الهروب إلى الأمام..وصفة دورتموند لنسيان "الدرس" البافاري
٨ أبريل ٢٠١٩
يبدو أن فريق دورتموند لكرة القدم يريد وبسرعة طي صفحة موقعة السبت التي انهزم فيها وبقسوة من قبل غريمه بايرن ميونيخ. إذ أن إدارة الفريق منشغلة حاليا بصفقة قد تكون الأعلى في تاريخ النادي.
إعلان
بعد الخسارة الموجعة التي تلقاها بروسيا دورتموند في منافسات الجولة 28 من منافسات الدوري الألماني، أمام "بارون" البوندسليغا بايرن ميونيخ بخمسة أهداف نظيفة، لم يتبق أمام الأول بعد أن فقد صدارة الدوري سوى الهروب إلى الأمام.
فالنادي يخطط لإبرام أغلى صفقة في تاريخه عبر ضم البلجيكي تورغان هازارد مهاجم مونشنغلادباخ (صاحب المركز الخامس)، وفق ما كشفت عنه مجلة "كيكر" الألمانية في عددها الصادر الاثنين (الثامن أبريل/ نيسان). ولأن هازارد رفض تجديد عقده مع غلادباخ إلى ما بعد موسم 2020، وجد النادي نفسه مجبرا على بيعه للاستفادة على الأقل من قيمة الشرط الجزائي.
وحسب "كيكر" سيدفع دورتموند نحو 40 مليون يورو لإتمام الصفقة، لتكون وفي حال إبرامها رسميا، الأعلى في تاريخ النادي الأسود والأصفر، بعد صفقة الدولي أندري شورله والتي بلغت في عام 2016 نحو 30 مليون يورو.
ومن المفترض أن يعوّض هازارد الأمريكي كريستيان بوليسيتش الذي أهدى خزائن دورتموند أزيد من 64 مليون يورو بانتقاله رسميا إلى تشيلسي الإنجليزي، مع بقاءه إلى نهاية الموسم مع الفريق على سبيل الإعارة. في المقابل، من غير المؤكد، ما إذا سيكون هازارد قادرا على تعويض الفراغ الذي سيتركه بوليسيتش، خاصة وأن الدولي البلجيكي صائم منذ الأسبوع الـ16 من الدوري الألماني عن التهديف، رغم أن النصف الأول من الدوري الألماني كان مثاليا بالنسبة له، بمجموع تسعة أهداف، كما أنه صنع ستة.
"الدرس" البافاري
صفقة هازارد هذه تتضح تفاصيلها في وقت يريد فيه النادي محو آثار موقعته أمام بايرن. ولا غرابة أن ما يصدر عن مسؤولي النادي وإن اختلفت أسماءهم منذ الهزيمة، يمكن تلخيصه في جملة واحدة مفادها أن اللقب لم يحسم بعد. وفي واقع الأمر، هذا كلام صحيح تماما بحكم أن الفارق لا يتعد نقطة واحدة. وبالتالي فإن حظوظ دورتموند وبايرن متساوية، والطريق لا تزال محفوفة بست جولات كاملة.
مواجهات خالدة بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند
ركلات كونغ فو، فوز بدزينة أهداف ومهاجم لحِراسة المرمى. لقطات وحوادث غريبة رافقت مباريات التنافس المحموم بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند. لكن لقاء القمة رقم 102 بين قطبي الكرة الألمانية يعد بالمزيد من الإثارة.
صورة من: imago/Team 2
فوز ساحق على "الأرض الحمراء"
إحدى أولى المواجهات بين الغريمين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند انتهت بفوز كبير لأسود ويستفاليا، حين فاز دورتموند عام 1967 برباعية نظيفة على الفريق البافاري في ملعب "الأرض الحمراء" الشهير في مدينة دورتموند. بالمناسبة كانت أرضية الملعب من العشب الأخضر كبقية الملاعب وعلى خلاف تسميته.
صورة من: picture-alliance/dpa
سيناريو الفوز الأكبر
لا ينسى عشاق بايرن يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، حين كتب "هداف الأمة" غيرد مولر (الثاني من اليسار في الصورة) سيناريو أقسى خسارة في تاريخ دورتموند أمام بايرن. إذ سجل للفريق البافاري أربعة أهداف في المباراة التي انتهت بـ11 لبايرن مقابل هدف يتيم لدورتموند. وهو أكبر فوز لبايرن في منافسات البوندسليغا.
صورة من: picture-alliance/dpa
كيف يمكن له أن يفشل في التسجيل؟
هذا السؤال طرح آنذاك الكثير من عشاق دورتموند وبايرن على حد سواء بعد أن قام مهاجم دورتموند فرانك ميل (يسار الصورة) بمراوغة حارس مرمى بايرن جان ماري- بفاف في المباراة بين الفريقين في التاسع من آب/ أغسطس 1986. وفيما كان الجميع ينتظر هدف ميل في المرمى الفارغ، سدد مهاجم دورتموند الكرة إلى قائم المرمى بعد أن أراد التسجيل بحركة فنية، لكن عبثاً...
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
أيها البكّاء!
كان لاعب دورتموند أندرياس مولر (يمين الصورة) شخصية غريبة على أرض الملعب، يتألق تارة بمهاراته الرائعة، ويثير الجدل تارة أخرى بسقوطه المصطنع، ما دفع لوتار ماتيوس لاعب بايرن ميونيخ إلى التشنيع به خلال مباراة بين الفريقين عام 1997، إذ قام بحركة بيديّه تعني أن مولر ليس سوى شخص ضعيف سريع البكاء، ما أثر على علاقتهما حتى في صفوف منتخب ألمانيا.
صورة من: imago/Team 2
من حارس مرمى إلى لاعب الكونغ فو
حارس بايرن السابق أوليفر كان لم يكن يتمتع أيضاً بعلاقات جيدة مع لاعبي دورتموند. في إحدى المباريات بين الفريقين بنيسان/ أبريل 1999 كان الحارس العملاق عدائياً للغاية. إذ قفز بحركة كونغ فو مؤلمة باتجاه مهاجم دورتموند السويسري ستيفان تشابوسات، الذي تفاداها في اللحظة الأخيرة. كما أمسك كان بمهاجم دورتموند الآخر هايكو هيرليش من رقبته.
صورة من: imago/Team 2
معركة للمتهورين
المباراة التي جمعت الفريقين في نيسان/ أبريل 2001 كانت حامية بكل المقاييس، ولم يسبق لأي مباراة بينهما أن شهدت مثل هذه الخشونة المتبادلة في اللعب. إذ أشهر الحكم بطاقته الحمراء ثلاث مرات، والصفراء 13 مرة في المباراة التي تحولت إلى سلسلة طويلة من التوقفات بسبب المخالفات.
صورة من: imago/Team 2
مواجهة عدائية
استمر التنافس المحموم بين الفريقين في مطلع الألفية أيضاً. كان مهاجم ميونيخ البرازيلي جيوفاني إلبر (يسار الصورة) من الشخصيات المرحة، لكن حارس بروسيا دورتموند ينس ليمان، المعروف بالمحرض، نجح في استفزاز إلبر في شباط/ فبراير 2002. وخلّدت الصورة هذه المواجهة العدائية بين الاثنين.
صورة من: imago/WEREK
مهاجم يحمي شباك دورتموند
في المباراة بين الفريقين بتشرين الثاني/ نوفمبر 2002 أُجبر مهاجم دورتموند التشيكي يان كولر على حراسة عرين أسود ويستفاليا، بعد أن أشهر الحكم البطاقة الحمراء يوجه الحارس ينس ليمان. وعلى الرغم من تمكنه من صد عدة كرات، إحداها لميشائيل بالاك، إلا أن الفريق البافاري فاز في النهاية بهدفين كانا قد سُجلا في مرمى ليمان مقابل هدف واحد.
صورة من: imago/MIS
أيما إذلال!
فاز بروسيا دورتموند بنهائي كأس ألمانيا عام 2012 في مباراة كانت أقرب ما تكون إلى درس قاسٍ للنادي البافاري، إذ سجل أسود ويستفاليا خمسة أهداف في شباك بايرن مقابل هدفين. وتحدثت الصحف الألمانية حينئذٍ عن تمكن دورتموند من إذلال الفريق البافاري.
