الهواتف الذكية.. شريان حياة أم مصيدة لخصوصية اللاجئ
١٨ مارس ٢٠١٨
مع اتساع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في كل أنحاء العالم، أصبح اللاجئون معتمدين على هواتفهم الخليوية وتطبيقاتها كدليل إرشادي خلال رحلة اللجوء. لكن هل من داع للخوف من المراقبة لاتصالاتهم والوصول لبيناتهم؟
إعلان
حسب دراسة للصليب الأحمر تعود لأيلول/سبتمبر 2015 يمتلك كل شخص من اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط إلى أوروبا هاتفاً خليوياً ذكياً.
بالنسبة للمهاجرين فإن الهاتف الذكي على درجة كبيرة من الأهمية؛ إذ قد يساعد في الإعداد للرحلة والتعرف على طرق اللجوء والمعلومات عن البلدان التي سيمر بها المهاجر.
لا غنى عنها
وحسب دراسة لمجلس اللاجئين الدانماركي تعود للعام 2016، فإن أهم التطبيقات هي : الفيسبوك، تويتر، سكايب، فايبر، GPS، خرائط غوغل. ويستعين المهاجرون بطرق غير شرعية واللاجئون بتلك التطبيقات للترجمة، والعثور على الطريق الصحيح، وتجنب نقاط التفتيش الحدودية والشرطة، وتكاليف الرحلة، وإيجاد مهربين يمكن الاعتماد عليهم.
بعد الوصول لبلد اللجوء، تصبح للهواتف أهمية أخرى في الحياة اليومية؛ إذ قد تساعد على الاندماج والحفاظ على العلاقات مع الأهل والأصدقاء.
الفوائد والمخاطر
تعتبر الأمم المتحدة الوصول للشبكات الرقمية حق، وتريد من القطاع الخاص الدعم في تحقيق ذلك. وقد تم استخدام الهواتف الذكية منذ فترة من قبل المنظمات الإغاثية للاتصال الداخلي ومع الناس في مناطق الأزمات ولجمع البيانات المفيدة.
غير أنه وفي ظل استخدام المنظمات الإنسانية كالصليب الأحمر والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة المراقبة الرقمية للاجئين، يبرز السؤال: ما مدى خطورة ذلك على خصوصية بيانات اللاجئين؟ وفي أسوأ الحالات: هل يمكن أن يتسبب ذلك في تعريض سلامتهم الشخصية أو سلامة آخرين للخطر؟
ليست كل التطبيقات آمنة
الإجابة على السؤال أي من التطبيقات آمنة وأي منها يمكن اختراقها ليست بالأمر الهين؛ إذ أنه في حالة تبدل دائم. ففي الوقت الراهن فإن الواتساب آمن ولا يمكن لأحد اختراقه. وهذا ما يجعل منه خياراً جيداً وشائع الاستخدام بين اللاجئين، حسب دراسة لكارلين مايتلاند من كلية هندسة المعلومات في جامعة بين الحكومية. ميسينجر الفيسبوك ليس على تلك الدرجة من الأمان كالواتساب. أما السناب شات والرسائل النصية فهي سهلة الاختراق.
لكن وحتى التطبيقات الآمنة لا تضمن أن اتصالاتك ورسائلك لن يطلع عليها أحد، فعلى سبيل المثال، في حال وقع هاتفك بيد أحدهم، يمكنه الوصول لبياناتك.
ما الحل؟
أجرت البرفيسورة ماري غلسيبي دراسة موسعة على استخدام اللاجئين للهواتف الذكية. وقالت إن هواتفهم يمكن أخذها من قبل الشرطة أو مقاتلي "داعش"، بما تحويه من صور وبيانات خاصة، مما قد ينتج عنه عواقب كارثية.
ومن هنا يلجأ الكثير من اللاجئين إلى استخدام التطبيقات الأكثر أمناً واستخدام أسماء وهمية في الشبكات الاجتماعية وتجنب المجموعات المفتوحة وتبديل شرائح جوالاتهم الذكية قدر الإمكان.
