يشهد المشهد السوري عشية انطلاق جولة جديدة من مفاوضات، ربما تكون حاسمة، تطورات تنذر بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار الهش في ظل استعدادات النظام وقوى إسلامية متطرفة لمعركة مصيرية في حلب.
إعلان
تواجه الهدنة في سوريا خطر الانهيار عشية استئناف مفاوضات السلام في جنيف، في ظل استعدادات يقوم بها النظام وجبهة النصرة لمعركة حاسمة في محافظة حلب في شمال البلاد.
من جهة أخرى، تنظم السلطات السورية يوم الأربعاء انتخابات تشريعية هي الثانية منذ بدء النزاع السوري في آذار/مارس 2011، لا يتوقع أن تحمل أي مفاجأة، كونها محسومة سلفا لصالح النظام.
وأعربت واشنطن عن قلقها بشأن "تصاعد العنف" في الآونة الأخيرة في سوريا، واحتمال انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم بتوافق أميركي روسي وهو سار إجمالا مع خروقات منذ نحو شهر ونصف.
ميدانيا، قتل اليوم الثلاثاء(12 نيسان/ابريل) عسكريان روسيان في تحطم مروحيتهما قرب مدينة حمص في وسط سوريا، على ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. ويشارك الطيران الحربي الروسي منذ أيلول/سبتمبر في العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام السوري ما سمح لهذه القوات بتحقيق تقدم على الأرض، ومكنها من استعادة مدينة تدمر من تنظيم ما يسمى "بالدولة الإسلامية" الأسبوع الماضي.
وتكثفت المعارك حول مدينة حلب (شمال) اليوم الثلاثاء بين القوات النظامية من جهة وجبهة النصرة وعدد من الفصائل المقاتلة من جهة أخرى على جبهات تقع على امتداد الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق.
ويستثني اتفاق وقف الأعمال القتالية تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة اللذين يسيطران حاليا على أكثر من نصف الأراضي السورية، إلا أن انخراط جبهة النصرة في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة، ومشاركة الفصائل في المعارك وتوسع هذه المعارك، عناصر من شأنها أن تهدد الهدنة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "هناك تجدد ملحوظ للعمليات العسكرية وبخاصة في محافظة حلب بالمقارنة مع شهر آذار/مارس". وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية أرسلت يوم أمس الاثنين تعزيزات إلى جنوب وشرق وشمال محافظة حلب. كما عززت جبهة النصرة وحلفاؤها مواقعهم في المنطقة. أمر قد يشير إلى حدوث معركة عنيفة ربما مع انطلاق جولة المفاوضات الجديدة في الأيام الثلاثة المقبلة.
ح.ع.ح/رز(أ.ف.ب)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.