صورة من: imago sportfotodienst
آرين روبن وهدفه الذهبي
كان ذلك الإنجاز الأكبر للعملاق البافاري بعد أن حسم نهائي أبطال أوروبا في ملعب ويمبلي بلندن عام 2013 على حساب دورتموند. وسجل هدف الفوز نجم بايرن السابق الهولندي آرين روبن لتنتهي المباراة بهدفين مقابل هدف واحد. في ذلك الموسم حقق البافاري الثلاثية التاريخية ليتربع على عرش المجد الأوروبي.
صورة من: Reuters
السمعة أولاً
يمكن وصف كأس السوبر الألماني بأنه من الألقاب الصغيرة. ولم يكن الفائز بلقب الدوري أو لقب كأس ألمانيا يعيره أهمية كبيرة. عادة ما تكون هذه المباراة بمثابة اختبار لموسم جديد. لكن في مباراة كأس السوبر عام 2016 كانت الأجواء متوترة ومثيرة للغاية. في النهاية فاز بايرن بهدفين مقابل لا شيء لدورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa/Revierfoto
حصيلة ثقيلة
في المباراة التي جمعت الفريقين بآذار/ مارس 2018 أدخل بايرن نصف دزينة من الأهداف في مرمى بروسيا دورتموند، ليثبت من جديد أنه سيد الكرة الألمانية. وتكشف الإحصائيات أن 99 مباراة بين الفريقين حصيلتها: 45 فوزاً لبايرن، و25 انتصاراً لدورتموند، و29 مباراة انتهت بالتعادل.
صورة من: imago/ActionPictures/P. Schatz
صفعة بافارية
انتهت المواجهة المائة بين قطبي الكرة الألمانية التي جرت في أبريل/ نيسان 2019 بخماسية نظيفة للبافاريين سحقت طموحات دورتموند باللقب، فقد كان قبلها متصدراً لجدول الترتيب. وفي نهاية الموسم خطف بايرن لقب الدوري. وفي المباراة التي تلتها كرر بايرن الفوز على ملعبه برباعية نظيفة.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
مدرجات خالية
اللقاء 102 بين الناديين سيتذكره عشاق الكرة بشكل خاص، إذ سيجري بدون جمهور بسبب جائحة كورونا وتداعياتها. ويتسلح دورتموند الذي لم يخسر على ملعبه هذا الموسم، بمهاجمه النرويجي إيرلينغ هالاند وهو متعطش للانتقام لنفسه بعد خسارة جولة الذهاب. وتميل الكفة لصالح بايرن في المحصلة، إذ فاز بـ 47 مباراة، بينما لم يفز دورتموند سوى بـ25 وتعادلا في 29 مباراة.
صورة من: Reuters/M. Meissner
14 صورة1 | 14
بيد أن الأداء الكارثي لكتيبة المدرب لوسيان فارف شكك بقوة حول مدى أهلية الفريق الأسود والأصفر للفوز بلقب الدوري. ومنذ مساء السبت لا يجد قائد الفريق ماركو رويس شاغلا آخر سوى وضع يده على الجرح النازف، موجها انتقاداته اللاذعة لزملائه وحتى إلى المدرب ضمن عملية تحفيز موجعة.
ولأن الهزيمة ذات بعد رمزي، فإن رويس يصر على أن فريقه دائما ما يسعى أن يكون ندا لبايرن، لكن المباراة أظهرت "أننا بعيدين عنهم بأميال"، يقول لاعب خط الوسط. الأسباب الحقيقة بالنسبة لرويس تكمن في عقلية الاستسلام التي سقط فيها لاعبو دورتموند أمام اجتياح بافاري كاسح. ولم يعد أمام دورتموند خيار آخر، سوى إسدال الستار على هذا "الدرس" كما وصف المباراة المدرب لوسيان لوفارف والتطلع إلى الأمام. ومن حسن حظ دورتموند أنه سيواجه في الجولة القادمة فريق ماينز صاحب المركز 12، في مهمة لا بد له فيها أن ينتزع نقاط المباراة كاملة. عكس بايرن، الذي سيواجه دوسلدورف على أرضه. علما أن وهذا الفريق يمر بفترة صحوة فريدة قد تطيح البافاريين في فخٍ غير محمود.