النمسا: الكراهية تلاحق أول طفلة ولدت في فيينا عام 2018
٦ يناير ٢٠١٨
شهدت النمسا ولادة أول طفلة في فيينا بالعام الجديد من أسرة مسلمة. وبدلاً من أرسال التهاني، وُجهت إلى المولودة وعائلتها رسائل كراهية وعنصرية. فيما دعمت جمعيات كنسية وأفراد على صفحات التواصل الطفلة وأسرتها.
إعلان
احتجت مؤسسة خيرية كاثوليكية أمس الجمعة (الخامس من يناير/ كانون الثاني 2018) على قرار موقع "فيسبوك" إزالة صورة تظهر أول طفلة مولودة في فيينا عام 2018، والتي كانت لأسرة مسلمة، وحصلت على دعم قرابة 20 ألف رسالة بعد موجة تعليقات عنصرية.
وأثار "ميلاد أسيل"، التي أشارت الصحافة إلى أنها "أول مولودة في فيينا في العام الجديد"، موجة تعليقات عنصرية على الإنترنت، بعد أن ظهرت والدتها في الصورة مرتدية الحجاب. ورداُ على ذلك، أطلقت منظمة "كاريتاس" الخيرية المسيحية، التي تعمل مع المهاجرين واللاجئين، حملة دعم للرضيعة ووالديها، نعيمة وألبير تامغا.
وقال كلاوس شويرتنر، رئيس فرع "كاريتاس" في فيينا، إن "هذا بُعد جديد تماماً للكراهية الإلكترونية التي تستهدف الرضيعة البريئة"، مؤكداً أن "هذا يتعدى الخطوط الحمر". وأوضح أن صفحة "فيسبوك" التي نشرت الصورة ربما تكون قد تعرضت لحملة مدبرة لتعطيلها، مضيفاً: "نريد أن نظهر أن الحب أقوى من الكراهية... على الفيسبوك كما في الحقيقة".
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً سلبياً، بعد أن قام أحد المستخدمين بتعديل الصورة وإضافة حجاب للمولودة.
في حين فوجيء آخر بالحملة وأبدى استغرابه من الكراهية، وكتب في تغريدة يقول: "طفلة مولودة في السنة الجديدة تلقت الآلاف من رسائل الكراهية في الأيام الثلاثة الأولى، ولكنها الآن تتلقى كماً أكبر من الورود!".
تأتي رسائل الكراهية وسط تصاعد التوتر في المجتمع النمساوي حيال قضايا الإسلام بشكل عام وتدفق المهاجرين إلى أوروبا بشكل خاص. ويضم التحالف الحاكم الجديد هناك بقيادة المستشار الشاب سيباستيان كورتز (31 عاماً) أحزاباً تمثل تيار اليمين القومي الكاره للأجانب.
وأشارت إحدى الرسائل ضد أسرة الطفلة إلى وزير الداخلية الجديد من اليمين المتطرف، هربرت كيكل، قائلة إنه "سيطردكم خارج البلد. إنه الرجل المناسب للقيام بذلك".
س.آ/ ي.أ (أ ف ب)
مظاهر اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية
أثار انتشار وتوسع نفوذ اليمين المتطرف والشعبوي في أوروبا الشكوك حول ما إذا كانت ممارسة الإسلام متوافقة مع القيم الغربية الديمقراطية. في هذه الجولة المصورة نلقي الضوء على بعض الأخطاء الشائعة حول الإسلام والمسلمين.
صورة من: picture-alliance/Godong/Robert Harding
ما مدى نجاح الاندماج اللغوي؟
بالنسبة لـ 75 بالمائة من المسلمين الذين ولدوا في ألمانيا تعتبر اللغة الألمانية لغتهم الأولى. في حين أن 20 بالمائة فقط من المهاجرين إجمالا يعتبرون الألمانية لغتهم الأولى. و46 بالمائة من المسلمين في ألمانيا يقولون إن لغتهم الرسمية الأولى هي الألمانية، في حين يقول بذلك 37 بالمائة من المسلمين في النمسا و34 بالمائة في سويسرا!
صورة من: picture-alliance/dpa
هل يقيم المسلمون علاقات مع أتباع الديانات الأخرى؟
حسب دراسة حديثة أجرتها مؤسسة برتسلمان الألمانية، 87 بالمائة من المسلمين في سويسرا لهم علاقة ويتواصلون مع غير المسلمين في أوقات فراغهم. وفي ألمانيا وفرنسا 78 بالمائة منهم، أما في بريطانيا 68 بالمائة. في حين تنخفض النسبة إلى 62 بالمائة في النمسا. وتوصلت الدارسة أيضا إلى أن الغالبية العظمى من الأجيال التالية من المهاجرين المسلمين على علاقة مستمرة ودائمة مع غير المسلمين رغم العقبات الاجتماعية.
صورة من: picture alliance/dpa/A. Warmuth
هل يشعر المسلمون بارتباط وثيق بأوروبا؟
يشعر 96 بالمائة من المسلمين في ألمانيا بارتباطهم الوثيق بها، والنسبة نفسها بين المسلمين في فرنسا، في حين أن النسبة أكبر في سويسرا إذ تصل إلى 98 بالمائة. لكن المفاجأة في بريطانيا التي لها تاريخ طويل في الانفتاح على التعدد الديني والثقافي، إذ انخفضت نسبة المسلمين الذين يشعرون بارتباطهم الوثيق بها إلى 89 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Neubauer
الدين في الحياة اليومية للمسلمين في أوروبا!
العائلات المهاجرة المسلمة تلتزم بالدين بشكل قوي عبر الأجيال. 64 بالمائة من المسلمين في بريطانيا يصفون أنفسهم بأنهم ملتزمون جدا بالدين. في حين تصل نسبة المسلمين المتدينين في النمسا إلى 42 بالمائة، وفي ألمانيا إلى 39 بالمائة، و33 بالمائة في فرنسا، ولا تتجاوز النسبة 26 بالمائة في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Dean
كم هي نسبة المسلمين الذين يتابعون تحصيلهم العلمي؟
تشير أرقام دراسة مؤسسة برتلسمان الألمانية، إلى أن 36 بالمائة من المسلمين المولودين في ألمانيا يقطعون تعليمهم ولا يتابعون دراستهم مع بلوغهم الـ 17 من العمر. النسبة نفسها في النمسا أيضا (39 بالمائة). لكن ونظرا للنظام التعليمي الأكثر إنصافا في فرنسا، فإن 10 بالمائة فقط يقطعون تعليمهم قبل سن الـ 17 ولا يتابعون تحصيلهم العلمي.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
نسبة المسلمين في سوق العمل!
المسلمون الذين هاجروا إلى ألمانيا قبل عام 2010، يعمل 60 بالمائة منهم بدوام كامل و20 بالمائة بدوام جزئي، وهذه النسبة تقترب من نسبة غير المسلمين. ونسبة المسلمين العاملين أعلى مما هو عليه في كثير من دول أوروبا الأخرى. أما في فرنسا فإن نسبة البطالة بين المسلمين تصل إلى 14 بالمائة، وهي أعلى بكثير مما بين غير المسلمين، حيث لا تتجاوز 8 بالمائة!
صورة من: picture alliance/dpa/U.Baumgarten
كم هي نسبة من يرفضون الإسلام؟
أكثر من 25 بالمائة من النمساويين غير المسلمين، لا يرغبون في جيران مسلمين، النسبة مرتفعة في بريطانيا إذ تصل إلى 21 بالمائة. أما في ألمانيا فإن 19 بالمائة لا يريدون جارا مسلما وفي سويسرا 17 بالمائة في حين لا تتجاوز الـ 14 بالمائة في فرنسا. عموما، يعتبر المسلمون من المجموعات الأكثر رفضا في أوروبا. إعداد: عاصم سليم/ ع.ج