النمسا قد تفقد جميع أنهارها الجليدية خلال 45 عاماً
٦ أبريل ٢٠٢٤
تنبأ تقرير جديد صادر عن منظمة نادي جبال الألب النمساوي بكارثة بيئية، حيث قد تفقد النمسا أنهارها الجليدية خلال 45 عاماً فقط. تحت وطأة التغيرات المناخية. ويتسارع تراجع الأنهار الجليدية هناك مما يثير القلق بشأن تأثيراته.
إعلان
حذرت منظمة نادي جبال الألب الجمعة ( الخامس من أبريل/شباط 2024) من أنّ النمسا قد تخسر كل أنهرها الجليدية تقريباً في غضون 45 عاما، لأن اثنين من هذه الأنهر تقلصا العام الفائت بأكثر من مئة متر.
وفي ظل القلق العالمي بشأن تأثيرظاهرة الاحترار المناخيعلى الأنهر الجليدية في العالم، أفاد أحدث تقرير صادر عن نادي جبال الألب النمساوي (OeAV) عن تراجع كبير جدا للأنهر الجليدية في البلاد على مدى السنوات السبع الفائتة.
وأظهرت الدراسة أنّ 93 نهرا جليديا نمساويا انخفض حجمها بمقدار 23,9 مترا في المتوسط العام الفائت، وهو ثالث أكبر ذوبان نهر جليدي منذ بدء تدوين هذه البيانات عام 1891.
وكان 2022 العام الأسوأ لناحية ذوبان الأنهر الجليدية في النمسا، إذ بلغ متوسط تراجعه 28,7 مترا.
وفي ظل الاحترار الحاد الذي تواجهه جبال الألب، قد تختفي الأنهر الجليدية كلها تقريباً في غضون 45 عاما، بحسب نادي جبال الألب الذي رأى أنّ تدابيرحماية المناخ اتُخذت بشكل متأخر.
وقال أندرياس كيليرر بيركلباور، وهو رئيس قسم قياس الأنهر الجليدية في نادي جبال الألب، في تصريح صحافي الجمعة "في غضون 40 إلى 45 عاما، ستصبح النمسا بأكملها تقريبا من دون أنهر جليدية".
وفي العام 2017، ذابت الأنهر الجليدية النمساوية بمقدار 25,2 مترا في المتوسط، وهو ثاني أكبر ذوبان مسجل على الإطلاق، بحسب نادي جبال الألب.
وفي العام الفائت، تقلص نهران جليديان في النمسا بأكثر من 100 متر.
ودعا نادي جبال الألب النمساوي إلى حماية أفضل للأنهر الجليدية، مشيراً إلى أنّ التنوع البيولوجي في مناطق جبال الألب يتعرض لضغوط مستمرة بسبب بناء مصاعد تزلج جديدة.
وتشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أنّ الأنهر الجليدية الكبيرة في العالم تشهد ذوباناً غير مسبوق منذ بدء القياسات في خمسينات القرن الفائت، وهو وضع "شديد" في غرب أميركا الشماليةوأوروبا.
وفي سويسرا، خسرت الأنهر الجليدية في جبال الألب 10% من حجمها خلال العامين الفائتين فقط.
ع.أ.ج (أ ف ب)
الجفاف في حوض البحر المتوسط - واقع مرير وخسائر فادحة
يسود جفاف شتوي كبير في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وتعم مخاوف من استفحال الجفاف مع بداية قدوم الربيع وارتفاع درجات الحرارة ما سيؤثر سلبا على السكان هناك وحتى على الحيوانات.
صورة من: PAU BARRENA/AFP/Getty Images
تأثير الجفاف على المحاصيل
البرتقال في صقلية هذا العام أصغر بكثير من المعتاد. بعض الثمار تجف حتى قبل أن تنضج . السبب هو نقص المياه في الجزيرة الواقعة جنوب إيطاليا: فقد أعلنت السلطات حالة الطوارئ بسبب الجفاف في بداية فبراير/شباط.
صورة من: ALBERTO PIZZOLI/AFP
جفاف في المغرب
ليست أوروبا هي المتأثرة فقط. فالنباتات في المغرب تواجه جفافا ونقصا في مناسيب المياه أيضا.
وفقًا لبيانات برنامج المراقبة الأوروبي Copernicus، تعاني مناطق من أوروبا وشمال أفريقيا من الجفاف. ويظهر هذا الجفاف في أجزاء واسعة من منطقة البحر الأبيض المتوسط. وبعد موجات الحر الهائلة في صيف 2023، لم تهطل كميات الأمطار الشتوية المأمولة في معظم الأماكن.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/Getty Images
البحث عن طعام
بقرة تبحث عن قش في صقلية. يعاني المزارعون بسبب نقص الطعام المتوفر للماشية. في ربيع عام 2023، اجتاحت العواصف الجزيرة ودمرت أجزاء كبيرة من محصول القش. منذ ذلك الحين، شهدت الجزيرة قلة في هطول الأمطار. السبب يعود إلى التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.
صورة من: ALBERTO PIZZOLI/AFP/Getty Images
مواجهة الجفاف
مزارع يمد أنابيب الري في حقل لزرع البطاطا في برشيد، إحدى المناطق الزراعية الرئيسية في المغرب. الجفاف هناك له تأثيرات سيئة جدا، كما هو الحال في جنوب إيطاليا وإسبانيا والجزائر وتونس. في العام الماضي، كانت الخسائر في المحاصيل كبيرة. في عام 2023، تأثر 31.3% من منطقة البحر الأبيض المتوسط بالجفاف.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/Getty Images
المناطق الخضراء اختفت بفعل الجفاف
النظرة من الفضاء توضح الأمور أكثر: في الشهور الشتوية الممطرة تكون المناطق حول الدار البيضاء في المغرب عادة خضراء وخصبة بدلاً من أن تكون جافة وبنية اللون. بالإضافة إلى الجفاف ترتفع درجات الحرارة وتتجاوز بكثير المعدل المتوسط. في شهر فبراير/ شباط، ارتفعت الحرارة إلى 37 درجة مئوية. ويعيش المغرب الجفاف للعام السادس على التوالي.
صورة من: NASA Earth/Zumapress/picture alliance
قطف ما هو صالح من الثمار
في تونس، الوضع صعب أيضًا: يمكن لهذه الفلاحة قطف بعض الزيتون الصالح فقط. 2023 تراجع إنتاج الزيتون، وهو أحد القطاعات الزراعية الرئيسية في البلاد، بنسبة تقدر بحوالي 30 في المائة. الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة هي أيضًا سبب في هذا الانخفاض. كان يناير الماضي وفقًا لبرنامج Copernicus، أدفأ شهر يناير على مستوى العالم منذ بداية السجلات.
صورة من: Yassine Gaidi/Andalou/picture alliance
شتاء دافئ
حمام الشمس في الشتاء: عاشت إسبانيا أيضًا في عام 2024 أدفأ شهر يناير في تاريخ البلاد. في بعض المناطق مثل مالقة، ارتفعت درجة الحرارة إلى ما يقرب من 30 درجة مئوية - درجات حرارة مثل هذه هذ يتم تسجيلها فقط ابتداء من يونيو/ حزيران.
صورة من: Europa Press/abaca/picture alliance
الجفاف يمتد
كاتالونيا في إسبانيا أيضًا تعاني من نقص المياه: في بحيرة فيلانوفا دي ساو ربطت القوارب على اليابسة. بعد ثلاث سنوات من الجفاف انخفضت مستويات مياه إحدى أهم السدود لتوفير مياه إقليم برشلونة الكبير إلى أقل من أربعة في المئة. إنه أدنى مستوى في تاريخ البحيرة. تم الإعلان عن حالة الطوارئ في كاتالونيا أيضًا، وتم تقييد استهلاك المياه.
صورة من: PAU BARRENA/AFP/Getty Images
لا يوجد ماء في الأفق
في بداية فبراير، جف مجرى نهر أغلي (Agly) في جبال البيرينيه الفرنسية تقريبًا تمامًا. ولا توجد آمال كبيرة لهطول الأمطار. يتوقع الخبراء ارتفاع درجات الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال ربيع 2024، مع توقعات بكمية ثلوج قليلة في الجبال والتي يمكن أن يؤدي ذوبانه إلى زيادة في مستوى الأنهار. (اعداد: نيلي غينش ـ أعده للعربية: علاء جمعة)