النمسا تقترح منع تقديم طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي
١٠ يوليو ٢٠١٨
دعت النمسا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إلى تغيير قواعد سياسة الهجرة الأوروبية ليصبح مستحيلا في المستقبل تقديم طلبات لجوء في الأراضي الأوروبية. وتقترح النمسا إنشاء مراكز عودة ونشر جنود خارج أوروبا.
إعلان
قال وزير الداخلية النمساوي هيربرت كيكل اليوم الثلاثاء (10 يوليو/ تموز 2018) إنه ينبغي عدم السماح للاجئين بتقديم طلبات لجوء من داخل الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أنه يجب تقديم الطلبات من أماكن أبعد. وقال كيكل، وهو من حزب الحرية المنتمي للتيار اليميني المتطرف، إن مثل هذه السياسة الجديدة مطلوبة على المدى المتوسط والبعيد لوضع حد لممارسات الإتجار بالبشر غير الإنسانية.
ويترأس هيربرت كيكل اجتماعا لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي بعد غد الخميس في مدينة إنسبروك النمساوية، واقترح أنه يتعين على اللاجئين الذين يطلبون الحماية في بلد من دول الاتحاد الأوروبي أن يتقدموا بطلبات اللجوء من داخل أو بالقرب من مناطق الأزمات، لكنه لم يوضح كيف يمكن أن ينجح ذلك في الواقع العملي، وقال "سيكون هناك العديد من النماذج التي يمكننا التفكير فيها".
مقترحات بمراكز عودة ونشر جنود خارج الاتحاد
وعلى المدى القصير، يأمل كيكل بأن يقترح على زملائه أثناء اجتماع انسبروك أن تنشأ في دول متطوعة خارج الاتحاد الاوروبي، "مراكز عودة" لمن رفضت طلبات لجوئهم ومن لا يمكن ترحيلهم بشكل فوري إلى بلدهم الأصلي.
وبحسب النموذج الذي تدافع عنه النمسا، من المفترض أن يتم تسجيل طلبات اللجوء في مخيمات للاجئين خارج أوروبا "عبر نوع من لجنة متنقلة"، بحسب الوزير كيكل. وسيُسمح فقط للمبعدين من الدول المجاورة بشكل مباشر نحو الاتحاد الأوروبي تقديم طلبات لجوئهم في أراضي الاتحاد. وأكد كيكل أن هذا النموذج لا يُخالف اتفاقية جنيف، التي تعرّف وضع اللاجئ، قائلا "لا أرى في أي مكان في هذا النصّ أن أوروبا يجب أن تكون مسؤولة عن طلبات لجوء أشخاص أتوا من مناطق بعيدة آلاف الكيلومترات".
كما دعت الحكومة النمساوية اليوم الثلاثاء أيضا إلى نشر جنود من الجيوش الأوروبية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي لدعم الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس)، التي تعاني نقصا عدديا. وعرض وزيرا الدفاع ماريو كوناسك والداخلية هيربرت كيكل مقترحا مبدئيا على الصحفيين في فيينا بشأن كيفية تعاون الجيوش مع وحدات من الشرطة لوقف الهجرة.
واقترح الوزيران النمساويان نشر جنود من دول الاتحاد الأوروبي على أراض أجنبية مثل شمال أفريقيا. ويعتزم كوناسك عرض المقترح أواخر آب/ أغسطس أمام اجتماع غير رسمي لمجلس وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي، الذي يترأسه باعتبار أن بلاده تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
يذكر أن النمسا تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي وفقا لنظام التناوب في الفترة من تموز/ يوليو الجاري وحتى كانون الأول/ ديسمبر. وتشكل مسألتا الهجرة ومستقبل حق اللجوء في أوروبا مصدر توتر بين الدول الأوروبية الـ28 وستكونان على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الخميس في انسبروك في جنوب النمسا. وسيعقد وزراء خارجية ألمانيا والنمسا وإيطاليا لقاءات ثنائية وثلاثية.
ص.ش/ع.ج (أ ف ب، د ب أ)
أزمة اللاجئين: من هم أصدقاء ميركل ـ ومن هم الخصوم؟
في خضم بحثها عن "حل أوروبي" لأزمة الهجرة تحتاج أنغيلا ميركل إلى حلفاء بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. لكن عددهم يضمحل، وبعضهم يقف بحزم في وجهها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O.Matthys
الشريك
إذا أمكننا التحدث عن صديق سياسي لميركل، فإنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فهو على غرار ميركل مهتم بالتوصل إلى حل أوروبي، لأنه يخشى مثل ميركل على كيان الاتحاد الأوروبي. لكن الحزب المسيحي الاجتماعي يعتقد أن ماكرون اشترى دعمه لميركل بوعود مالية.
صورة من: picture-alliance/Tass/dpa/M. Metzel
المتفهم
رئيس الوزراء الإسباني الجديد بيدرو سانشيس يبدو أنه تحرك في إطار يخدم ميركل عندما قبل أن ترسو سفن تقل لاجئين أفارقة رفضتهم الحكومة الإيطالية. وهذا القدر من الإنسانية نادر في هذه الأوقات. لكن الاشتراكي قال بوضوح بأن بلاده تحتاج إلى دعم في تجاوز متاعب الهجرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
الوسيط
حدود الاتحاد الأوروبي الداخلية المفتوحة مهمة بالنسبة إلى هولندا المعتمدة على التجارة. وهنا يحصل إجماع بين رئيس الوزراء مارك روته والمستشارة ميركل. في المقابل فإن الأجواء السائدة في البلاد هي في الأثناء معادية للمهاجرين. وطالبو اللجوء الذين ليس لهم فرصة لا يريد روته السماح لهم أصلا بالعبور إلى أوروبا. وبهذه الاستراتيجية المترنحة يمكن له تولي دور الوساطة.
صورة من: Reuters/F. Lenoir
المراوغ
هناك فوارق إيديولوجية بين المسيحية الديمقراطية ميركل واليساري أليكسيس تسيبراس. وبالرغم من ذلك فإن رئيس الوزراء اليوناني يساند مبدأ "التضامن الأوروبي" في تجاوز الهجرة ويدعم شخصيا ميركل. والسبب يعود في ذلك لكونه عايش ميركل كمتفهمة لأزمة الديون اليونانية وأنه يأمل في الحصول هنا على تنازلات إضافية.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الراديكالي
الدنماركي لارس لوكه راسموسن لا يبدو ظاهريا مثل رجل راديكالي، إلا أنه يتخذ هذا الموقف في قضايا الهجرة. وقلما توجد حكومة أوروبية أخرى تنهج سياسة متشددة في ردع طالبي اللجوء مثل حكومته. راسموسن أثار كذلك في وقت أبكر من آخرين فكرة إقامة مراكز إيواء خارج الاتحاد الأوروبي. وإذا كان الحل الأوروبي على هذا النحو، فإنه يدعمه، إلا أنه لا يساند مخطط توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية.
صورة من: imago/Belga
الخصم
المستشار النمساوي سباستيان كورتس يظهر مهذبا أمام ميركل، لكنه لا يخفي رفضه العميق لسياستها الليبرالية في اللجوء. ويتفاهم كورتس بخلاف ذلك مع المعارضين لميركل في قضية الهجرة ابتداء من وزير الصحة ينس شبان إلى وزير الداخلية هورست زيهوفر ورئيس وزراء بفاريا ماركوس زودر.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
المدفوع
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي لا ينتمي لأي حزب يُعتبر أحد المشاكسين الكبار لميركل. كونتي يرفض استقبال اللاجئين المسجلين في إيطاليا. ويدعمه في هذا بوجه الخصوص وزير الداخلية ماتيو سالفيني من "رابطة الشمال" المعادية للأجانب: "لم يعد في وسعنا استقبال ولو شخص واحد". وبهذا النوع من التصريحات تزداد شعبية الرابطة في استطلاعات الرأي.
صورة من: picture-alliance/ZumaPress
غير المهتم
لا أحد انتقد بقوة كبيرة طوال سنوات سياسة ميركل للحدود المفتوحة مثل المجري فيكتور أوربان. فهو يعتبر هذه الأزمة مشكلة ميركل. ولم يشارك في اجتماع الأحد الماضي (24 يونيو 2018) مثل الزعماء الآخرين لدول فيزغراد سلوفاكيا وتشيكيا وبولندا. فجميع هذه الدول ترفض توزيع اللاجئين على البلدان الأوروبية.