1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهجرة إلى "فردوس الغرب" حلم يتحطم على أسوار سبتة ومليلة

محاولات الهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى أوروبا تأخذ أبعاداًَ جديدة بعد المصادمات مع الشرطة وحرس الحدود. المهاجرون يغامرون بحياتهم للوصول إلى أوروبا "فردوس الغرب"والأوروبيون يرتعدون ويوصدون الأبواب إمامهم.

اسبانيا تحصن حدودهاصورة من: AP

يتواصل اندفاع موجات المهاجرين الأفارقة على السواحل الجنوبية للقارة الأوروبية بشكل لم يسبق له مثيل. فقد أفاد مصدر في الحرس المدني الأسباني أن مئة مهاجر غير شرعي تمكنوا فجر اليوم الأربعاء من العبور إلى مدينة مليلية الأسبانية اثر عملية تسلل جماعية جديدة على السياج المزدوج الذي يفصلها عن شمال المغرب. وصرح ناطق باسم الحرس المدني الأسباني في مدريد أن أن نحو 500 مهاجر حاولوا التسلل ومئة منهم نجحوا في ذلك.

وكان حوالي 650 شخص قد اندفعوا في الساعات المبكرة من صباح يوم الاثنين الماضي نحو الحدود المغربية- الأسبانية محاولين العبور عبر جيب مليلة التي تقع تحت السيطرة الأسبانية. البعض من هؤلاء تمكن من اجتياز السياج الذي أقامته السلطات الأسبانية على حدودها مع المغرب لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين بينما لم يتمكن البعض الآخر من ذلك. وقد أسفرت المواجهات بين المتسللين والشرطة عن جرح 135 مهاجرا، خمسة منهم أصيبوا بجروح خطيرة. ومنذ بداية الصيف الماضي قتل سبعة مهاجرين أفارقة في عمليات مشابهة.

الجيش الأسباني لدعم الشرطة

حالة تأهب قصوىصورة من: AP

وفي محاولة لوضع حد لعمليات التسلل تم إرسال تعزيزات من قوات المشاة الأسبانية لمساندة عناصر الحرس المدني التي تحرس حدود المغرب مع مدينتي سبتة ومليلة. وتشير التقارير الصحفية إلى أن العديد من المهاجرين أصيبوا برضوض وجروح ويخضعون حاليا للمعالجة. من ناحيته ضاعف المغرب عمليات التمشيط الأمنية في محيط المدينتين بحثا عن المهاجرين غير الشرعيين واعتقل 136 منهم يوم الثلاثاء الفائت. وقد قدم معظمهم من دول جنوب الصحراء الكبرى. ومن أجل الوقوف على آخر التطورات أعلن المفوض الأوروبي للأمن فرانكو فراتيني عن قرب إرسال بعثة لتقصي الحقائق في منطقة الأحداث.

تحصين السياج

سياجات لمنع المهاجرين من التسللصورة من: AP

سارعت مدريد خلال الأيام القليلة الماضية إلى تحصين السياج الحدودي الحالي مع المغرب من خلال العمل إلى رفعه من ثلاثة إلى ستة أمتار. كما تنوي إقامة سياج ثالث في جيب مليلة في محاولة لمنع تدفق المهاجرين. وتشعر الدول الأوروبية بالقلق من تزايد موجات الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها وتعمل جاهدة على الحيلولة دون وصول المهاجرين غير الشرعيين إليها من خلال تشديد الاجراءات الأمنية وسن القوانين الصارمة. وتحاول هذه الدول منذ سنوات تحصين حدودها الجنوبية رغم النجاح المحدود لذلك في منع الهجرة. وقد اقترح بعض المسؤولين الأوروبيين إقامة معسكرات للاجئين في شمال أفريقيا من أجل تجميعهم هناك قبل وصولهم إلى أوروبا. وتلقي الدول الأوروبية المسؤولية على دول شمال أفريقيا متهمة إياها بالفشل وعدم الرغبة في منع التسلل عبر أراضيها. ويسود العلاقات بين الجانبين بعض التوترات في الوقت الحالي بسبب هذا الملف كما هو عليه الحال بين الحكومتين المغربية والأسبانية.

موسم الهجرة إلى الشمال

مصيرهم مجهول كل مايعرفونه انه يطلق عليهم مهاجرون غير شرعيونصورة من: dpa

تقدر الأمم المتحدة أن حوالي 18 مليون أفريقي في طريقهم "إلى الشمال"، وان الكثيرين منهم موجودون حالياً قرب سواحل البحر الأبيض آو تائهون في الصحاري. وترتفع موجات "الهجرة إلى الشمال" بسبب الحروب والتوترات والكوارث الطبيعية والمجاعات في القارة السوداء. كما تساهم فيها شبكات المتاجرة بالآم المحتاجين وعذاباتهم من عصابات المافيا والتهريب والتزوير. ولاشك أن الدول الغربية تتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية تجاه الدول الفقيرة عموما والقارة الأفريقية بوجه خاص. فهذه القارة عانت الكثير من أثار الاستعمار الغربي الذي ترك لأبنائها كم من المشكلات السياسية والاقتصادية والحدودية التي تنهش في جسد شعوبها. كما أن العديد من الحروب الطاحنة بينها تقوم بالوكالة عن الغرب وبدعم منه. ويرى الكثير من صناع القرار في العالم أن على الأخير الآن تسديد جزء من فاتورة التنمية الأفريقية التي يمكن من خلالها الحد من الهجرة.

د. عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW