1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهجرة غير الشرعية من مصر - رحلة الموت بحثا عن حياة أفضل

مصطفى هاشم- القاهرة٢٩ أبريل ٢٠١٥

تعتبر مصر محطة رئيسية لعصابات تهريب المهاجرين غير الشرعيين، إذ تغادر مراكب صيد متهالكة موانئ دمياط أو الإسكندرية وعلى متنها مهاجرون باتجاه إيطاليا أو اليونان، في حين يفضل العديد منهم تقصير مسافة العبور انطلاقا من ليبيا.

Symbolbild - Flüchtlingsboot Mittelmeer
صورة من: Marco Di Lauro/Getty Images

جمال عمر 47 عاما، سمسار تهريب سابق، سافر سابقا إلى إيطاليا عبر البحر ويحكي عن خلفية الشباب المهاجر بطرق غير شرعية ويقول: "هناك شباب يتركون دراسة الطب والهندسة خلال الدراسة بحثا عن لقمة العيش، وهم يعتقدون أن الجنة في أوروبا، حيث يرون اقرانهم الأقل تعليما سافروا إلى إيطاليا واشتروا أراضي وسيارات وبنوا بيوت".

ويلاحظ إن إولائك المهاجرين "يعلمون جيدا أنه من الممكن جدا أن يغرقوا" مضيفا أنه "يعرف شبابا خاضوا تجربة السفر أيضا حتى بعد أن غرق أشقائهم". ويشرح قائلا: "يتجمع الناس في سفينة متهالكة يرونها قبل أن يسافروا، ثم يترك أصحاب السفينة الركاب في عرض البحر أمام شواطئ أوروبا بنحو 2 كيلو متر ليخوضوا بقية المسافة سباحة حتى لا يتم القبض على أصحاب السفينة".

ويستطرد المتحدث أن الصعوبات تبدأ بعد الوصول لإيطاليا. فليس من السهل ان يجد المهاجر عملا، خاصة في وضعه غيرالقانوني، مشيرا إلى أنه إذا كان لدى الشخص المهاجر أقارب هناك فقد يكون الوضع أفضل نسبيا.

ويحكي الشاب "ع. ع" وهو في 22 من العمر من قرية قصر الباسل في محافظة المنوفية تجربة سفره إلى أوروبا عن طريق البحر حيث كان عاملا في ليبيا في مجال البناء، وكانت ظروفه المادية صعبة وأراد العبور إلى أوروبا. وقد دفع "ع. ع" 5 آلاف دولار لصاحب المركب وهو المبلغ الذي حصل عليه من عمله على مدى عام كامل. ويضيف أن "صاحب المركب احتجزني وسط مجموعة كبيرة من جنسيات مختلفة لمدة 12 يوما متواصلة في ظل سوء معاملة وأكل رديء" ويستدرك قائلا:"فوجئنا بان صاحب المركب لن يسافر معنا، وقام بتدريبنا على قيادة المركب لعدة ايام وعلى استخدام البوصلة ، المركب كان عبارة عن مركب صيد متهالك من قطع خشب ومحرك فقط، وأجبرنا على عدم حمل أي شيء معنا داخل المركب وطلب منا النزول في البحر والسباحة حتى الوصول إلى البر بعيدا عن أنظار خفر السواحل"

مئات المهاجرين يلقون مصرعهم في البحر قبل الوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطاليةصورة من: Reuters/Vista via Reuters TV

ويتابع: "ركبنا آملين في حياة أفضل، كما وعدنا أصدقاؤنا وأقاربنا بذلك. ومكثنا في البحر 17 ساعة ووصلنا فعلا للساحل الإيطالي وعمنا في البحر لكن السلطات الإيطالية اكتشفت أمرنا ورحلتنا إلى ليبيا ومنها إلى مصر".

أسباب الهجرة من مصر

ليس الفقر وحده هو الذي يحرك الشباب للتوجه إلى أوروبا، فالشعور بالاضطهاد السياسي يدفع بالبعض للهجرة، ومنهم شريف (26 عاما)، فهو تخرج من كلية التجارة ويعمل في مجال التحليل المالي بأحد البنوك، وهو أحد الشباب الإسلاميين المعارضين لنظام السيسي، ويخطط للسفر إلى أوروبا إما من خلال منحة أو بأي طريقة آخرى.

ويكشف الصحفي أحمد سباق من محافظة مرسى مطروح الحدودية مع ليبيا والتي ينطلق منها معظم المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا أن طريقة تهريب المهاجرين تتم كما يلي: "يبدأ الموضوع بسمسار يأتي بمجموعات صغيرة من المهاجرين من المحافظات ، فضلا عن جنسيات أخرى كالسوريين والصوماليين، فيسلمهم إلى سمسار آخر في مطروح، ثم يمكثون هناك في بيوت المهربين حتى يتم تجميع نحو 200 شخص أو أكثر، ثم يتم نقلهم عبر سيارات دفع رباعي في الصحراء"

الصحفي أحمد سباق من محافظة مرسى مطروح الحدوديةصورة من: Ahmed Spaq

ويضيف الصحفي قائلا:"هناك 10 إلى 12 دروب صحراوية في جنوب السلوم وجنوب سيوة. ويكون المرشد معهم خبيرا بالطرق الصحراوية وبمسافاتها وأمنها، خاصة مع وجود ألغام كثيرة على الحدود بين مصر وليبيا". كما يشير المتحدث إلى أن الجيش يقبض يوميا على نحو 50 مهاجرا غير شرعي من جنسيات مختلفة.

تبلغ تكلفة الرحلة حوالي 5 آلاف جنيا مصريا لكن السعر ارتفع أخيرا إلى 8 آلاف جنيه بعد زيادة عدد المهاجرين السوريين الذين يدفعون ما بين 800 و1000 دولار تقريبا. وقد أصبحت محافظات الصعيد أكثر المحافظات التي ياتي منها الشباب الذين يريدون الهجرة. فمنهم من يريد أن يصل إلى ليبيا فقط للعمل هناك ومنهم من يكون هدفه العبور إلى أوروبا.

السوريون والهروب من الجحيم

لم يعد يقتصر سوق الهجرة غير الشرعية على المصريين فقط، بل امتد إلى اللاجئين المقيمين في مصر، ومنهم السوريين. حسين حمداوي، 26 عاما، كان يدرس الإعلام في سوريا ونجح في السفر من دمشق إلى القاهرة قبل إدراج اسمه في المطار كمطلوب من الجيش. كانت مصر محطته الأولى في رحلته الشاقة. وانطلق من القاهرة إلى السلوم على الحدود مع ليبيا (700 كيلو متر تقريبا) واتفق مع مهرب ليدخله إلى ليبيا وبالفعل تم ذلك.

"كنت أعرف أصدقاء في ليبيا يعملون في الإعلام وبالفعل وصلت العاصمة طرابلس وعملت في قناة العاصمة كمحرر للأخبار في شهر أغسطس عام 2012 لكن بعد عام ونصف تغيرت الأحوال واندلع صراع شديد بين العلمانيين والإسلاميين وتم الاعتداء على القناة من قبل جماعات مسلحة.

نورهان عبد العزيز - باحثة بمركز دراسات الهجرة واللاجئين بالجامعة الأمريكية بالقاهرةصورة من: DW/M. Hashem

ويتابع "أصبحت مستهدفا لأنني كنت أعمل في قناة ليبرالية، كما انتهت صلاحية جواز سفري. تواصلت مع مفوضية اللاجئين لأكثر من 3 أشهر لكن بدون جدوى، فقررت الرحيل لأوروبا عبر البحر هربا من الموت".

المهاجرون – ضحايا المتاجرين بالبشر

تقول نورهان عبد العزيز الباحثة بمركز دراسات الهجرة واللاجئين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن معظم الذين يضطرون للهجرة غير الشرعية يصنفون بأنهم ذات كفاءة منخفضة حيث من الصعب أن يجدوا فرصة عمل بطريقة مشروعة في الدول الأوروبية، فيسافرون بدون أوراق رسمية ويعملون إما في مطاعم أو أسواق واعمال ذات دخل منخفض بالنسبة للدخول المرتفعة في هذه الدول.

وتحذر الباحثة عبد العزيز من أن المهاجر غير الشرعي قد يجد نفسه ضحية لعصابات الاتجار بالبشر، حيث إن"حالات عديدة قد تبدو بداية كعمل تهريبي إلا أنها تصبح عبارة عن تجارة بالبشر.. هناك علاقات قوية بين عصابات التهريب وعصابات الاتجار بالبشر وبالتالي فإن ذلك يعتبر جريمة منظمة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW