الهند وباكستان ـ وقف إطلاق نار هش وواشطن تعرض المساعدة
حسن زنيند أ ف ب، د ب أ
١١ مايو ٢٠٢٥
لا يزال وقف إطلاق نار هش ساريا بين الهند وباكستان اليوم الأحد بعد ساعات من القتال الليلة الماضية بين الجارتين المسلحتين نوويا، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيعمل على توفير حل بشأن كشمير.
جندي هندي في الجانب الهندي من إقليم كاشمير المتنازع عليه (العاشر من مايو 2025)صورة من: Mukhtar Khan/AP photo/picture alliance
إعلان
تبادلت الهندوباكستان الاتهامات بانتهاك وقف لإطلاق النار بعد بضع ساعات على إعلان التوصل إليه. واشتبك الخصمان اللدودان في إطلاق نار مكثف لمدة أربعة أيام، وهو الأسوأ منذ ما يقرب من 30 عاما، إذ أطلق كل منهما صواريخ وطائرات مسيرة على المنشآت العسكرية للآخر وقُتل العشرات. غير أن وقف إطلاق النار لا يزال صامدا اليوم (الأحد 11 مايو/ أيار 2025) رغم هشاشته. وتم التوصل إليه اتفاق بعد جهود دبلوماسية وضغوط من الولايات المتحدة، ولكن بعد ذلك بساعات فقط تم إطلاق نيران مدفعية في كشميرالهندية حيث يتركز معظم القتال.
وقالت السلطات وسكان وشهود إن انفجارات من أنظمة الدفاع الجوي دوت في المدن القريبة من الحدود وسط الظلام على غرار ما حدث في الليلتين السابقتين. وفي وقت متأخر من أمس السبت، قالت الهند إن باكستان انتهكت التفاهم الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار وإن القوات المسلحة الهندية تلقت تعليمات "بالتعامل بحزم" مع أي تكرار لذلك.
وردا على ذلك، قالت باكستان إنها ملتزمة بوقف إطلاق النار وألقت باللوم على الهند في الانتهاكات. وقال شهود إنه بحلول الفجر، هدأت حدة القتال والانفجارات التي رصدت على جانبي الحدود. وعادت الكهرباء إلى معظم المناطق بالبلدات الحدودية الهندية بعد انقطاعها في الليلة السابقة.
ترامب يشيد بقيادة البلدين
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقادة البلدين لاتفاقهم على وقف إطلاق النار. وقال في منشور على منصة تروث سوشيال "على الرغم من عدم مناقشة هذا الأمر، سأقوم بزيادة التجارة، بشكل كبير، مع هاتين الدولتين العظيمتين. وبالإضافة إلى ذلك، سأعمل معهما لمعرفة ما إذا كان... يمكن التوصل إلى حل بشأن كشمير".
الهند وباكستان.. صراع ممتد لعقود
02:06
This browser does not support the video element.
وفي مدينة أمريتسار الحدودية الهندية، حيث يقع المعبد الذهبي المقدس لدى السيخ، انطلقت صفارة في الصباح لاستئناف الأنشطة بشكل عادي مما أدى إلى شعور بالارتياح وشوهد الناس في الشوارع. وبدأ القتال يوم الأربعاء، بعد أسبوعين من مقتل 26 في هجوم استهدف سياحا من الهندوس في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير. وتتقاسم الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان المسلمة السيطرة على كشمير، لكن كلا منهما تطالب بالسيادة على الإقليم بالكامل.
إعلان
الهند تنفي انتهاك وقف إطلاق النار في وادي كشمير الليلة الماضية
وتتهم الهند باكستانبدعم المسلحين في كشمير الهندية، كما تلقي باللوم على جماعات إسلامية باكستانية مسلحة في شن هجمات في أماكن أخرى في الهند. وتقول باكستان إنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والسياسي والدبلوماسي للانفصاليين بكشمير. وقال مسؤولون إن حصيلة القتلى في المناوشات الأخيرة وصلت إلى ما يقرب من 70 قتيلا.
ذكر مسؤولون هنود أنه لم يتم تسجيل أي انتهاك لوقف إطلاق النار في وادي كشمير، حيث عادت الحياة إلى طبيعتها وشهد السكان الليلة الأولى منذ ستة أيام دون أزيز الطائرات وصوت الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تحلق في السماء. وأضاف المسؤولون "لم ترد أنباء عن انتهاك لوقف إطلاق النار من أي قطاع على طول خط السيطرة في كشمير بعد الساعة الحادية عشرة مساء أمس السبت، حسب وكالة برس تراست أوف إنديا الهندية للأنباء اليوم الأحد.
