الهند: توقيف 3 أشخاص على خلفية تطبيق "لبيع مسلمات في المزاد"
٥ يناير ٢٠٢٢
الشرطة الهندية توقف ثلاثة متهمين بإنشاء تطبيق مزيف على الإنترنت يعرض "نساء مسلمات للبيع" في المزاد. ونشرت صور أكثر من 100 امرأة من بينهن مدافعات عن قضايا تتعلق بالهنود المسلمين على التطبيق إلى جانب رسائل مهينة.
إعلان
أعلنت الشرطة الهندية، اليوم الأربعاء (الخامس من يناير/كانون الثاني 2022)، القبض على ثلاثة أشخاص على خلفية صلاتهم المزعومة بتطبيقٍ إلكتروني أثار شكاوى بسبب إهانة نساء مسلمات عن طريق مشاركة صور أكثر من 100 منهن في "مزاد" مزيف عبر الإنترنت.
وقال هيمانت ناجرالي قائد شرطة مومباي في بيان صحفي إنه تم القبض على ثلاثة أشخاص، رجلين عمرهما 21 عاما وفتاة عمرها 18 عاما، في ولاية اوتاراخـُند ومدينة بانجالور، التي تعد مركز تكنولوجيا المعلومات في البلاد.
علمانية الهند مهددة بعد اتهامات التمييز ضد المسلمين؟
23:08
وذكر ناجرالي أنه: "تم رفع صور عدة نساء مرموقات في المجتمع على تطبيق بولي باي وحساب بموقع تويتر، وتحمل الصور تعليقات مسيئة". وأضاف ناجرالي: "أطلقنا التحقيق في الثاني من كانون الثاني/يناير، بعد يوم من تقديم إحدى النساء التي استهدفها التطبيق شكوى لنا"، وأشار إلى عدم إمكانية الإدلاء بمزيد من التفاصيل نظرا لحساسية المسألة.
وظهر تطبيق بولي باي على منصة تطوير "جيت هاب" للبرمجيات مفتوحة المصدر يوم السبت الماضي، وتم حذفه بعد ساعات. وقال وزير تكنولوجيا المعلومات الهندي أشويني فايشناو إن المنصة حظرت المستخدم كما نسق فريق الاستجابة الطارئة بوزارته مع الشرطة لاتخاذ المزيد من الإجراءات.
وكانت عدة نساء مسلمات بارزات، من بينهن صحفيات وطيارة وسياسية، ضمن أكثر من 100 امرأة تم العثور على صورهن على الموقع مرفوقة بعبارات مهينة، أشارت إلى عرضهن للبيع، حسبما ذكرت صحيفة "إنديان إكسبريس".
إرث غاندي وجناح ـ سبعة عقود من الصراع بين الهند وباكستان
في الخامس عشر من آب/ أغسطس عام 1947 انقسمت "الهند البريطانية" إلى دولتين :الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة. ويستمر العداء بين الدولتين لحد اليوم على الرغم من بعض الجهود لتحسين العلاقات الثنائية.
صورة من: AP
ولادة دولتين
في عام 1947، تم تقسيم "الهند البريطانية" إلى دولتين- الهند وباكستان. وكان مؤسس باكستان محمد علي جناح وحزب الرابطة الإسلامية في الهند قد طالبا باستقلال ذاتي للمناطق ذات الأغلبية المسلمة في الهند غير المقسمة، وفي وقت لاحق بدولة منفصلة للمسلمين. اعتقد جناح أن الهندوس والمسلمين لا يمكنهما الاستمرار في العيش معاً، لأنهما كانا يمثلان "أمتان" مختلفتان تماماً.
صورة من: picture alliance/dpa/United Archives/WHA
شلال الدم
وكان للتقسيم تبعات وخيمة، إذ بدأت عقب ولادة الهند وباكستان، أعمال شغب جماعية عنيفة في العديد من المناطق الغربية، معظمها في منطقة البنجاب، الواقعة بين الهند وباكستان. ويقول المؤرخون إن أكثر من مليون شخص لقوا حتفهم في الاشتباكات، كما هاجر الملايين من الأراضي الهندية إلى باكستان ومن الجانب الباكستاني إلى الهند.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Images
حرب 1948
وقد اشتبكت الهند وباكستان حول كشمير بعد استقلالهما. وكان زعيم هندوسي يحكم منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، لكن جناح، مؤسس باكستان، أرادها أن تكون جزءاً من الأراضي الباكستانية. قاتلت القوات الهندية والباكستانية في كشمير في عام 1948، مع سيطرة الهند على معظم أجزاء الوادي، في حين احتلت باكستان منطقة أصغر. وتواصل الهند وباكستان الاشتباك حول كشمير.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
العلاقة بين الولايات المتحد وكندا نموجاً
ويقول بعض المؤرخين أن جناح والمهاتما غاندي أرادا إقامة علاقات ودية بين الدول المستقلة حديثاً. فعلى سبيل المثال، اعتقد جناح أن العلاقات بين الهند وباكستان يجب أن تكون مشابهة لتلك التي تربط بين الولايات المتحدة وكندا. ولكن بعد وفاته في عام 1948، تصادم خلفائه مع نيودلهي.
صورة من: AP
روايات مختلفة
إلا أن الحكومتان الهندية والباكستانية تقدمان روايات مختلفة جداً عن التقسيم. فبينما تؤكد الهند على حركة المؤتمر الوطني الهندي ضد الحكام البريطانيين - مع غاندي كمهندس رئيسي لها - تركز الكتب المدرسية الباكستانية على "صراع" ضد كل من القمع البريطاني والهندوسي. والدعاية الحكومية في كلا البلدين ترسم بعضها البعض كـ "عدو" لا يمكن الوثوق به.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
توتر العلاقات
وبقيت العلاقات الدبلوماسية بين الهند وباكستان متوترة طيلة العقود السبعة الماضية. وقد ساهمت قضية الارهاب الإسلاموي في توتر العلاقات بين البلدين في السنوات القليلة الماضية واتهمت نيودلهي اسلام اباد بدعم الجهاديين الاسلاميين بشن حرب في كشمير، التي تسيطر عليها الهند، كما تتهم الهند الجماعات التي تتخذ من باكستان مقراً لها بشن هجمات ارهابية على الأراضي الهندية. من جهتها تنفي اسلام اباد هذه الاتهامات.
صورة من: Picture alliance/AP Photo/D. Yasin
المضي قدماً نحو تحسين العلاقات
ويحث كثير من الشباب في كل من الهند وباكستان حكومات بلديهم على تحسين العلاقات الثنائية. ويرى المخرج الوثائقي وجاهات مالك، الذي يتخذ من إسلام آباد مقراً له، أن أفضل طريقة لتطوير العلاقات بين البلدين هي من خلال المزيد من التفاعل بين شعوبهما. وقال مالك لـDW: "التجارة والسياحة هما الطريق نحو تحسن العلاقات بالنسبة لنا. فعندما يجتمع المواطنون معا، ستحذو الدول حذوهم". الكاتب: جانينا سيمينوفا/ إيمان ملوك