1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الهرب" - دراما تلفزيونية تثير المخاوف من "مراجعة التاريخ الألماني"

دويتشه فيله (أ.أ)١٣ مارس ٢٠٠٧

سلط عرض دراما تلفزيونية ألمانية عن معاناة النازحين الألمان من شرق أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية الضوء على وجه جديد من تداعيات الحقبة النازية، لأنها عالجت موضوعاً طالما أعتبر من محرمات التاريخ الألماني.

ماريا فينجلر تمثل دور الكونتيسة لينا في "الهروب"صورة من: ARD Degeto/Conny Klein

جلس أكثر من 11 مليون مشاهد ألماني أمام شاشات التلفاز لمشاهدة الجزء الأول من الدراما التلفزيونية "الهرب"، التي تقع في جزأين وعرضتها مؤخراً قناة التلفزة الألمانية الرسمية الأولى. وقد تختلف هذه الدراما عن مثيلاتها التي تناولت وقائع وأحداث الحرب العالمية الثانية كونها سلطت الضوء على المواطنين الألمان الذين فروا من شرق أوروبا في نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد حازت الدراما على أفضل التقديرات على صعيد الوسط الفني الألماني لأنها تناولت حقبة مهمة من تاريخ ألمانيا، غيبت فيها معاناة الكثير من النازحين الألمان.

وتدور قصة "الهرب" في بداية عام 1944 وتتناول قصة الكونتيسة لينا فون مالينبيرغ، التي اضطرت الى مغادرة برلين إلى بلدتها في شرق بروسيا للاعتناء بوالدها وبمزرعة عائلتها حينما اقتربت القوات السوفيتية بعد هزائم القوات الألمانية وانكسارها في الأشهر الأخيرة من الحرب. وعندما تصل الكونتيسة ترى ان بلدتها قد تحولت الى ساحة حرب، الأمر الذي يدفعها مجدداً، حالها في ذلك حال آلاف النساء والأطفال، الى ان تيمم وجهها صوب جنوب ألمانيا في البرد القارص وتحت وابل من قنابل الجيش السوفيتي.

"تحذير من مخاطر مراجعة التاريخ"

دراما تلفزيونية تناقش موضوع طرد الألمان في نهاية الحرب العالمية الثانيةصورة من: AP

على الرغم من وقائع الحرب العالمية الثانية وأهوالها قد أصبحت مادة للكثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، فإن رئيس الوزراء البولندي المحافظ ياروسلاف كاتشنسكي أبدى قلقه من تمثيل الأحداث التاريخية، موضحاً أن أية "محاولة لمراجعة التاريخ المتعلق بالحرب العالمية الثانية تتطلب حذراً شديداً". ولا يعتقد كاتشنسكي ان هذا الاتجاه في تناول موضوعات الحرب العالمية يشكل خطراً على بولندا و أوروبا فحسب، بل أعرب كذلك عن أمله في أن تتوقف ألمانيا عن إنتاج مثل هذه الأعمال الفنية. غير أن الممثلة ماريا فينجلر، التي أدت دور الكونتيسة لينا، أملت أن تتيح هذه الدراما فرصة أمام الشباب والكبار لفتح باب النقاش عن أكثر حقب التاريخ الألمانية وحشية ودموية. أما المخرج كاي فيسيل فأكد على عدم رغبته بالتركيز على إلقاء اللوم أو إعطاء شعور بالثأر وإنما أراد تقديم عمل يعرض الحقيقة التي رآها الضحايا من منظورهم.

تناول معاناة الألمان على لائحة المحرمات

طالما تجنب الألمان الخوض في الحديث عن أكثر من 14 مليون ألماني تم طردهم من بولندا وهنغاريا وتشيكوسلوفاكيا السابقة بعيد نهاية الحرب العالمية الثانية وإسدال الستار على الحقبة النازية. ويقدر المؤرخون عدد الذين توفوا او قتلوا اثناء هذا النزوح الجماعي بأكثر من مليوني شخص. الجدير بالذكر ان وزير الثقافة الألماني بيرند نويمان كان من بين الذين أثنوا على العمل الدرامي، الذي أظهر القوات السوفيتية وهي تطلق النار على الأطفال وتغتصب النساء. ووصف الوزير الألماني الدراما بأنها إنجاز سينمائي أماط اللثام عن معاناة الألمان المطرودين من شرق أوروبا.

مخاوف من تقليل أهوال جرائم النازية

وعلى الرغم من تأكيد القائمين على إنتاج الدراما على ان هدفهم يكمن في تسليط الضوء على المعاناة الفردية لكل ضحايا الحرب العالمية الثانية، إلا أن هناك مخاوف مبررة من إساءة فهمها وتوظيفها للتقليل من مسؤولية ألمانيا عن جرائم الحقبة النازية. الجدير بالذكر ان الكثير من الجماعات اليمينية المتطرفة تلجأ مراراً وتكراراً الى توظيف معاناة النازحين الألمان من بلدان شرق أوروبا بهدف التخفيف من ثقل المسؤولية التاريخية عن الكثير من أهوال الحرب العالمية الثانية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW