1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهجرة غير الشرعية: حين تبدأ أحلام الهجرة من الانترنيت وتنتهي في أعماق البحر

٨ مايو ٢٠١٠

يرى خبراء شاركوا في مؤتمر أوروبي عربي حول الهجرة، أن تأثير وسائل الإعلام وخصوصا تكنولوجيات الإعلام الحديث يتنامى بشكل متزايد في تشكيل أفكار ودوافع لدى الشباب في بلدان جنوب المتوسط في الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.

أحلام الشباب بـ "الفردوس"الأوروبي تبدأ من مواقع الدردشة وشبكات التواصل الإجتماعيةصورة من: AP

أكد خبراء شاركوا في مؤتمر احتضنته مدينة لاهاي الأسبوع الماضي حول الهجرة غير الشرعية، أن الشباب في بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط يعتمدون بشكل متزايد على تقنيات الإعلام الحديث وخصوصا شبكات التواصل الاجتماعي للتواصل مع نظرائهم الأوروبيين أو المهاجرين في أوروبا، بحثا عن فرص الهجرة وفي محاولة منهم لتخطي الحواجز الأمنية والقانونية المتعاظمة بين بلدان جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط.

وقال خالد شوكات، رئيس المنتدى العربي في هولندا، منظم مؤتمر لاهاي حول الهجرة غير الشرعية، في حوار مع دويتشه فيله، أنه بموازاة الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لظاهرة الهجرة غير الشرعية فإن "مسؤولية الإعلام ووسائل التثقيف العامة كالسينما قائمة"، وهو ما يقتضي، برأيه، "تدشين حوار إعلامي أوروبي عربي حول هذه المسألة" التي تتسبب سنويا في موت آلاف الشبان العرب والأفارقة في مياه البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

وسائل الإعلام في قفص الاتهام

جانب من أعمال مؤتمرلاهاي حول الهجرة غير الشرعية الذي قدم خلاله نموذج من برنامج خاص عن الهجرة غير الشرعية انجزه القسم العربي لراديو دويتشه فيله وموقعها الإلكترونيصورة من: DW

وتلعب وسائل الإعلام دورا أساسيا في تسليط الأضواء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وفي مضيق جبل طارق، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بمآسي إنسانية مثل غرق مهاجرين غير شرعيين في مياه البحر أو وقوع أحداث مثيرة في مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين على غرار أحداث الشغب التي شهدها أخيرا مركز احتجاز في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. بيد أن المادة الإعلامية التي تبثها القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية والصحافة في أوروبا حول أبعاد ظاهرة الهجرة غير الشرعية تثير النقاش بين الخبراء.

وفي حوار مع دويتشه فيله قال عيسى بوقانون، الخبير الإعلامي في جامعة ليون الفرنسية، أن متابعته لتقارير إخبارية وخصوصا برامج وثائقية بثتها عدد من القنوات الفرنسية مثل قناة (تي في 5) تفيد بأن التناول الإعلامي تغلب عليه الأبعاد الدرامية لمغامرات المهاجرين غير الشرعيين، لكنه "يفتقد في غالب الأحيان إلى كشف بعض الأبعاد الخفية مثل دور شبكات الجريمة المنظمة التي تستغل أحلام الشباب وأوهامهم عن الفردوس الأوروبي" ملاحظا الصعوبات المهنية والمخاطر التي يمكن أن تواجه وسائل الإعلام وخصوصا القنوات التلفزيونية عندما ترغب بإنتاج برامج خاصة عن هذا الموضوع.

وخلال مؤتمر لاهاي تم تقديم تجربة القسم العربي لراديو وموقع دويتشه فيله من خلال برنامج خاص حول المهاجرين المغاربيين غير الشرعيين في ألمانيا، كنموذج للتناول الصحفي الميداني والمتعدد الأبعاد لهذه الظاهرة المعقدة. كما قدم الخبير الإعلامي في جامعة لاهاي تيجاني بولعوالي نتائج دراسة أنجزها حول نماذج من مقالات تنشرها الصحافة الهولندية ويظهر من خلالها التركيز على المخاطر الأمنية لظاهرة الهجرة غير الشرعية على أوروبا. واعتبر أن كبريات الصحف الهولندية تميل إلى "تجريم المهاجرين غير الشرعيين وتتجاهل معاناتهم الإنسانية والأسباب التي تدفعهم إلى التفكير في الهجرة والمخاطرة بحياتهم".

البحث عن "الفردوس" الأوروبي عبر الانترنيت

مغامرات الشباب المغاربي تنتهي أحيانا كثيرة في أعماق البحر

ويعتقد الخبراء أن تأثير تكنولوجيا الإعلام الحديث في تشكيل أفكار الشباب وانطباعاتهم حول موضوع الهجرة ربما يفوق تأثير وسائل الإعلام التقليدية أي التلفزيون والراديو والصحافة رغم أهميتها الإستراتيجية. ولاحظ خالد شوكات، رئيس المنتدى العربي في هولندا ومنظم مؤتمر الهجرة غير الشرعية، أن الدوافع الثقافية والنفسية لدى الشباب للهجرة تزداد أهمية بسبب الدور المتعاظم الذي تلعبه وسائل الإعلام الحديثة وخصوصا الإنترنيت.

ويعتقد شوكات أن برامج التعليم والتثقيف العامة ووسائل الإعلام في دول الجنوب لم تعد مواكبة لتطلعات الشباب وهم لا يثقون فيها، لاسيما فئات خريجي الجامعات مشيرا في هذا الصدد إلى أن دراسة حديثة في جامعة تونس أظهرت أن 57 في المائة من طلابها يرغبون في الهجرة سواء للدراسة أو العمل أو الزواج. بالإضافة إلى ذلك أنجزت دراسات في كل من المغرب والجزائر أظهرت نسبا مشابهة أو أعلى حول رغبة الشباب في الهجرة.

ومن ناحيته يرى حسونة منصوري، الباحث المتخصص في السينما بجامعة أمستردام، أن الهجرة غير الشرعية أصبحت تحظى باهتمام متزايد في الأعمال السينمائية الحديثة لكنه لاحظ أن الشباب يتأثر أكثر بالصور والمشاهد التي تتضمنها فيديو كليبات والرسائل الإلكترونية والأفلام القصيرة التي تبثها المدونات ومواقع الشبكات الاجتماعية. والمثير كما يقول منصوري أن مضمونها يتجه في غالب الأحيان إلى تقديم قصص المهاجرين غير الشرعيين في قالب ملحمي كما يتم من خلالها تداول نماذج صور ومشاهد مغرية عن الحياة في أوروبا.

"نظرة إنسانية متوازنة" لظاهرة الهجرة غير الشرعية

مشهد عن هجرة جماعية من فيلم للمخرج غاري كلاركصورة من: Arne Höhne

وأمام اتساع الفجوة بين أحلام الشباب في بلدان الجنوب المتوسطي وواقع وفرص الهجرة المتاحة في أوروبا، أوصى مؤتمر لاهي حول الهجرة غير الشرعية، بتدشين حوار إعلامي عربي حول طريقة تناول هذه الظاهرة. واقترح المشاركون في المؤتمر إحداث مركز للتوثيق الإعلامي حول الهجرة غير الشرعية يضم البرامج التلفزيونية والإذاعية والأعمال الصحافية التي أنجزت حول الموضوع.

وكسبيل لتدارك الفجوة التي أحدثتها تكنولوجيا الإعلام الحديث، اقترح منصوري على منتجي ومخرجي الأعمال السينمائية في بلدان ضفتي المتوسط إنجاز أعمال سينمائية مشتركة تقدم صورة متوازنة وإنسانية عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية. كما اقترح المشاركون في مؤتمر لاهاي على دول جنوب المتوسط إدماج برامج تثقيفية في برامج التعليم لتوعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وتنظيم حملات إعلامية لمساعدة الشباب على عدم السقوط في براثن شبكات الجريمة المنظمة التي تستغل المهاجرين.

الكاتب: منصف السليمي – لاهاي

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW