أعلنت النمسا فرض عزل على غير المطعمين ضد كورونا أو والذين لم يتعافوا من كوفيد19، من أجل الحد من الارتفاع الكبير في عدد الإصابات، فيما يطالب رئيس وزراء ولاية بافاريا الألمانية بفرض قيود مشابهة على غير الملقحين في ألمانيا.
إعلان
اتفق المستشار النمساوي ألكسندر شالنبرغ مع رؤساء حكومات الولايات في بلاده على فرض إغلاق خاص على السكان غير المطعمين ضد فيروس كورونا. وستطبق الإجراءات اعتبارا من غد الإثنين (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021). ومن المحتمل أن يعني الإغلاق أن الأشخاص غير المطعمين ضد فيروس كورونا، سيسمح لهم فقط بمغادرة منازلهم، للقيام بمهام حيوية محددة، أو لحالات الطوارئ الطبية.
وستجرى عمليات تفتيش عشوائية لضمان الالتزام، وفقا للقرار الصادر عن اجتماع شالنبرغ ورؤساء حكومات الولايات. وسيتم تغريم منتهكي حالة الإغلاق بغرامة تصل إلى 1450 يورو (1660 دولار). وسيكون هناك استثناء للمدارس والتلاميذ. كما أشار المستشار النمساوي إلى أن الإرشادات المقدمة تمثل أرضية، مضيفا أن الولايات لها الحرية في تطبيق إرشادات أكثر صرامة.
وتسجل النمسا أرقاما قياسية، بشكل شبه يومي للإصابات بفيروس كورونا. وسجلت السلطات أمس السبت أكثر من 13 ألف حالة إصابة. وقال شالنبرغ إن القرار "لم يتم اتخاذه باستخفاف". وتابع إنه "في ظل معدلات تطعيم الحالية، سنظل عالقين في حلقة مفرغة" من الإصابة بفيروس كورونا. وواضاف إن معدل التطعيم "المنخفض بشكل مخجل" يجب أن يرتفع. ولم يتم تطعيم سوى نحو 65% من السكان في النمسا حتى الآن.
وستطبق إجراءات الإغلاق لفترة أولية تبلغ 10 أيام، وستطال نحو مليوني شخص. وقال وزير الصحة النمساوي فولفغانغ ميكشتاين إن الهدف هو تعزيز الاستعداد للحصول على اللقاحات وتقليل الاختلاط الاجتماعي بنحو 30%. ويتم بالفعل فرض قيود رئيسية على غير الحاصلين على لقاح، حيث يتعين عليهم على سبيل المثال تقديم نتيجة اختبار سلبية لفيروس كورونا للذهاب إلى العمل، ولا يستطيعون المشاركة في الكثير من جوانب الحياة العامة.
ألمانيا على نهج النمسا؟
وفي ألمانيا، أعرب رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، ماركوس زودر، عن اعتقاده بضرورة فرض قيود على المخالطات بالنسبة لغير الملقحين ضد كورونا بسبب الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات بكوفيد19. وقبل اجتماع مغلق لحكومته، قال زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري اليوم الأحد:" نحن بحاجة إلى توافر إمكانية لفرض قيود على المخالطات بالنسبة لغير الملقحين".
وأوضح زودر، الذي أعادت ولايته فرض الارتداء الإجباري للكمامات، أن هناك حاجة إلى هذه الخطوة كوسيلة إضافية محذرا من أنه بدون ذلك لن يتم التمكن من السيطرة على الأعداد المرتفعة لإصابات كورونا. وفي الوقت نفسه، طالب زودر أيضا بوضع حدود قصوى لأعداد الأشخاص المشاركين في الفعاليات المختلفة.
وأطلق زودر نداء عاجلا ناشد فيه الحكومة الاتحادية والولايات بالتكاتف كما دعا أحزاب الحكومة الجديدة المحتملة إلى إعداد مسودة لإدخال تشديدات ملحوظة على قانون الحماية من العدوى، وقال إن " الوضع يهدد بالخروج عن المسار في كل أنحاء البلاد، وتفادي الأزمة لم يعد يكفي وحده إذ أن علينا نحن جميعا الآن كحكومة اتحادية وولايات أن نتحرك على نحو حاسم، كما أننا بحاجة إلى تكاتف لا أن نتأرجح جيئة وذهابا". وأكد زودر أن إعلان نهاية الوضع الوبائي هو الطريق الخطأ من كل النواحي. وعلى نحو محدد، طالب زودر بتطبيق التطعيم الإجباري على فئات مهنية.
ع.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.