل يوميا إلى 4.351 مليون برميل يوميا بدءً من يناير/ كانون الثاني.
انهيار سعر النفط.. يخلط أوراق اقتصاديات الدول المنتجة
يستمر سعر برميل النفط بالانخفاض. وتتسبب توقعات تعثر النمو الاقتصادي العالمي وطفرة في الإنتاج منذ أكثر من عام في انتشار أجواء انعدام الثقة التي قلصت بقوة من عائدات بعض الدول النفطية.
صورة من: picture-alliance/dpa
عارضت العربية السعودية قبل فترة وجيزة تقليص كميات إنتاج البترول لمواجهة المنافسة الأمريكية والخصم إيران. لكن ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم يواجه هو الآخر وضعا صعبا. وصندوق النقد الدولي حذر من عجز كبير في الميزانية. والآن تريد السلطات السعودية إدراج ضرائب وإلغاء دعم بعض المواد الاستهلاكية والكهرباء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
من كان يتوقع ذلك؟ النرويج الغنية تشكو هي الأخرى من تدني سعر البترول. فالبترول من بحر الشمال جعل من بلد زراعي فقير إحدى أغنى دول العالم. لكن النرويج بدأت تغير سياستها في التركيز على النفط والغاز، وباتت تهتم أكثر باستغلال خيرات البحر من السمك.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Hagen
روسيا لا تئن فقط تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الغربية بل حتى بسبب نزول سعر النفط. في 2015 انخفضت القوة الاقتصادية في إمبراطورية فلاديمير بوتين بنحو 4 في المائة. والتداعيات هي انخفاض مستوى الأجور، والروبل فقد نصف قيمته أمام الدولار، والتوقعات ليست جيدة بالنسبة إلى 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
نيجيريا هي أكبر منتج إفريقي للنفط. وكان الرئيس الجديد قد أعلن عن نيته رفع مستوى النفقات الحكومية، وهو وعد قد لا يتحقق بسبب تدني الأسعار. والعديد من مشاريع البنية التحتية تظل جامدة. ويدر قطاع النفط ثلاثة أرباع عائدات البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليس فقط نيجيريا، بل العديد من الدول الأخرى تبني حساباتها على أسعار مرتفعة للنفط والنتيجة هي عجز في الميزانية. فمنذ منتصف 2014 تراجع سعر النفط بنحو 75 في المائة. ولا يتوقع خبراء عودة الأسعار إلى المستويات السابقة التي تعدت 120 دولارا للبرميل.
تعتزم إيران عرض نصف مليون برميل إضافية يوميا على سوق النفط بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها. وبذلك توجه إيران لنفسها ضربة موجعة، لأن الكمية المتزايدة تضغط على السعر نحو الأسفل. لكن إيران ترى سببا آخر لتراجع أسعار النفط، وهي سياسة خصمها العربية السعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Taherkenareh
الدول الخليجية الغنية بالنفط مثل العربية السعودية وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة ما تزال تمتلك صناديق حكومية كبيرة. لكن دول الخليج الست تعاني مشتركة من عجز في الميزانية يصل إلى 260 مليار دولار، حسب بعض التوقعات.
صورة من: M. Naamani//AFP/Getty Images
فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، ومولت الحكومة الاشتراكية طوال سنوات برامجها الاشتراكية بعائدات النفط، والآن أعلن الرئيس نيكولا مادورو مواجهة البلاد لأزمة اقتصادية. ويتزامن تراجع سعر النفط مع تراجع شعبية مادورو.
صورة من: Reuters
بفضل تقنية استخراج النفط الصخري تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكبر منتج للنفط في العالم. لكن السعر المنخفض يجعل هذه التقنية غير مربحة. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم. ويستغل الناس هذه اللحظة لاقتناء سيارات كبيرة، وذلك يؤثر سلبا على البيئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
9 صورة1 | 9
وقالت المنظمة إن إعلان دول نفطية من خارج أوبك عزمها خفض إنتاجها يعد مؤشرا إيجابيا حيث أعلنت روسيا أنها ستخفض إنتاجها بواقع 300 ألف برميل يوميا.
وكانت أوبك قد توصلت لاتفاق الخفض خلال اجتماع لها في الجزائر في أيلول/ سبتمبر الماضي. وبموجب اتفاق الجزائر سيتم خفض إنتاج أوبك إلى 32.5 مليون برميل يوميا مقارنة بنحو 33.5 مليون في الوقت الحالي. وصرح وزير النفط القطري محمد بن صالح السادة، معلقا على خطوة خفض الانتاج اليوم في فيينا: "لقد حققنا نجاحا عظيما اليوم".
وكانت إيران على وجه الخصوص عارضت تقليص انتاجها من النفط ، بل إنها دعت عقب إنهاء العقوبات الاقتصادية الدولية عليها لزيادته.