الوافدون الجدد - تعلم الألمانية جسر عبور نحو العمل الاندماج
١٩ يونيو ٢٠١٧
بدون تعلم اللغة الألمانية، يصبح من الصعب على اللاجئين الاندماج في سوق العمل في ألمانيا، كما أن نوعية العمل وفرص الكسب تصبح سيئة، ليس كذلك فحسب بل أن أهمية اللغة تتجاوز ذلك للعثور على سكن والتعلم وفتح آفاق التدريب.
إعلان
تكشف نظرة سريعة على الإحصاءات المتوفرة أن عدد المشاركين في دورات الاندماج قد زاد بشكل ملحوظ منذ عام 2015 ونتيجة موجة اللاجئين الذين وفدوا إلى ألمانيا، زاد عدد الدورات الجديدة التي تقدم في هذا المجال، إلا أن تعلم اللغة الألمانية مازال يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لكثير من اللاجئين.
منذ عام 2005، أصبح هناك ما يسمى بـ "دورات الاندماج"، والتي تشمل مائة ساعة من الدورات التوجيهية التي تعرف بالحياة في ألمانيا، بالإضافة إلى دورات في اللغة الألمانية. بعد 600 ساعة دراسية، من المفترض أن يصل المشارك إلى مستوى B1 اللغوي، وهو ما يعني فهم المحادثات والتمكن من تكوين جمل بسيطة وفهم واستخدام مصطلحات الحياة اليومية.
وقد تغيرت القوانين على مر السنوات، وتغيرت الشروط التي تحدد من يسمح له بحضور هذه الدورات ومن يتوجب عليه هذا الأمر، فلم يكن من المسموح لطالبي اللجوء أو الحاصلين على سماح إقامة مؤقت (Duldung) بالانضمام لهذه الدورات حتى عام 2015، وكان يشترط على من يريد الانضمام أن يكون حاصلاً على إقامة في ألمانية. لكن منذ تشرين أول/ أكتوبر 2015 أصبح مسموحاً للفئات السابقة المذكورة بالانضمام، بحيث فتح هذا القرار الباب لطالبي لجوء من سوريا والعراق وإرتيريا وإيران والصومال للمشاركة. أما إذا تم قبول طلب اللجوء، فإن حضور هذه الدورات يصبح إلزاميا، ويشرف حاليا على هذه الدورات المعاهد والجمعيات الخيرية والمنظمات الخاصة في جميع أنحاء ألمانيا.
صعوبة اللغة
عدد الأشخاص الذين حضروا دورات الاندماج ارتفع خلال السنوات الماضية وذلك بالتوازي مع الزيادة السريعة في أعداد المهاجرين لألمانيا من 280 ألف مشارك في عام 2015 ليبلغ 530 ألف مشارك العام الماضي. ورغم أن هناك عدداً أكثر كثيراً مسموح له بحضور الدورات، إلا أن إيجاد المكان المناسب له قد يستغرق أسابيع طويلة. ويسعى المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF) إلى محاولة تقصير فترة لانتظار الخاصة بالطلاب وحصرها في ستة أسابيع فقط من أجل الانضمام، وذلك عن طريق توفير عدد أكبر من الدورات.
وتختتم الدورة بـ "امتحان اللغة الألمانية للمهاجرين". حوالي 58 بالمئة من المشاركين تمكنوا من اجتياز هذا الامتحان بنجاح وهو ما يمثل أقل من نسبة النجاح للعام الذي قبله والتي وصلت إلى 60 بالمئة، وقد تعتبر هذه النسبة مفهومة في تراجع أعداد الناجحين بعد ربطها بزيادة أعمار المشاركين، والذين يواجهون صعوبات أكبر في تعلم اللغة. كما هو الحال مع السيدة قطنة من سوريا والتي قدمت لألمانيا منذ نحو عامين مع أطفالها، ولم يتح للسيدة قطنة الذهاب إلى المدرسة والتعلم في بلدها الأم، لذلك فهي تجد صعوبة كبيرة في متابعة الدروس.
عدد قليل من المشاركين الأفغان
معظم الطلاب المشاركون في الدورات سوريون، بحيث بلغ عددهم نصف المشاركين في دورات الاندماج عام 2016 مقارنة بالجنسيات الأخرى المشاركة، وهو ما يمثل ضعف نسبة المشاركة مقارنة بالعام الذي سبقه. في حين أتى العراقيون في المرتبة الثانية والاريتريون في المرحلة الثالثة.
ومن الجدير بالملاحظة أنه حتى مواطني الاتحاد الأوروبي- وخاصة من رومانيا وبولندا وبلغاريا وإيطاليا أصبح لديهم اهتمام كبير بتعلم اللغة الألمانية، وعلى الرغم من أنه ليس لديهم الحق في الحضور والمشاركة بهذه الدورات، إلا أنه يمكنهم تقديم طلبات والحصول على أماكن في حال توفر مقاعد شاغرة. الأمر الآخر الجدير بالملاحظة هو قلة عدد الأفغان المشاركين بهذه الدورات، إذ أنه على الرغم من نحو 127 ألف أفغاني تقدموا في عام 2016 بطلبات للحصول على اللجوء، ما جعلهم المجموعة الثانية بعد السوريين، إلا أن مشاركتهم في هذه الدورات قليلة جدا. والسبب قد يكون أنهم لا يملكون فرص بقاء كبيرة في ألمانيا مثل السوريين، بالرغم من أن القادمين سيمكثون أعواما في ألمانيا وسوف يحتاجون بالتأكيد إلى تلقي الاستشارات والتعامل مع الآخرين، وهو ما توفره تعلم اللغة. كما أن الأمية تلعب دورا كبيرا ولا شك في صعوبة تعلم واكتساب لغة جديدة، إذ أن الأمية في أفغانستان تمثل نسبا مرتفعة.
