تدرس النمسا منع الفتيات دون سن 14 عاماً من ارتداء الحجاب في المدارس وسط انتقادات من الجالية المسلمة. وقالت الحكومة إن "الحجاب يحد من رؤية الفتيات وحريتهن".
قدمت الحكومة في النمسا مشروع قانون لحظر الحجاب للفتيات دون 14 عاما في المدارس.صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture alliance
إعلان
قدمت الحكومة الائتلافية في النمسا، التي تتألف من حزب الشعب المحافظ والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب "نيوس" الليبرالي، مشروع القانون للبرلمان اليوم الأربعاء (العاشر من سبتمبر/أيلول 2025)
ونقلت وكالة الأنباء النمساوية عن وزيرة الاندماج كلوديا بلاكولم قولها إن "الحجاب للأطفال يحد من رؤية الفتيات وحريتهن، لذلك فهو بوضوح علامة على القمع".
ومن المقرر اتخاذ تدابير تدريجية حال حدوث انتهاكات للحظر، حيث ستتحدث إدارة المدرسة إلى الطالبة المعنية وتخبر والديها. وإذا لم يساعد ذلك، سيتم إبلاغ الهيئة المسؤولة عن التعليم. وكحل أخير، قد يتم فرض غرامات تتراوح بين 200 يورو وألف يورو أو الحكم بالسجن على الوالدين.
ولا يزال يتعين موافقة البرلمان على مشروع القانون. ولم يتضح بعد كيف ستقوم المحكمة الدستورية بتقييمه، حيث كانت قد ألغت حظرا سابقا على الحجاب في المدارس الابتدائية في عام 2020.
وعزا قضاة المحكمة قرارهم آنذاك إلى أن الحظر يستهدف الفتيات والنساء المسلمات فقط، وليس جميع أغطية الرأس الدينية، مثل تلك التي يتم ارتداؤها في المدارس الدينية الأخرى. وقال القضاة إن الحظر من شأنه أن يُصعّب على الفتيات المسلمات الحصول على التعليم ويُهمّشهن.
وفي ضوء هذه المخاوف، خططت الحكومة في مشروعها الحديث لتبني تدابير جديدة من أجل تعزيز تمكين الفتيات فضلا عن مشاركة الآباء والمعلمين والتلاميذ وأعضاء الجالية المسلمة من أجل زيادة الوعي بالمساواة.
وقالت وكالة الأنباء النمساوية إن خطط الحكومة تعرضت لانتقادات من جمعيات إسلامية في النمسا، معتبرة إياها "سياسة رمزية" وأن من شأنه أن "يضعف الثقة في سيادة القانون ويهدد التماسك الاجتماعي."
تحرير: خالد سلامة
الحجاب .. رمز وفن عبر التاريخ!
يهتم معرض خاص داخل المتحف العالمي في فيينا بالحجاب من خلال عرض مجموعة من الصور التاريخية ورسوم الخياطة الراقية والفيديوهات والرسوم للكشف عن معانيه المختلفة في التاريخ والدين والجغرافيا.
تغطية الرأس تجلب الحرية
في كثير من أنحاء العالم الغربي يتم ربط كلمة الحجاب تلقائيا بالتدين. إلا أن فكرة تغطية الرأس بقماش تتجاوز الحدود الدينية والثقافية والجغرافية. معرض " مغطى ومكشوف" في المتحف العالمي بفيينا يكشف الأوجه المتعددة للحجاب.
الحجاب في المسيحية
في المسيحية يعرف الحجاب كرمز للعزوبية والتواضع. لوحة مادونا غواديلوبي، القديسة الشفيعة للمكسيك تُظهر العذراء مريم في لباسها الأزرق. والإنجيل يحث النساء على تغطية الشعر في الصلاة. والصورة على اليمين تظهر صورة مسيحية أخذت في 1886 في تركيا.
أقمشة خاصة بالنساء والرجال
معرض المتحف العالمي يُظهر أشخاصا يلبسون الحجاب إضافة إلى أقمشة مختلفة من جميع أنحاء العالم ـ ليس فقط للنساء. وفي اليسار يمكن رؤية حجاب عروس تونسية من منتصف القرن العشرين، والحجاب بنموذج النسر المزدوج على الجانب الأيمن يلبسه الأعضاء الذكور لقبيلة في غواتيمالا.
وجوه مغطاة في الصحراء
هذه الصورة للمصور لودفيش غوستاف ألويس تسورير من فيينا تُظهر رجلا من الطوارق يلبس لثام الوجه التقليدي للرعاة الرحل من شمال إفريقيا. وهذا اللثام في الغالب بألوان موحدة من شأنه التصدي للأرواح الشريرة. ولباس اللثام يُعد تقليدا انتقاليا هاما إلى مرحلة الرجولة. والنساء في المقابل لا تغطين وجوههن.
صورة من: KHM-Museumsverband
كشف شخصي للحجاب
في الغالب ما يُنظر إلى حجاب نساء مسلمات بأعين منتقدة. نيلبار غوريس تثير الموضوع في إخراجها بالفيديو الذي يستمر ست دقائق. هناك تفكك طبقات من الحجاب منحتها إياها نساء تنادي بأسمائهن. هذا العمل يؤكد كيف أن النساء المسلمات، "محجبات أم لا" يعكسن الذات الشخصية.
صورة من: Courtesy Galerie Martin Janda, Wien
عروض تجريدية
ويشمل المعرض أيضا أدوات تتفاعل بصفة تجريدية مع غطاء الرأس. هذا الابتكار الفضي من الجيلاتين للمصورة النمساوية تينا ليشنير يُذَكر بظهر امرأة مكسو بقماش معلق. التصوير لفن النحت الذي تقوم به ليشنر يفحص تضاريس ثقافية للأنوثة بطريقة سريالية.
صورة من: Courtesy Galerie Hubert Winter, Wien
حجاب سوزانه يونغمانس
انطلاقا من النظرة الأولى يمكن تخيل صورة يونغمانس "الروح فوق المادة ـ جولي" أنها التحفة الهولندية "صورة امرأة" للرسام روجي فان دير فايدن. إلا أن الحجاب يتكون من مواد تلفيف، والخاتم هو غطاء علبة، والجزء الأعلى للباس يتم شده بإبرة
صورة من: Courtesy Galerie Wilms
من التيار المحافظ إلى التحرر
في النمسا قبل الحرب العالمية الثانية كانت المرأة التي تلبس الحجاب والثوب التقليدي للنساء تُعد متجذرة وبراغماتية ووطنية. وفي الخمسينات تحول الحجاب إلى مادة كمالية من الحرير تعكس في الغالب الأناقة النسوية والتحرر. هذا الرسم التخطيطي احتل في 1964 أثناء مسابقة في الموضة بفيينا المركز الأول.
صورة من: Modeschule der Stadt Wien im Schloss Hetzendorf
الخياطة الراقية
منذ 2003 ومصممة الأزياء النمساوية سوزانه بيزوفسكي معروفة بفضل مجموعاتها الأنيقة: ابتكارات وردية تتغذى من روح الموضة النمساوية التقليدية. ومجموعتها 2018 تم ابتكارها خصيصا لمعرض المتحف العالمي. "مغطى ومكشوف" يستمر حتى الـ 26 فبراير 2019. كريستينا بوراك/م.أ.م