هل تراقب الدول المضيفة اللاجئين؟
وتقول كارلين مايتلاند أن الدول المضيفة تراقب اللاجئين. وفي جواب على سؤال لـ"مهاجر نيوز" قال مسؤول من "المفوضية الاوروبية لشؤون اللاجئين والشؤون الداخلية" أن الأمر يعود للبلد المضيف ليبت فيما إذا كان على اللاجئين تسليم هواتفهم الخلوية للسلطات أم لا، مضيفاً أن القانون الأوروبي لم ينظم ذلك الأمر.
ففي ألمانيا على سبيل المثال، تخبرنا المتحدثة باسم وزارة الداخلية، أنغيرغيت كورف، أن السلطات قد تلجأ لقراءة والاطلاع على الهواتف في حال لم يستطع طالب اللجوء أو لم يرغب بتقديم دليل على جنسيته أو بلده الأصلي. ويشمل ذلك أيضاً رسائل البريد الإلكتروني والمواقع التي تصفحها طالب اللجوء والملفات المحملة وبيانات نظام تحديد الموقع الجغرافي GPS.
وماذا عن الثمن؟
يشعر الكثير من المهاجرين بالقلق من مراقبتهم رقمياً. وأظهرت دراسة كارلين مايتلاند أن البعض يخاف من أن تستغلها سلطات بلدانهم الأصلية في البحث عنهم. وعبر بعض اللاجئين السوريين لمهاجر نيوز عن خوف من انتقام المنظمات والدول التي تراقب الشبكات الاجتماعية: "لا يشعرون بالخوف على أنفسهم، بل وعلى عائلاتهم في سوريا"، على حد تعبير كارلين مايتلاند.
إلا أن الكثير ممن ينحدر من دول قمعية واستبدادية لا يمانعون مراقبة الاتصالات، كون الأمر ليس بجديد عليهم. وهم يقبلون بالأمر كثمن لتسهيل الاتصال بالآخرين.
مهما يكم من الأمر، يشعر خبراء الأمن الرقمي ونشطاء حقوق الإنسان بالقلق من تراجع الخصوصية الفردية وخصوصية بياناتنا جميعاً، وليس اللاجئين فقط.
صورهزت العالم- مأساة اللاجئين ورحلة الهروب إلى أوروبا
انتشرت في عامي 2015 و2016 صور مأوساوية عن رحلات الهروب إلى أوروبا. هذه الصور هزت الرأي العام العالمي. لم يحدث من قبل أن تم توثيق هذه المعاناة كما هو الحال اليوم.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
في عامي 2015 و2016 حاول ملايين الأشخاص الوصول إلى غربي أوروبا من اليونان أو من تركيا عبر طريق البلقان سيرا على الأقدام عبر مقدونيا وصريبا ومن ثم المجر. وتم إيقاف تدفق اللاجئين بعد إغلاق "طريق البلقان" رسميا وإغلاق العديد من الدول حدودها. وحاليا يأتي معظم اللاجئين عبر البحرالأبيض المتوسط الخطير من ليبيا نحو أوروبا.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
هزت هذه الصورة العالم بأكمله. على أحد الشواطئ التركية تم العثور على جثة الطفل أيلان الكردي ذي الـ3 سنوات. وكان ذلك في أيلول/ سبتمبر 2015. انتشرت هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت رمزا لأزمة اللاجئين السوريين. وكان من غير الممكن لأوروبا إغفال الأمر أكثر من ذلك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/DHA
بعد أن علم اللاجئون أن طريق الهروب إلى أوروبا لن يبقى مفتوحا لفترة طويلة. حاول آلاف اللاجئين الصعود إلى القطارات والحافلات المزدحمة في كرواتيا. ب بعد فترة وجيزة أغلقت كرواتيا أبوابها وكان ذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وبالمقابل تم إنشاء حاويات لاحتجاز اللاجئين طيلة فترة تسير إجراءات اللجوء.