إرث غاندي وجناح ـ سبعة عقود من الصراع بين الهند وباكستان
في الخامس عشر من آب/ أغسطس عام 1947 انقسمت "الهند البريطانية" إلى دولتين :الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة. ويستمر العداء بين الدولتين لحد اليوم على الرغم من بعض الجهود لتحسين العلاقات الثنائية.
صورة من: AP
ولادة دولتين
في عام 1947، تم تقسيم "الهند البريطانية" إلى دولتين- الهند وباكستان. وكان مؤسس باكستان محمد علي جناح وحزب الرابطة الإسلامية في الهند قد طالبا باستقلال ذاتي للمناطق ذات الأغلبية المسلمة في الهند غير المقسمة، وفي وقت لاحق بدولة منفصلة للمسلمين. اعتقد جناح أن الهندوس والمسلمين لا يمكنهما الاستمرار في العيش معاً، لأنهما كانا يمثلان "أمتان" مختلفتان تماماً.
صورة من: picture alliance/dpa/United Archives/WHA
شلال الدم
وكان للتقسيم تبعات وخيمة، إذ بدأت عقب ولادة الهند وباكستان، أعمال شغب جماعية عنيفة في العديد من المناطق الغربية، معظمها في منطقة البنجاب، الواقعة بين الهند وباكستان. ويقول المؤرخون إن أكثر من مليون شخص لقوا حتفهم في الاشتباكات، كما هاجر الملايين من الأراضي الهندية إلى باكستان ومن الجانب الباكستاني إلى الهند.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Images
حرب 1948
وقد اشتبكت الهند وباكستان حول كشمير بعد استقلالهما. وكان زعيم هندوسي يحكم منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، لكن جناح، مؤسس باكستان، أرادها أن تكون جزءاً من الأراضي الباكستانية. قاتلت القوات الهندية والباكستانية في كشمير في عام 1948، مع سيطرة الهند على معظم أجزاء الوادي، في حين احتلت باكستان منطقة أصغر. وتواصل الهند وباكستان الاشتباك حول كشمير.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
العلاقة بين الولايات المتحد وكندا نموجاً
ويقول بعض المؤرخين أن جناح والمهاتما غاندي أرادا إقامة علاقات ودية بين الدول المستقلة حديثاً. فعلى سبيل المثال، اعتقد جناح أن العلاقات بين الهند وباكستان يجب أن تكون مشابهة لتلك التي تربط بين الولايات المتحدة وكندا. ولكن بعد وفاته في عام 1948، تصادم خلفائه مع نيودلهي.
صورة من: AP
روايات مختلفة
إلا أن الحكومتان الهندية والباكستانية تقدمان روايات مختلفة جداً عن التقسيم. فبينما تؤكد الهند على حركة المؤتمر الوطني الهندي ضد الحكام البريطانيين - مع غاندي كمهندس رئيسي لها - تركز الكتب المدرسية الباكستانية على "صراع" ضد كل من القمع البريطاني والهندوسي. والدعاية الحكومية في كلا البلدين ترسم بعضها البعض كـ "عدو" لا يمكن الوثوق به.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
توتر العلاقات
وبقيت العلاقات الدبلوماسية بين الهند وباكستان متوترة طيلة العقود السبعة الماضية. وقد ساهمت قضية الارهاب الإسلاموي في توتر العلاقات بين البلدين في السنوات القليلة الماضية واتهمت نيودلهي اسلام اباد بدعم الجهاديين الاسلاميين بشن حرب في كشمير، التي تسيطر عليها الهند، كما تتهم الهند الجماعات التي تتخذ من باكستان مقراً لها بشن هجمات ارهابية على الأراضي الهندية. من جهتها تنفي اسلام اباد هذه الاتهامات.
صورة من: Picture alliance/AP Photo/D. Yasin
المضي قدماً نحو تحسين العلاقات
ويحث كثير من الشباب في كل من الهند وباكستان حكومات بلديهم على تحسين العلاقات الثنائية. ويرى المخرج الوثائقي وجاهات مالك، الذي يتخذ من إسلام آباد مقراً له، أن أفضل طريقة لتطوير العلاقات بين البلدين هي من خلال المزيد من التفاعل بين شعوبهما. وقال مالك لـDW: "التجارة والسياحة هما الطريق نحو تحسن العلاقات بالنسبة لنا. فعندما يجتمع المواطنون معا، ستحذو الدول حذوهم". الكاتب: جانينا سيمينوفا/ إيمان ملوك