النيجر- بازوم يستنجد والانقلابيون يحذرون من أي تدخل عسكري
٤ أغسطس ٢٠٢٣
طالب رئيس النيجر بمساعدة دولية لإفشال الانقلاب العسكري عليه، محذرًا من عواقبه "المدمرة" على العالم، في حين هدد الانقلابيون بأنهم سيردون "فورًا على أي عدوان" بعد أن أمهلتهم مجموعة "إيكواس" عدة أيام لعودة النظام الدستوري.
إعلان
توقع رئيس النيجر محمّد بازوم المنتخب ديمقراطيًا حصول "عواقب وخيمة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره" في حال نجاح المحاولة الانقلابيّة لإطاحته من السلطة، داعيًا الأسرة الدولية إلى تقديم المساعدة، فيما توعد الانقلابيون كل من يشن "عدوانًا" على البلاد "برد فوري".
وأتى كلام بازوم في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ليل الخميس (الثالث من آب/أغسطس 2023) حذر فيه من "العواقب المدمرة" للانقلاب على العالم ومنطقة الساحل التي قد تنتقل برأيه إلى "نفوذ" روسيا عبر مجموعة فاغنر المسلحة.
ودعا بازوم في أول تصريح علني طويل منذ أطاحته، "الحكومة الأمريكيّة والمجتمع الدولي بأسره إلى مساعدتنا في استعادة النظام الدستوري". وقال بازوم، المحتجز، "أكتب هذا بصفتي رهينة"، مشددًا على أنّ "هذا الانقلاب (...) ليس له أيّ مبرّر". وبازوم (63 عامًا) محتجز مع عائلته منذ يوم الانقلاب في مقر الإقامة الرئاسي. وقال حزبه إن الكهرباء قطعت عنه عمدًا الخميس.
وارتفع منسوب التوتر في النيجر فيما المهلة التي وضعتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" لعودة الانتظام الدستوري، تشارف على نهايتها. وفي وقت متأخر من مساء الخميس أعلن الانقلابيون في بيان تُلي عبر التلفزيون إلغاء اتفاقيّات عسكريّة عدّة مبرمة مع فرنسا تتعلّق خصوصًا بـ"تمركز" الكتيبة الفرنسيّة وبـ"وضع" الجنود الموجودين في إطار المعركة ضدّ الجهاديّين.
وجاء في البيان في "مواجهة موقف فرنسا اللامبالي" وردّ فعلها تجاه الوضع في النيجر "قرّر المجلس الوطني لحماية الوطن إبطال اتفاقيّات التعاون مع هذه الدولة في مجال الأمن والدفاع". وأعلن مُنفّذو الانقلاب أنهم سيردّون "فورًا" على أيّ "عدوان أو محاولة عدوان" ضدّ بلادهم من جانب "إيكواس"، قبل ثلاثة أيّام من نهاية مهلة أعطتها "إيكواس" من أجل عودة النظام الدستوري في النيجر.
وقال المجلس العسكري الانقلابي إنّ "أيّ عدوان أو محاولة عدوان ضدّ دولة النيجر ستشهد ردًا فوريًا ودون إنذار من جانب قوّات الدفاع والأمن النيجريّة على أيّ عضو (من أعضاء إيكواس) باستثناء الدول الصديقة المُعلّقة عضويّتها" في إشارة إلى بوركينا فاسو ومالي.
وأتى ذلك بعيد وصول وفد من "إيكواس" إلى نيامي في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة بعد ثمانية أيام على الانقلاب الذي اطاح الرئيس بازوم في 26 تموز/يوليو. وكانت "إيكواس" التي فرضت عقوبات شديدة على نيامي، أمهلت الانقلابيين حتى الأحد لإعادة بازوم إلى منصبه تحت طائلة استخدام "القوة".
لكن رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى أيضًا رئاسة "إيكواس" الدورية، طلب من وفد للجماعة بقيادة رئيس نيجيريا السابق عبد السلام أبو بكر، بذل كل الجهود الممكنة ""لإيجاد حل وديّ". بيد أن عضوًا في الوفد أكد الجمعة أن وفد دول غرب إفريقيا غادر النيجر من دون لقاء قائد الانقلابيين. وأوضح المصدر الجمعة أن "مبعوثي إيكواس غادروا" ليل الخميس الجمعة ولم يلتقوا لا قائد العسكريين الذين تولوا السلطة الأسبوع الماضي الجنرال عبد الرحمن تياني ولا الرئيس المخلوع محمد بازوم".
ويعقد رؤساء أركان جيوش دول إيكواس اجتماعًا في أبوجا حتى الجمعة. وأعلنت جيوش دول عدة في غرب إفريقيا من بينها السنغال استعدادها للتدخل في حال عدم احترام مهلة الأحد. لكن مالي وبوركينا فاسو أكدتا أن أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبر "إعلان حرب" على بلديهما.
وتشهد العلاقات بين نيامي وإيكواس توترًا، وكذلك مع فرنسا قوة الاستعمار السابقة في البلاد. وأقال الانقلابيون سفراء النيجر في فرنسا والولايات المتحدة وتوغو ونيجيريا.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
من القرن الإفريقي إلى اليمن.. طريق الهجرة المزدحم بالاغتصاب والتعذيب
رغم الحرب الطاحنة الضروس فيه، يصل عشرات الآلاف من المهاجرين من شرق إفريقيا إلى اليمن، أملاً في الوصول إلى السعودية والحصول على عمل فيها.. تعرف في هذه الجولة المصورة على أخطر طرق الهجرة في العالم!
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المحطة الأولى: جيبوتي
يفصل مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 30 كم بين اليمن وجيبوتي، لهذا السبب تعد جيبوتي بلد العبور الأول لكثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن. ينحدر معظمهم من إثيوبيا والصومال. الصورة تظهر 3 فيتات أثيوبيات بعد وصولهن إلى جيبوتي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المهاجرون القصر
الرحلة عبر اليمن من القرن الإفريقي إلى السعودية واحدة من أسرع طرق الهجرة نمواً في العالم - على الرغم من اندلاع حرب ضارية في اليمن، ووصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن أكثر من مرة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". أغلب المهاجرين الذين يغادرون بلدان مثل إثيوبيا والصومال هم فتية. مثل هذا الصبي، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً فقط، يغطّي عينيه لحمايتها من عاصفة رملية، بعد عبوره إلى جيبوتي من إثيوبيا.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
عبور المحيط في قوارب متهالكة
الوصول إلى اليمن عبر القرن الإفريقي يرتب على المهاجرين عبور المحيط. وغالباً ما يتم نقلهم في قوارب متهالكة وصغيرة جداً ما يعرض حياتهم للخطر. في كانون الأول/يناير 2019، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي ما لا يقل عن 52 شخصاً قبالة شواطئ جيبوتي. في هذه الصورة يظهر المهاجرون بعد وصولهم إلى وصلوا إلى شواطئ رأس العارة في منطقة لحج باليمن في أواخر تموز/يوليو من هذا العام.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
انتهاك صارخ للحريات
ما أن تنتهي الساعات الطويلة التي يقضيها المهاجرون على متن القوارب الخشبية المزدحمة والمتهالكة حتى يتم نقلهم في شاحنات بواسطة المهربين إلى مجمعات في الصحراء. ويمارس هؤلاء المهربين أبشع طرق التعذيب على المهاجرين والذي يعد انتهاكاً صارخاً يمس حريتهم.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ابتزاز عائلات المهاجرين
يقوم المهربون بسجن المهاجرين في سجون سرية، ثم يبتزون عائلاتهم في دفع ثمن إطلاق سراحهم. السلطات اليمنية لا تبذل أي جهد في سبيل وقف مثل هذه الأنشطة الإجرامية. يتعرض معظم المهاجرين إلى تعذيب يومي بالضرب أو التجويع، بينما تتعرض نساء وفتيات للاغتصاب على أيدي مختطفيهن، وفقاً لتقارير وكالة أسوشيتد برس.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
تعذيب مروع
عبد الرحمن مهاجر إثيوبي عمره 17 عاماً. بعد وصوله إلى رأس العارة، قام المهربون بحبسه وطلبوا أرقام هواتف الأشخاص الذين يمكنهم تحويل الأموال لإطلاق سراحه. أخبر خاطفيه أنه ليس لديه رقم. تعرض للضرب وتُرك دون طعام و ماء لعدة أسابيع. وفي إحدى الليالي، ضرب أحد المهربين ساقه بقضيب معدني. ورمى به في الصحراء. ليعثر عليه بعد ذلك سائق عابر وينقله إلى المستشفى حيث بترت ساقه هناك.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
حالة نادرة من الرأفة
فاطمة وزوجها يعقوب وصلا إلى اليمن على متن قارب من جيبوتي برفقة طفليهما، وجود الطفلين معهما دفع المهربين إلى الرأفة بحالهما والإفراج عنهما. يسعى الزوجان للوصول إلى المملكة العربية السعودية، لكن ذلك سيكون شاقا عليهما خاصة وأنهما سيعبران طرقا صخرية وصحاري تضربها العواصف الرملية ودرجات حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ملعب مدمر يتحول لملجأ مهاجرين
يقع ملعب"22 مايو-أيار" لكرة القدم في مدينة عدن الساحلية معبر المهاجرين الشرقي. تحول هذا الملعب إلى ملجأ مؤقت للمهاجرين رغم تعرضه لدمار جزئي إبان الحرب. هذا المهاجر الإثيوبي البالغ من العمر 14 عاماً، يأخذ قسطا من الراحة على سرير في الإستاد بعد تعرضه لإيذاء جسدي أثناء رحلته إلى اليمن. قامت قوات الأمن بإيواء مهاجرين أسرتهم خلال جولاتها في الملعب.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
في مرمى النيران
يسافر العديد من المهاجرين في اليمن الذين يرغبون في الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر محافظة الضالع، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الجنوبي. البقاء في الضالع أو السفر من خلالها خطير جداً. لجأ هؤلاء المهاجرون في كوخ صغير في سوق القات. يبعد خط القتال الأمامي بين رجال القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بضع مئات من الأمتار.
الكاتب: مارا بيرباخ/ حمزة الشوابكة