بعد وزير الخارجية الألماني، أكد مستشار النمسا فيرنر فايمان على تمسكه بضرورة عقد قمة أوروبية استثنائية لبحث أزمة اللاجئين. بيد أنه يبدو أن رئاسة الاتحاد الأوروبي غير مستعجلة لعقد قمة طارئة ومتمسكة بالقمة الاعتيادية.
إعلان
أعرب فيرنر فايمان مستشار النمسا عن تمسكه بعقد قمة استثنائية لدول الاتحاد الأوروبي لبحث أزمة اللاجئين وذلك على الرغم من تصريحات صادرة من بروكسل تعارض هذا التوجه. وقالت المتحدثة باسم فايمان اليوم الأحد (السادس من أيلول/ سبتمبر 2015) في رد على سؤال لوكالة الأنباء النمساوية (ايه بي ايه) إنه لا بد من عقد هذه القمة غير العادية خلال أيلول/ سبتمبر الجاري.
يأتي ذلك على الرغم من أن المتحدث باسم دونالد توسك رئيس الاتحاد الأوروبي أعلن في وقت سابق عن عدم وجود خطط في الوقت الراهن لعقد قمة استثنائية. وأشار المتحدث باسم توسك إلى أن موضوع الهجرة سيجري إدراجه على أجندة القمة الدورية التي ستعقد في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وتحدث المتحدث عن انعقاد العديد من اللقاءات الأخرى على المستوى الأوروبي لبحث موضوع الهجرة.
وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا والنمسا فتحتا حدودهما أمام لاجئين قادمين من المجر. وبالفعل توجه آلاف من هؤلاء المهاجرين عبر النمسا إلى ألمانيا، وقد وصفت الدولتان هذه الخطوة بأنها استثنائية نظرا للوضع الحرج في المجر.
وفي سياق متصل، كان وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير قد طالب أمس السبت بقمة عاجلة للاتحاد الأوروبي للتشاور حول أزمة اللاجئين. وكان شتاينماير قد قال أمس: "وفقا لقناعتي فنحن بحاجة إلى عقد قمة للمجلس الأوروبي، ووفقا لقناعتي فإن عقد هذه القمة في النصف الثاني من تشرين الأول/أكتوبر المقبل سيكون متأخرا للغاية".
أ.ح/ و.ب (د ب أ)
آلاف اللاجئين في ميونيخ والألمان يهبون للمساعدة
منذ أيام تشهد مدينة ميونيخ يوميا تدفقا غير مسبوق للاجئين قادمين من شرق أوروبا معظمهم من السوريين والأفغان. ورغم عدم الاستعداد السياسي لاستقبال هؤلاء، جاءت مساعدات سخية مقدمة لهم من جهات مختلفة لتظهر وجها جديدا لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
يعد شهر آب/ أغسطس وشهر أيلول/ سبتمبر من كل عام الموسم الرئيسي لقدوم اللاجئين. وقد توقعت ولاية بافاريا الألمانية أن يصلها هذا العام 10 آلاف لاجئ. لكن يبدو أن العدد سيفوق التوقعات بكثير بعدما سمحت المجر لآلاف اللاجئين بالتوجه بالقطار إلى ألمانيا والنمسا في مخالفة لقواعد الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Reuters/L. Barth
وتدفق على محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ في الأيام الماضية (نهاية أغسطس/ آب وبداية سبتمبر/ أيلول 2015) آلاف اللاجئين القادمين من المجر. ومعظم القادمين إلى ميونيخ هم من سوريا وأفغانستان وهم من الشباب الذكور، لكن هناك أيضا سيدات وكبار السن وأطفال.
صورة من: Reuters/L. Barth
هؤلاء الأطفال وصلوا أيضا إلى محطة القطار في ميونيخ. على وجوههم تبدوا ملامح التعب والمستقبل المجهول. وربما يكون بعضهم قد فقد ذويه أثناء الرحلة، فكثيرا ما يموت لاجئون في طريقهم للهروب من جحيم الحرب في بلادهم إلى بلاد آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
حتى الأطفال الرضع نجحوا في الوصول إلى عاصمة ولاية بافاريا. الطفلة ذات الثوب الأحمر ترفع يدها بالتحية وتظهر على وجهها ابتسامة تزيل عناء الرحلة الطويلة الشاقة. اغتالت الصراعات والحروب أحلامها في بلدها الأصلي، لكن ربما تبتسم لها الحياة هنا في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
ورغم أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى ميونيخ فاجأت الجميع، إلا أن الأهالي ومنظمات الإغاثة هبت لمساعدة الوافدين الجدد. واكتظت قاعة في محطة ميونيخ بالمواد الغذائية والملابس واللوازم الأخرى لدرجة أن الشرطة منعت دخول المزيد من المساعدات لعدم وجود مكان لها.
صورة من: DW/B. Knight
حتى حفاضات الأطفال وورق التواليت والمناديل كانت من بين مواد الإغاثة التي تبرع بها مواطنون ألمان وجماعات المتطوعين، وجهات رسمية في بافاريا. ورغم أن الولاية مشهورة بتحفظها تجاه الغرباء عموما إلا أن حفاوة استقبال اللاجئين بلغت مستوى فاجأ الجميع.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
أمام المحطة الرئيسية للقطارات في ميونيخ وقفت متطوعات يوزعن على اللاجئين زجاجات المياة. ووصل الأمر ببعض المتطوعين والمتطوعات إلى أنهم لم يناموا لمدة يومين، ودفع بعضهم من جيبه الخاص أموالا ليشتري للاجئين طعاما وشرابا.
صورة من: Reuters/L. Barth
بالود والترحاب تستقبل هذه الشابة من جماعات المتطوعين صغار اللاجئين، الذين يتبادلون معها التحية. يقوم المتطوعون بفرز المساعدات وترتيبها وتوزيعها على اللاجئين. ورغم العمل الشاق لا ينسون الابتسامة ليدخلوا الطمأنينة إلى قلوب اللاجئين الذين روعتهم مناظر القتل والعنف في بلادهم الأصلية وواجهتهم الأهوال في طريق رحلتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
متطوعة اسمها "بيا" قالت إن من الأسباب الرئيسية لقدومها إلى محطة ميونيخ هو وجود متطرفين يمينيين في المحطة، وأضافت لـ DW "لذلك يجب علينا أن نكون حاضرين هنا." المتطوعة بيا في الصورة هنا تضع في جيدها وردة صنعها طفل سوري.
صورة من: DW/B. Knight
الشرطة في ميونيخ كانت لطيفة بشكل أثار الانتباه. ولم يتم أخذ بيانات اللاجئين في المحطة، وصرح المتحدث باسم الشرطة كارستن نويبرت لـ DW "بالنسبة لنا كان الجانب الإنساني هو المهم... يحصل اللاجئون على الغذاء والكساء، والفحص الطبي. ومن ثم يتم نقلهم إلى مراكز الاستقبال. وبعدها فقط يمكننا أن نبدأ الحديث عن الجنسيات".
صورة من: Reuters/M. Dalder
صورة للاجئين في محطة القطار الرئيسية في ميونيخ ينتظرون توزيعهم على مراكز الإيواء المختلفة. وقد استغاثت ولاية بافاريا بالولايات الألمانية الأخرى للمساعدة في التغلب على مشكلة تدفق اللاجئين. كما طالبت الدول الأوروبية بأداء واجبها نحو اللاجئين طبقا للمعاهدات الأوروبية. إعداد: صلاح شرارة.