تحاول القوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي التقدم في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليوم الثاني من هجوم واسع يهدف في النهاية إلى استعادة العاصمة صنعاء التي سقطت بأيدي المتمردين منذ سنة.
إعلان
قالت مصادر عسكرية موالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم الاثنين (14 سبتمبر/ أيلول 2015) إن الهجوم الذي أطلق أمس في محافظة مأرب، يجري على ثلاثة محاور تقع في شمال غرب هذه المنطقة الصحراوية باتجاه صنعاء.
وتقع محافظة مأرب النفطية في وسط اليمن شرق صنعاء، ولها أهمية استراتيجية كبيرة لاستعادة العاصمة. وقال مصدر عسكري إن "الهدف هو قطع طريق إمداد الحوثيين".
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
7 صورة1 | 7
وتحاول القوات الموالية للحكومة اليمنية التقدم انطلاقاً من العبر البلدة غير البعيدة عن الحدود مع السعودية، باتجاه أربع مناطق تقع في شمال غرب محافظة مأرب باتجاه صنعاء. وأضافت مصادر عسكرية أن هذه المناطق هي قطاعا صرواح وجدعان ومفرق الجوف وحريت.
لكن هذا التقدم يصطدم ببعض المقاومة على ما يبدو بعد إعلان مقتل جندي إماراتي في العمليات. وقالت قيادة الجيش الإماراتي في بيان بثته وكالة إنباء الإمارات إن "قواتنا المسلحة شنت عمليات ناجحة حققت من خلالها تقدما على الأرض في مأرب ودحرت ميليشيات الحوثيين الانقلابية في نطاق العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف العربي".
وأضافت في البيان أنه "خلال هذه العمليات استشهد أحد جنودنا البواسل أثناء مشاركته مع قوات التحالف العربي للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ".
والإمارات من الدول الرئيسية المشاركة في هذا التحالف. وقد خسرت 52 جندياً بصاروخ أطلق في الرابع من أيلول/ سبتمبر في وسط اليمن. وقتل سبعة جنود إماراتيين قبل ذلك في عمليات أخرى. وبذلك ترتفع حصيلة الجنود الإماراتيين القتلى في اليمن إلى ستين على الأقل.
وكان عشرة جنود سعوديين وخمسة بحرينيين قتلوا في هجوم الرابع من أيلول/ سبتمبر الذي كان الأعنف ضد قوات التحالف منذ بداية الحملة على اليمن في 26 آذار/ مارس.
وبالتزامن مع الهجوم البري، ركز التحالف غاراته على المنطقة الجنوبية من محافظة مأرب حيث يتمتع الحوثيون بوجود قوي. وقالت المصادر العسكرية اليمنية إن ثلاثة مواقع لتجمع المتمردين استهدفت مساء الأحد. وأضافت أن الغارات استهدفت خصوصاً محيط العين ومحيط بيحان على حدود محافظة شبوة جنوب اليمن، التي تمت استعادتها من المتمردين في تموز/ يوليو.