النمسا ودول البلقان تتفق على الحد من تدفق اللاجئين
٢٤ فبراير ٢٠١٦
اتخذت النمسا ودول البلقان إجراءات جديدة للجم تدفق المهاجرين، وهي القضية التي وصفت في اجتماع عقد في فيينا، بأنها "مسألة بقاء" بالنسبة للاتحاد الأوروبي ما ينذر باجتماع صعب للدول الاتحاد سيعقد الخميس في بروكسل.
إعلان
اتفقت النمسا ودول البلقان الغربية اليوم الأربعاء (24 شباط/فبراير 2016) على إرسال قوات شرطة إلى المناطق الحدودية للحد من تدفق المهاجرين على طول طريق البلقان. واتفق وزراء الداخلية والخارجية للدول المجتمعة في فيينا أيضا على وضع معايير موحدة لتسجيل وترحيل المهاجرين. وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس إن هناك حاجة لوضع حد لتدفق المهاجرين على الطريق السريع إلى وسط أوروبا.
والتقى وزراء من النمسا وألبانيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا وكوسوفو ومقدونيا والجبل الأسود وصربيا وسلوفينيا بهدف اتخاذ موقف موحد من تدفق المهاجرين قبل الاجتماع المقرر غدا الخميس لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حسبما قال مصدر مقرب من المحادثات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وأرسلت اليونان مذكرة احتجاج إلى فيينا، تشكو من أن الوزراء المجتمعين لم يتشاورا مع أثينا. ودافع كورتس عن الاجتماع الذي عقد في فيينا في مواجهة انتقادات اليونان، قائلا "لا أعتقد أن هناك نقصا في الاجتماعات الجماعية في أوروبا. إن الرغبة للحد من تدفق المهاجرين هي الغائبة."
ووضعت النمسا حصص دخول يومية للاجئين في أواخر الأسبوع الماضي، مما أدى إلى وضع قيود في البلدان الواقعة على طريق الهجرة في منطقة البلقان، وصولا إلى الحدود اليونانية-المقدونية. وانتقدت المفوضية الأوروبية القيود بوصفها غير قانونية وتتعارض مع نهج الاتحاد الأوروبي.
وكانت النمسا عرضت في وقت سابق على مقدونيا دعمها بجنود لتأمين حدودها لمواجهة أزمة اللاجئين. وقال وزير الدفاع النمساوي هانز بيتر دوسكوتسيل قبل اجتماع اليوم "النمسا تؤيد تشديد الرقابة الحدودية على طريق البلقان وتعرض في ذلك على مقدونيا دعمها بجنود". وذكر دوسكوتسيل أنه يوجد حاليا وفد من وزارة الدفاع النمساوية في مقدونيا للاستعلام من السلطات المقدونية عن حاجتها للدعم.
تجدر الإشارة إلى أن مقدونيا تلعب دورا محوريا في الخطط النمساوية للحد من تدفق اللاجئين. وأكد دوسكوتسيل استمرار اهتمام بلاده بالتوصل إلى حل أوروبي للأزمة، مضيفا في المقابل أنه طالما لا توجد نظم فعالة لتسجيل اللاجئين في اليونان أو توزيع أوروبي للاجئين أو تعاون مع تركيا في مواجهة الأزمة فإنه يتعين تطبيق إجراءات قومية. وذكر دوسكوتسيل أنه تمت زيادة عدد الجنود على الحدود الجنوبية للنمسا منذ الاثنين الماضي بمقدار 450 جنديا ليصل إجمالي عددهم إلى 1450 جنديا.
ي.ب/ أ.ح (د ب أ، ا ف ب)
صربيا- تجارة مربحة بسبب تدفق اللاجئين
يجتاز صربيا حاليا أعداد غير مسبوقة من اللاجئين. ويتوافد السكان المحليون على مخيمات اللاجئين لكسب المال، مقابل توفيرهم للاجئين الخدمات التي يحتاجونها بشدة. دييغو كوبولو يوثق في جولة مصورة الأزمة في منطقة البلقان.
صورة من: DW/D. Cupolo
أصبح نقل اللاجئين هو العمل الأسرع نموا في منطقة البلقان. أشخاص محليون مثل الألباني ليريدون بيزازلي، الذي يعيش في كوسوفو، يقفون خارج مخيم بريسيفو للاجئين ليبيعوا تذكرة الحافلة إلى كرواتيا مقابل 35 يورو (39 دولاراً). ويقول بيزازلي إنه لا يكسب أكثر من ثمانية يورو في اليوم من عمله في إحدى الحانات، في حين يجلب له بيع تذاكر الحافلات من 50 إلى 70 يورو يوميا.
صورة من: DW/D. Cupolo
وبغض النظر عن المكسب، يقول بيزازلي إنه غير فخور بوظيفته، وإنه يتفاوض من أجل أن يركب اللاجئون مجانا، وخاصة العائلات التي معها أطفال، وليس لها قدرة على تحمل ثمن التذاكر. ويضيف: "كنت لاجئا أيضا، لذلك أنا أعرف. يجب أن يكون ركوب الحافلات مجانا، فأوروبا تعطي صربيا المال لمساعدة اللاجئين، لكن حكومتنا لا تفعل الكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
المؤسسات التجارية القريبة من مخيمات اللاجئين مددت ساعات عملها لمواكبة الطلب بسبب تدفق حتى عشرة آلاف لاجئي جديد يوميا مثلما هو الحال في بريسيفو. محلات البقالة والمطاعم ممتلئة باستمرار بالزبائن. وتضاعفت الأسعار، ووصلت أحيانا إلى ثلاثة أضعاف. ويقول بيزازلي: "أنا لم أر أبدا في أي مكان آخر في صربيا سعر الهامبورغر مرتفعا بهذا الشكل."
صورة من: DW/D. Cupolo
أول ما يبحث عنه اللاجئون غالبا، غير المواد غير الغذائية، هو شريحة تليفون للاتصال بالأقارب والأصدقاء. ونتيجة لذلك، فإن عدداً لا يحصى من السكان المحليين يقومون ببيع البطاقات التليفونية بالقرب من المخيمات. لكن هناك أيضا بيع لبضائع أخرى مثل عربات كبار السن أو من لديه مشاكل في التنقل، مثل هذه المرأة الكردية من سوريا.
صورة من: DW/D. Cupolo
مع دخول فصل الشتاء وتزايد العواصف المطيرة، يواصل العديد من اللاجئين رحلتهم بدون أحذية. وبسبب ذلك يعانون من أمراض خطيرة في الأقدام والتهابات جلدية، وفقا لستيفان كورديز، المنسق الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب صربيا (MSF). وهنا وجد عدد من السكان المحليين الفرصة لكسب المال عن طريق بيع الأحذية والجوارب بالقرب من مخيمات اللاجئين.
صورة من: DW/D. Cupolo
يتحتم على البلدان الواقعة على طريق المهاجرين في البلقان تسجيل الوافدين الجدد. وفي بعض الأحيان يتسبب ذلك في خلق طوابير طولها كيلومترات. ووفقا لمتطوعة من بريسيفو اسمها دانييلا غابريل، فإن بعض سائقي الحافلات يجمعون أوراق التسجيل من المهاجرين، الذين ينقلونهم إلى كرواتيا ومن ثم يعيدون بيعها للأشخاص الذين لا يريدون الوقوف في الطوابير.
صورة من: DW/D. Cupolo
وتقول غابريل إن بعض سائقي الحافلات وسيارات الأجرة يقومون حاليا بتحصيل أجرة النقل إلى كرواتيا من اللاجئين، لكنهم يتركونهم في مدن صربية، ويفهمونهم أنهم بذلك يمكنهم العبور من مناطق لا توجد فيها نقاط تسجيل. ولأجل مساعدة اللاجئين في تجنب الحيل والادعاءات الكاذبة، كتبت غابريل لوحة معلومات أساسية عند مدخل مخيم بريسيفو وترجمتها إلى عدة لغات.
صورة من: DW/D. Cupolo
بينما قال متطوعون آخرون، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إنهم تلقوا تهديدات بالقتل لأنهم يقومون بتوجيه اللاجئين نحو الحافلات، ويحذرونهم من أجل تجنب سائقي سيارات الأجرة، الذين يمكن أن يمثلوا خطورة. وقال الكسندر ترافيله، وهو متطوع في بريسيفو، إن عائلة مكونة من ستة أشخاص تمت سرقتها تحت تهديد السلاح من قبل سائق سيارة أجرة بعدما دفعت 80 يورو عن كل شخص منهم أجرة لتوصيلهم إلى كرواتيا الأسبوع الماضي.
صورة من: DW/D. Cupolo
ويعترف بيزازلي أنه يدفع للشرطة المحلية مائة يورو أسبوعيا لكي يسمحوا له ببيع تذاكر الحافلات في مخيم اللاجئين في بريسيفو، ويقول: "بمجرد أن تمنحهم ما يريدون يتركونك وشأنك." بينما قال عدد من المتطوعين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إنهم أيضا شاهدوا سائقي سيارات تاكسي يدفعون لضباط شرطة، "لكن هذا لا يعني أن جميع رجال الشرطة يأخذون رشاوى"، حسب ما قال أحد المتطوعين.
صورة من: DW/D. Cupolo
ومع دخول الطقس البارد تقوم الفنادق على طول طريق المهاجرين عبر البلقان بتسكين المزيد والمزيد من اللاجئين. ويقول المتطوعون إن أصحاب الفنادق ينتقون بعناية شديدة اللاجئين الذين يسكنوهم في الفنادق. وكثيرا ما يرفضون إسكان اللاجئين إلا بعد أن يدفعوا أسعارا أعلى من أسعار السوق، لذلك تتكدس أعداد كبيرة من اللاجئين في غرف الفنادق. إعداد: دييغو كوبولو، بريسيفو- صربيا/ ص.ش