DW-WORLD.DE: سيادة الوزير، في الآونة الأخيرة ازدهرت العلاقات الاقتصادية بين ولاية بافاريا ودولة الإمارات العربية المتحدة على نحو لم يسبق له مثيل. أهناك تاريخ معين للتحول الهائل الذي شهدته هذه العلاقات؟

ارفين هوبر: من الصعب الحديث عن تاريخ محدد لبداية أو لازدهار العلاقات الاقتصادية بين ولايتنا ودولة الإمارات العربية المتحدة. فالتعاون بين الجانبين تطور بمرور الزمن. لكن ما يشد الانتباه أن إمارة دبي وكافة الإمارات الأخرى قد وقع اختيارها على مدينة ميونخ البافارية عام 2004 كمكان لعقد منتداها الخاص بالشراكة الاقتصادية. كما إن صادرات ولاية بافاريا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تضاعفت في العشر سنوات الأخيرة بنسبة 270 بالمائة وارتفعت قيمتها من 170 مليون يورو إلى 626 مليون يورو عام 2005. أما قيمة وارداتنا من دولة الإمارات العربية فلا تتعدى حتى الآن 40 مليون يورو سنوياً. ويرجع ذلك إلى اعتمادنا بشكل رئيسي على الواردات النفطية من ليبيا وروسيا.

تشهد منطقة الخليج بشكل عام ودولة الإمارات العربية المتحدة على نحو خاص ازدهاراً اقتصادياً واعداً. كيف يمكن لولاية بافاريا الاستفادة من ذلك لمصلحة شركاتها؟

إن سرعة النمو والتطور الذي تشهده هذه المنطقة لرائعة حقاً. ويعد النمو الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة الأسرع على مستوى العالم. ومما لاشك فيه أن هذا النمو يشكل لشركاتنا فرصة عظيمة، كما أن الخبرة الطويلة والتقنية والجودة العالية المشهود بها عالمياً والتي تتميز بها الشركات البافارية تستطيع المساهمة في منظومة النمو الاقتصادي لمنطقة الخليج ودعم في التطور الذي تشهده.

كما أننا نسعى عبر وسائل عديدة إلى الاستفادة من هذه السوق الرائجة. فمن خلال برنامج جمعية بافاريا العالمية الخاص بدعم مشاركة الشركات البافارية في المعارض المختلفة ندعم تواجد شركاتنا في معارض هامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي أدى إلى زيادة نسبة مشاركتنا في السنوات الأخيرة في هذه المعارض. وفي عام 2004 تواجد ما يناهز الخمسين شركة بافارية في المعرض العربي للصحة بالإمارات ARAB HEALTH وأربعين في معرض BIG5 2006. وأكثر من مرة زار الوزراء والمسئولون البافاريون رفيعي المستوى هذه المعارض الضخمة.

كما ننظم رحلات لوفود الشركات البافارية إلى الامارات، بهدف توفير كل المعلومات والعلاقات اللازمة للاتخاذ قرار دخول هذه السوق. لقد زرت بنفسي دبي عام 2001 وزرت مؤخراً أبو ظبي مع وفد صغير. ومنذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2006 لدينا مُمثل عن الاقتصاد الألماني في الإمارات هو د. يورجن فريدريش، والذي تكمن مهمته في توفير المعلومات اللازمة للشركات الألمانية وتسهيل الاتصالات مع الشركات الإماراتية. بذلك استطعنا كسب رجل مؤهل بصورة رائعة لهذه المهمة.

يعد التبادل التجاري في مجالي الصناعات الكيماوية والنفط محور التعاون بين البلدين، لكن الإمارات تعاني من مشاكل بيئية متفاقمة، لذلك ترغب أبو ظبي في الاستثمار وبشكل مكثف في مجال حماية البيئة، ألا يشكل ذلك فرصة للاستفادة من التكنولوجية البافارية المحافظة على البيئة؟

بدون شك، تشكل تكنولوجيا البيئة مجال مهم للتعاون المشترك. ولدينا عدد كبير من الشركات المختصة وذات الكفاءة العالية في هذا المجال، سواء كان الأمر يتعلق بتصريف المياه، والتخلص من النفايات أو الخبرة والتقنية المتعلقة بنظافة البنايات والطاقة المستحدثة وغيرها. هناك عدد من الشركات البافارية المتواجدة حاليا في دولة الامارات والعاملة في هذا المجال.وفي اعتقادي ان هناك فرصة لتوسيع الشراكة وخصوصاً فيما يتعلق بالتوفير في مجال الطاقة المتجددة، أضف إلى ذلك مجال استغلال الطاقة الشمسية حيث لنا به خبرة وكفاءة متميزة.

هل لكم أن تحدثونا عن آفاق العلاقات البافارية الإماراتية في ضوء تكثيف الشراكة التجارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي ؟

إن المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي فيما يخص اتفاقيات التجارة الحرة، ستكون بمثابة نقطة تحول في المجال التجاري وستشكل تيسيراً كبيراً في هذا المجال لشِركاتنا. هذا يعني أن شركاتنا تستطيع ان تختار البلد الملائم لها في دول الخليج من ناحية التكلفة ومن هناك تقوم بالتصدير لدول الخليج الأخرى. إنني متأكد من أننا نستطيع وبمساعدة ممثلنا البافاري في الإمارات، تشجيع الشركات البافارية على الاستثمار الناجح في هذه الدولة. وأنا على ثقة تامة بأن التعاون التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبافاريا سيتم تعزيزه في المستقبل بصورة واضحة، الأمر الذي سيدر النفع على الجانبين.

أجرى الحوار: علاء الدين سرحان / إعداد: ابتسام عازم