مع تعلق الشباب بهواتفهم طوال الوقت، بات هذا الأمر مشكلة تؤثر على تركيزهم خلال النهار، وتحرمهم من النوم الطبيعي الهانئ في الليل، وهذا يخلق تبعات صحية خطيرة. فما العمل؟
إعلان
النوم والهواتف الذكية – يبدوان كعدوين، إن لم يحسن المرء تنظيم وقته وتنظيم علاقته مع الهاتف. فالشباب الذين يستخدمون هواتفهم الذكية في وقت متأخر من الليل ينامون عدد ساعات أقل وبجودة نوم منخفضة. هذه نتيجة دراسة أجراها باحثون أمريكيون.
وقاموا بفحص عينة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما، حيث راقبوا نومهم باستخدام أجهزة تتبع اللياقة البدنية. وكان على الشباب أن يبلغوا عن الوقت الذي يقضونه أمام شاشات الهواتف، وعدد الإشعارات والرسائل التي تصلهم، والتوقيت الذي ينظرون فيه إلى هواتفهم المحمولة.
ومن النتائج التي توصل لها الباحثون: إذا نظر الشباب إلى الشاشة في الليل لفترة أطول من عادتهم المعتادة، فإنهم ينامون بشكل متأخر وينامون بشكل أسوأ. وينطبق الشيء نفسه على فتح الهاتف بشكل متكرر في الليل. بالمقابل فإن استخدام الهاتف الذكي خلال النهار ليس له أي تأثير على النوم، وفقا للدراسة.
النوم الهانئ والصحة الجيدة
04:34
الحوار والتوضيح خير من الحظر
وعلى ذلك علّق فرانك إيربغوت، من مؤسسة أبحاث الدماغ الألمانية، معتبرا نتائج الدراسة مثيرة للقلق: "نحن نعلم مدى أهمية النوم لإراحة الجسد والعقل، وخاصة للأعصاب والدماغ. إن النوم المضطرب يقلل من جودة الحياة - ويمكن أن يجعلك مريضا".
ولهذا السبب فإن الأمر برأيه أكثر إثارة للقلق، عندما يتسبب الشباب بأنفسهم باضطرابات للنوم عندهم مدى الحياة، من خلال استخدامهم الهواتف طوال الوقت واستهلاكهم الكبير لوسائل التواصل. ولكن إيربغوت لا ينصح الأهل بمكافحة المشكلة من خلال الحظر، كما تنقل وكالة الأنباء الألمانية.
وأظهرت الدراسة كذلك أن الشباب أنفسهم لاحظوا العلاقة بين استخدام الهاتف ومشاكل نومهم. وبالنسبة له، هذه نقطة انطلاق جيدة لرفع مستوى الوعي: "لأن المعرفة هي دائما أساس القرارات المعقولة". فتوعية الشباب بمخاطر هذا الأمر تمثل أفضل وسيلة لإقناعهم بتنظيم أوقات استخدام الهاتف.
ولكن لماذا يؤدي النظر إلى الهاتف ليلا إلى نوم أقل؟
لأن الشباب سينامون في وقت متأخر جدا، بسبب انشغالهم بالهاتف. والنقطة الثانية هي الضوء المنبعث من الشاشة الذي يعتبر مسببا لمشاكل النوم.
ف.ي
نصائح لنوم هانئ وعميق رغم موجة الحر
واصلت موجة الحر اجتياح القارة العجوز ومناطق واسعة في العالم وسجلت أرقاما قياسية جديدة، لم تسجل منذ عقود. والطقس الحار يؤثر على النوم. إليكم بعض النصائح للتمتع بنوم عميق رغم هذه الظروف المناخية.
صورة من: Gina Sanders - Fotolia.com
اختيار الأغطية والملابس المناسبة للنوم
يفضل استخدام ملابس للنوم تتيح إمكانية تنفس الجلد، مثل الملابس القطنية الخفيفة، والتي تمتص العرق بصورة جيدة. وتجنب الملابس الضيقة. وحتى النوم دون ملابس هو بديل جيد للهروب من الحر. استخدم أيضا مفارش رقيقة حتى لا تخزن الكثير من الحرارة في السرير. ويمكن الاستغناء عن الأغطية بالكامل، أو استخدام غطاء رقيق لتغطية الجسم.
صورة من: Colourbox
غلق الشبابيك وإسدال الستائر
إغلاق النوافذ من الصباح وحتى المساء، وكذلك إسدال الستائر، وهذا يساعد على عدم دخول أشعة الشمس وكذلك منع دخول الهواء الساخن، وبالتالي منع تراكم الحرارة في المنزل، كما نقل موقع "تيليكوم" الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/C.Klose
استخدام المرواح ومكيفات الهواء
استخدام المراوح وأجهزة التكييف جيد بطبيعة الحال ويهيئ لنوم مريح وعميق. بعد غياب الشمس ومع هبوط درجات الحرارة قليلا، يمكن فتح الشبابيك من جديد وقت المساء وقبل النوم لدخول هواء منعش. وينصح بغلق أبواب غرف النوم حتى لا يكون هنالك تيارات هواء في الغرفة قد تسبب الزكام. وحتى المراوح يُنصح بإطفائها أثناء النوم ليلا.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Myllynen
عدم شرب الماء بصورة كبيرة قبل النوم
أثناء ساعات النهار يفضل شرب الماء والسوائل بصورة كبيرة لكي تعدل درجة حرارة الجسم. أما قبل النوم فلا يُنصح بشرب الماء كثيرا، وذلك لتجنب الذهاب إلى دورات المياه بصورة مستمرة أثناء وقت النوم. بينما يُنصح بعدم شرب القهوة قبل النوم. ومن أجل تحقيق توازن الجسم بعد فقدانه للسوائل أثناء التعرق، يُنصح بوضع جرعة من خل التفاح مع رشة من الملح في كوب كبير من الماء وشربه.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Kumm
وجبات خفيفة للعشاء
تجنب تناول وجبات كبيرة ودهنية في وقت العشاء ويفضل أن تكون وجبة العشاء قبل أربع ساعات على الأقل من وقت النوم، كما ذكرت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ الألمانية".
صورة من: picture-alliance/BSIP/Chassenet
الاغتسال بالماء قبل النوم
أما "السلاح السري" المضاد لحر الصيف فهو بلا شك الاغتسال بالماء قبل النوم. ونقل موقع "تيليكوم" الألماني عن أطباء ألمان نصائحهم بتجنب الاغتسال بالماء البارد فقط، إذ قد تنقبض الأوعية الدموية في الجسم ولا يمكنها نقل الدم والحرارة إلى جميع أنحاء الجسم. ونصح الأطباء بتغيير حرارة الماء عند الاغتسال، والبدء مثلا بماء بارد ومن ثم الاغتسال بماء دافئ، كما نقل موقع "تيليكوم" الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Wuestenhagen
الاسترخاء قبل النوم
إذا لم يتمكن الشخص من النوم مباشرة فيُنصح بمثل هذه الحالة بالنهوض والانشغال بشيء ما، كالقراءة أو سماع الموسيقى التي تبعث على الاسترخاء قبل العودة إلى السرير. ويمكن أيضا شرب شاي الأعشاب المهدئة، مثل أعشاب الترنجان (مليسة) أو أعشاب الخزامى (اللاوندة) أو الناردين التي تساعد على النوم.
صورة من: Colourbox
"في الحركة بركة"
المشي والحركة في الهواء الطلق بعد العمل وفي المساء هو أفضل طريقة للتمهيد لنوم هانئ. ومن يحب ممارسة الرياضة فعليه أن ينهي ممارستها قبل ساعتين من وقت النوم. وفي الأيام الحارة، يفضل أن تمارس الرياضة في أوقات الصباح الباكرة، كما ذكرت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية.