النيابة الإسبانية تطلق ملاحقات ضد سلطات كاتالونيا المقالة
٣٠ أكتوبر ٢٠١٧
أعلن المدعي العام للدولة الإسبانية أنه طلب اطلاق ملاحقات بتهمة "العصيان" خصوصا ضد أعضاء الحكومة الكاتالونية المقالة المتهمين بالتسبب بأزمة مؤسسات أدت إلى إعلان الاستقلال.
إعلان
أعلن الادعاء العم الإسباني اليوم الاثنين (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) بدء ملاحقات ضد الحكومة الكتالونية بعدما تم تقديم الشكوى ضد أعضاءها إلى المحكمة الوطنية في مدريد، وتتعلق أيضا بوقائع "عصيان واختلاس أموال". وسيعود لأعلى هيئة قضائية إسبانية البت في صلاحية هذه الشكوى.
ودخلت إسبانبا في دوامة مجهولة العواقب اليوم، وهو أول يوم عمل بعدما أعلنت مدريد فرض سيطرتها على إدارة كاتالونيا حيث ينتظر لمعرفة ما إذا كان القادة الانفصاليون سيقاومون قرار إقالتهم ويتوجهون إلى مقارهم في برشلونة. وكان العلم الإسباني لا يزال مرفوعا فوق مقر الحكومة الكاتالونية صباح اليوم، فيما تجمع عشرات الصحافيين في المكان بانتظار معرفة إن كان رئيس كاتالونيا المقال كارليس بوتشيمون سيحضر لممارسة مهامه.
ودعا قادة كاتالونيا الذين أقالتهم حكومة إسبانيا المركزية الجمعة، إلى "معارضة ديموقراطية" لمدريد، ما يزيد المخاوف في أوروبا من تدهور الأوضاع في أسوأ أزمة تشهدها إسبانبا منذ عقود إثر إعلان برلمان الإقليم الاستقلال بشكل احادي.
وأعلن نائب رئيس حكومة كاتالونيا أوريول جونكيراس المقال كذلك لصحيفة كاتالونية خلال عطلة نهاية الأسبوع "لا يمكننا الاعتراف بالانقلاب ضد كاتالونيا أو أي قرارات مناهضة للديموقراطية" تتخذها مدريد.
ولم يتضح بعد إن كان بوتشيمون أو أعضاء حكومته المقالة سيحاولون التوجه إلى مقارهم في برشلونة الاثنين. ولدى سؤاله، قال متحدث باسم حكومة الإقليم المقالة لوكالة فرانس برس "سنرى".
وأوضح مصدر في أوساط الانفصاليين أنه "إذا قرروا بأنهم حكومة جمهورية (كاتالونيا) فسندعمهم". ولكن إذا حاولوا فعلا أداء مهامهم كالمعتاد، فبإمكان مدريد إصدار أوامر للشرطة الكاتالونية بمنعهم. واستبدلت مدريد كبار قادة الشرطة في كاتالونيا فيما حث قائدهم السابق الضباط على الانصياع إلى أوامر رؤسائهم الجدد. وأفاد متحدث باسم الشرطة أنه قد طُلب من المكاتب الحكومية المحلية إزالة صور بوتشيمون. وينتظر حاليا أن يتلقى 200 ألف موظف مدني كاتالوني أوامرهم بشكل مباشر من مدريد.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني الفونسو داستيس إنه "من الصعب" تبيان كيف سيتمكن بوتشيمون وزملاؤه من "الاستمرار في الحكم". وقد يوجه الادعاء اتهامات رسمية إليهم هذا الأسبوع بارتكاب جرائم عدة. وصرح لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية أنهم "بدأوا يستوعبون الحقيقة وسيستمر ذلك وسيدركون بأنه لن يكون بإمكانهم القيام بأي أمر دون سلطة القانون".
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب)
مدريد واستقلال كاتالونيا - تاريخ من العلاقات المضطربة
يستمر الشد والجذب بين كاتالونيا ومدريد، فقد فاز الانفصاليون بأغلبية مقاعد برلمان الإقليم. بين مدريد وكاتالونيا تاريخ طويل من العلاقات المضطربة وصلت ذروتها بعد محاولة الإقليم الاستقلال وهروب رئيس وزرائه إلى بلجيكا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
حصد الانفصاليون في انتخابات كاتالونيا إغلبية المقاعد في البرلمان الإقليمي، وحصلت الأحزاب الانفصالية في الإقليم الإسباني معا على 70 مقعدا من أصل 135، وبوسعها حكم الإقليم إذا شكلت ائتلافا فيما بينها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Morenatti
حصول الانفصاليين على الأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان لا يعني أنهم حصلوا على الأكثرية المطلقة من أصوات الناخبين، لا بل إنهم لم يحصلوا حتى الأغلبية البسيطة، والسبب في ذلك عائد إلى النظام الانتخابي المتّبع. فالقانون الانتخابي في كاتالونيا يتضمن نظام ترجيح للأصوات يعطي أفضلية للمناطق الريفية التي يتجذر فيها الانفصاليون، ما منحهم الفوز من حيث عدد المقاعد.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
المفوضية الأوروبية أعلنت أن الانتخابات التي جرت في كاتالونيا وفاز فيها الانفصاليون بالأغلبية المطلقة "لن تغيّر" موقف الاتحاد من المسألة الكاتالونية.
صورة من: Reuters/Y. Herman
وللمفارقة فإن أكثرية الكاتالونيين صوّتت ضد المعسكر الانفصالي، وهو ما حدا بزعيمة حزب سيودادانوس المناهض للانفصال إينيس اريماداس للقول إنه بعد هذه النتيجة "هناك أمر ازداد وضوحا، وهو أن الغالبية الاجتماعية تؤيد الوحدة مع باقي الإسبان والأوروبيين، ولن يكون بوسع الأحزاب القومية بعد اليوم التحدث باسم كاتالونيا ككل، لأن كاتالونيا هي نحن جميعا".
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
وكان رئيس الحكومة السابق بوتشيمون قد عمل على استقلال الإقليم ثم علق إجراءات الاستقلال عن مدريد، التي عزلته واصدر المدعي العام الإسباني بحقه أمر ألقاء قبض. فغادر إلى بلجيكا مع أربعة من وزرائه المعزولين.
صورة من: Reuters/A.Gea
1932
وللصراع بين كاتالونيا ومدريد قصة طويلة، فبعد عام على تأسيس الجمهورية الإسبانية الثانية تم تثبيت وضع إقليم كاتالونيا القانوني عام 1932 بمنحها استقلالاً مؤقتاً.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archiv
1939-1975
لكن الدكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو (1892- 1975)، الذي حكم إسبانيا بالنار والحديد حتى عام 1975، ألغى استقلال كاتالونيا وقمع نظامه أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية واللغة الكاتالونيين، بعد أن خرج منتصراً من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
صورة من: picture alliance/AP Photo
1979
بعد وفاة الجنرال فرانكو عام 1975، منح دستور إسبانيا الديمقراطي الجديد عام 1978 كاتالونيا حكماً ذاتياً، مؤكداً على أن الأمة الإسبانية لا يمكن أن تتجزأ، غير أنها تعترف بحقوق الأقاليم بالإدارة الذاتية.
صورة من: AP
2006
مفاوضات طويلة قادت الحكومة الإسبانية إلى الموافقة على رغبة الكاتالونيين بإعادة إصلاح وضع الحكم الذاتي لإقليمهم، إذ أقر البرلمان الإسباني ميثاق حكم ذاتي لكاتالونيا يعزز سلطات الإقليم المالية والقضائية ويصفه بـ"الأمة".
صورة من: AP
2010
قضت المحكمة الدستورية الإسبانية العليا بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006، معتبرة أن استخدام مصطلح "أمة" لوصف الإقليم لا ينطوي على أي "قيمة قانونية" ورافضة الاستخدام "التفضيلي" للغة الكتالونية في خدمات البلدية.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
2012
تظاهر نحو 1.5 مليون شخص في عاصمة الإقليم برشلونة من أجل استقلال كاتالونيا وهتفوا "نحن أمة والقرار لنا"، وقادت تداعياتها إلى انتخابات مبكرة في الإقليم فاز فيها مؤيدو الانفصال عن إسبانيا.
صورة من: AFP/Getty Images
2014
في تحد لمدريد، أجرت كاتالونيا اقتراعاً رمزياً على الاستقلال، صوت فيه أكثر من 80 بالمئة، أي ما يعادل 1,8 ملايين شخص، لصالح انفصال الإقليم، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 37 بالمئة فقط. حكومة مدريد لم تعترف بالاستفتاء ولم تكن له أي تبعات مباشرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
يقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، و تبلغ مساحته نحو 32106 كلم مربع، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا.
صورة من: Imago/Nature Picture Library
العديد من نجوم نادي برشلونة لكرة القدم مثل بيكيه وتشافي ومدرب النادي السابق بيب غوارديولا يدعمون الاستفتاء الإقليم، لكن إدارة النادي لم تؤيد الاستفتاء صراحة، مؤكدة على حق الكاتالونيين بحرية التصويت.