صورة من: Getty Images/J. J. Mitchell
ضجة إعلامية واسعة أثارتها المصورة المجرية، حين ركلت لاجئا سوريا، عندما كان يحاول تجاوز حواجز الشرطة في منطقة روتسيغع بالقرب من الحدود المجرية حاملا معه طفله الصغير. وكان ذلك في سبتمبر/أيلول 2015. حتى في ألمانيا شهدت مراكز استقبال اللاجئين هجمات عدة من قبل أشخاص معادين للأجانب.
صورة من: Reuters/M. Djurica
إغلاق طريق البلقان رسميا عام 2016 أدى إلى تصاعد أعمال الشغب على المراكز الحدودية، ما أدى إلى صدامات حادة بين اللاجئين ورجال الشرطة. فقد حاول كثيرون عبور الحدود اليونانية المقدونية بعد فترة وجيزة من إغلاقها.
صورة من: Reuters/AP/World Press Photo Foundation/V. Ghirda
طفل مصاب تغطي وجهه الغبار والدم. صدمت صورة الطفل عمران من مدينة حلب الرأي العام. وفي عام 2016 كانت رمزا للحرب الأهلية البشعة والأوضاع البائسة التي يعيشها السكان المدنيون. بعد عام انتشرت عبر شبكة الانترنيت، صور جديدة للطفل تظهر عليها ملامح البهجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Aleppo Media Center
لاجئ سوري يحمل طفلته تحت المطر على الحدود اليونانية المقدونية في إيدوميني، وكان يأمل لعائلته العيش في أمان في أوروبا. بعد تطبيق اتفاقية دبلن، ينبغي تقديم اللجوء في البلد الاوروبي الأول الذي يصل إليه اللاجئ. لذا يتم مؤخرا إعادة الكثير من اللاجئين، علما ان إيطاليا واليونان تتحملان أعباء كثيرة.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
مازالت ألمانيا هي البلد الأوروبي الأول للاجئين. على الرغم من أنه وبسبب تدفق اللاجئين الكبير، أصبحت السياسة المتعلقة بااللاجئين وطلبات اللجوء أكثر تشددا. في أوروبا كانت ألمانيا هي البلد الأكثر استقبالا للاجئين. إذ وصل عدد اللاجئين الذين استقبلتهم ألمانيا عام 2015 إلى 1.1 مليون. لتصبح المستشارة أنغيلا ميركل أيقونة بالنسبة لكثير من اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
في شمال فرنسا تمت إزالة مخيم كاليه سيء السمعة. وأثناء إخلائه تعرض المخيم للحريق وكان ذلك في (أكتوبر/ تشرين الأول 2016). وتم توزيع ما يقرب 6500 لاجئ على مراكز استقبال أخرى. بعد ستة أشهر أظهر تقرير أصدرته منظمات إغاثية أن الكثير من اللاجئين القاصرين يعيشون بلا مأوى في المنطقة المجاورة لكاليه.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Laurent
تواصل سفن الإنقاذ المدنية والحكومية عملياتها باستمرار. وبالرغم من المخاطر التي يتعرض لها اللاجئون الذين فروا من الحرب والفقر في بلادهم، فإن حلمهم بمستقبل أفضل في أوروبا، يجعلهم يخاطرون بأرواحهم. إذ كثيرا ما تغرق السفن المطاطية المكتظة بالمهاجرين في البحر. ففي عام 2017 غرق 1800 شخص. بينما كان عددهم في أيلول/ سبتمبر 2016 أكثر من 5000.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
عشرات آلاف اللاجئين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط ينتظرون في مخيمات ليبية ومراكز احتجاز العبور إلى أوروبا. يسيطر مهربو البشر على الوضع هنك ويتحكمون باللاجئين، علما أن اوضاع المخيمات كارثية حسب تحذيرات الأمم المتحدة، لكن هذا لا يؤثر على حلم المهاجرين بمستقبل أفضل في أوروبا. المصدر: مهاجر نيوز - 2017
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac