في سابقة تاريخية في النمسا، صوّت البرلمان بنجاح على سحب الثقة من حكومة المستشار سباستيان كورتس، وذلك في أعقاب شبه انهيار للحكومة بعد "فضيحة إيبيزا". وستقام انتخابات برلمانية مبكرة في سبتمبر/ أيلول.
إعلان
صوت البرلمان النمساوي الاثنين (27 مايو/ أيار 2019) لصالح سحب الثقة من حكومة المستشار سباستيان كورتس، وذلك بعد أن أضعف حكومته انفصال شريكه اليميني المتطرف في الحكم إثر الفضيحة المعروفة باسم "فضيحة إيبيزا".
وكان "حزب الحرية"، الحليف السابق للمستشار النمساوي الشاب البالغ من العمر 32 عاماً، قد أعلن أنه سيصوت لصالح سحب الثقة في البرلمان، الذي استهلّ جلسته منتصف النهار.
وانهار ائتلاف المحافظين بزعامة كورتس واليمين المتطرف بزعامة هاينز كريستيان شتراخه بعد نشر فيديو في السابع عشر من مايو/ أيار أوقع بشتراخه من زعامة حزبه اليميني المتطرف، بعد أن ظهر وهو يعرض على امرأة تدعي أنها مقربة من مستثمر روسي عقوداً هائلة في النمسا مقابل منحه تمويلات غير قانونية، خلال لقاء جمعهما في جزيرة إيبيزا.
وأعلن الرئيس الجديد لحزب الحرية، نوربرت هوفر، أن حزبه "سيوافق" على مذكرة سحب الثقة، وذلك بعد اجتماع في مقر الحزب في فيينا. كما قال الحزب الاشتراكي الديمقراطي بدوره أنه سيصوت لسحب الثقة.
ويشكل نواب الحزب الاشتراكي (52 نائباً) ونواب حزب الحرية (51 نائباً) غالبية في برلمان عدد مقاعده 183، سمحت بسحب الثقة من المستشار، وهو حدث يحصل للمرة الأولى في تاريخ السياسة النمساوية.
وضاعف حزب الحرية في الأيام الأخيرة هجماته على كورتس، زعيم المحافظين من الحزب الشعبي النمساوي، الذي أخرجهم بقوة من الحكومة بعد الفضحية المدوية.
وكانت الحكومة النمساوية قد أضعفت بعد الإطاحة بشتراخه، الذي يقود حزب الحرية منذ 14 عاماً وتولى منصب نائب المستشار عام 2017، ومن ثم عزل كورتس لوزير الداخلية المنتمي إلى حزب الحرية. ورداً على تلك الخطوة، غادر وزراء آخرون من حزب الحرية الحكومة. وستشهد البلاد انتخابات مبكرة في سبتمبر/ أيلول المقبل لمحاولة الخروج من هذا المأزق السياسي.
وكان سباستيان كورتس قد أكد استعداده للبقاء في الحكم والحفاظ على "الاستقرار" في خطاب قبيل التصويت على سحب الثقة منه. واتهم كورتس الاشتراكيين الديمقراطيين واليمين المتطرف بتشكيل "حلف" من أجل الإطاحة به.
هذا ويشار إلى أن استطلاعاً للرأي أشار إلى تأييد غالبية النمساويين بقاء المستشار في الحكم، لاسيما بعد أن نال حزبه بين 34.9 إلى 35.4 في المائة في انتخابات البرلمان الأوروبي، متقدماً بثماني نقاط عن عام 2014، ومحققاً أفضل نتيجة للحزب الشعبي النمساوي في الانتخابات الأوروبية منذ انضمام النمسا للاتحاد الأوروبي عام 1995.
ي.أ/ هـ.د (أ ف ب)
أزمة اللاجئين: من هم أصدقاء ميركل ـ ومن هم الخصوم؟
في خضم بحثها عن "حل أوروبي" لأزمة الهجرة تحتاج أنغيلا ميركل إلى حلفاء بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. لكن عددهم يضمحل، وبعضهم يقف بحزم في وجهها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O.Matthys
الشريك
إذا أمكننا التحدث عن صديق سياسي لميركل، فإنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فهو على غرار ميركل مهتم بالتوصل إلى حل أوروبي، لأنه يخشى مثل ميركل على كيان الاتحاد الأوروبي. لكن الحزب المسيحي الاجتماعي يعتقد أن ماكرون اشترى دعمه لميركل بوعود مالية.
صورة من: picture-alliance/Tass/dpa/M. Metzel
المتفهم
رئيس الوزراء الإسباني الجديد بيدرو سانشيس يبدو أنه تحرك في إطار يخدم ميركل عندما قبل أن ترسو سفن تقل لاجئين أفارقة رفضتهم الحكومة الإيطالية. وهذا القدر من الإنسانية نادر في هذه الأوقات. لكن الاشتراكي قال بوضوح بأن بلاده تحتاج إلى دعم في تجاوز متاعب الهجرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
الوسيط
حدود الاتحاد الأوروبي الداخلية المفتوحة مهمة بالنسبة إلى هولندا المعتمدة على التجارة. وهنا يحصل إجماع بين رئيس الوزراء مارك روته والمستشارة ميركل. في المقابل فإن الأجواء السائدة في البلاد هي في الأثناء معادية للمهاجرين. وطالبو اللجوء الذين ليس لهم فرصة لا يريد روته السماح لهم أصلا بالعبور إلى أوروبا. وبهذه الاستراتيجية المترنحة يمكن له تولي دور الوساطة.
صورة من: Reuters/F. Lenoir
المراوغ
هناك فوارق إيديولوجية بين المسيحية الديمقراطية ميركل واليساري أليكسيس تسيبراس. وبالرغم من ذلك فإن رئيس الوزراء اليوناني يساند مبدأ "التضامن الأوروبي" في تجاوز الهجرة ويدعم شخصيا ميركل. والسبب يعود في ذلك لكونه عايش ميركل كمتفهمة لأزمة الديون اليونانية وأنه يأمل في الحصول هنا على تنازلات إضافية.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الراديكالي
الدنماركي لارس لوكه راسموسن لا يبدو ظاهريا مثل رجل راديكالي، إلا أنه يتخذ هذا الموقف في قضايا الهجرة. وقلما توجد حكومة أوروبية أخرى تنهج سياسة متشددة في ردع طالبي اللجوء مثل حكومته. راسموسن أثار كذلك في وقت أبكر من آخرين فكرة إقامة مراكز إيواء خارج الاتحاد الأوروبي. وإذا كان الحل الأوروبي على هذا النحو، فإنه يدعمه، إلا أنه لا يساند مخطط توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية.
صورة من: imago/Belga
الخصم
المستشار النمساوي سباستيان كورتس يظهر مهذبا أمام ميركل، لكنه لا يخفي رفضه العميق لسياستها الليبرالية في اللجوء. ويتفاهم كورتس بخلاف ذلك مع المعارضين لميركل في قضية الهجرة ابتداء من وزير الصحة ينس شبان إلى وزير الداخلية هورست زيهوفر ورئيس وزراء بفاريا ماركوس زودر.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
المدفوع
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي لا ينتمي لأي حزب يُعتبر أحد المشاكسين الكبار لميركل. كونتي يرفض استقبال اللاجئين المسجلين في إيطاليا. ويدعمه في هذا بوجه الخصوص وزير الداخلية ماتيو سالفيني من "رابطة الشمال" المعادية للأجانب: "لم يعد في وسعنا استقبال ولو شخص واحد". وبهذا النوع من التصريحات تزداد شعبية الرابطة في استطلاعات الرأي.
صورة من: picture-alliance/ZumaPress
غير المهتم
لا أحد انتقد بقوة كبيرة طوال سنوات سياسة ميركل للحدود المفتوحة مثل المجري فيكتور أوربان. فهو يعتبر هذه الأزمة مشكلة ميركل. ولم يشارك في اجتماع الأحد الماضي (24 يونيو 2018) مثل الزعماء الآخرين لدول فيزغراد سلوفاكيا وتشيكيا وبولندا. فجميع هذه الدول ترفض توزيع اللاجئين على البلدان الأوروبية.