ارتفاع الطلب بشكل كبير
ونظرا لارتفاع الطلب على هذه الدورات، زاد عدد دورات الاندماج المقدمة بشكل ملحوظ، في عام 2016 زادت نسبة الطلب على الدورات 70 بالمئة مقارنة بالعام السابق. وتم عرض ما مجموعه 20 ألف دورة، كما نظمت على الصعيد الوطني دورات تعلم اللغة الألمانية في المدارس والمنظمات من قبل متطوعين ، كما أتيح للطلاب اللاجئين المشاركة في دورات تعلم اللغة الألمانية من خلال البرنامج الاتحادي "جامعة صندوق الضمان"، كما أتيح للأشخاص الذين لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، فصولا خاصة لمحي الأمية.
مآسي المتوسط.. مقبرة الأحلام والهاربين بحثاً عن الحياة
يعرّف البحر الأبيض المتوسط بمقبرة الأحلام، حيث ابتلع المتوسط المئات من المهاجرين الحالمين بالوصول إلى شواطئ أوروبا عبر قوارب الموت. معرض صور يوثق لأكثر حوادث الغرق مأساوية منذ حادثة لامبيدوزا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 21 شباط/ فبراير 2017 عُثر على 74 جثة لمهاجرين جُرفت إلى الشواطئ الليبية شمالي غربي مدينة الزاوية، حيث لقوا حتفهم بعد غرق المركب الذي كانوا يحاولون العبور به إلى أوروبا. وظهر صف طويل من أكياس الجثامين البيضاء والسوداء على الشاطئ، في صور نشرها فرع الزاوية للهلال الأحمر الليبي على صفحته على فيسبوك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/IFRC/M. Karima
اعتبر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 حوالي 100 شخصا في عداد المفقودين بعد يوم من غرق قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل الليبية، وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر أعلنت مجموعات إنسانية دولية ما يقارب 250 شخصاً في عداد المفقودين ويخشى أنهم ماتوا غرقاً وذلك إثر تحطم سفينة جديدة في المتوسط. وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر وخلال حوالي 48 ساعة تحطمت أربع سفن ما أدى لغرق 340 مهاجراً.
صورة من: Reuters/Marina Militare
تم العثور على جثث 26 مهاجراً قبالة السواحل الليبية في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يوليو 2016، وفي 21 أيلول/سبتمبر من العام نفسه انقلب قارب يحمل مئات المهاجرين قبالة مدينة رشيد الساحلية المصرية، حيث بلغ عدد القتلى 164 شخصاً وهم عدد الذين تمكنت فرق الإنقاذ من انتشالهم خلال الأيام التالية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El Shahed
كانون الثاني/يناير 2016 شهد غرق أكثر من 30 مهاجراً في حادثتي انقلاب زورقين بشكل منفصل، وفي 26 أيار/مايو تم فقدان 20-30 شخص يعتقد أنهم لقوا حتفهم غرقاً قرب السواحل الليبية، وفي 31 أيار/مايو تم العثور على حطام إحدى السفن التي تقل مهاجرين وسط المتوسط بين شمال أفريقيا وإيطاليا، والتي تعود لأحد السفن الثلاثة التي تحطمت وأودت بحياة حوالي 1000 مهاجر، خلال أسبوع تقريباً.
صورة من: AP
العاشر من حزيران/يوليو 2015 شهد غرق أكثر من 20 مهاجراً بعد أن انقلب قاربهم وتحطم أثناء توجهه من تركيا إلى اليونان. وفي 14 من الشهر نفسه تم العثور على ما يقارب 100 جثة لمهاجرين قرب سواحل مدينة تاجوراء الليبية، بحسب وسائل الإعلام. في السادس والعشرين من آب/أغسطس تم العثور على جثث 50 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا، في حادثتين منفصلتين، وفقا لتقارير مجموعة تعنى بشؤون المهاجرين مقرها جزيرة مالطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Solaro
شهر أيار/مايو 2015 شهد إعلان نهاية عمليات البحث التي استمرت لمدة 34 أسبوع وتم من خلالها إنقاذ حياة حوالي 7000 مهاجر، كما تم الإعلان في نفس اليوم عن غرق 10 مهاجرين على الأقل، فيما أفادت منظمة "أنقذوا الطفولة" بعد يومين أن عدد الذين لقوا حتفهم يزيد عن 40 في ذلك اليوم.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
وفي 19 نيسان/أبريل 2015 تم الإعلان عن اختفاء ما يقارب 700-950 شخص، ويخشى أنهم لقوا حتفهم غرقاً على بعد 200 إلى الجنوب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، فيما تم إنقاذ 28 شخصاً فقط، وانتشال 24 جثة بعد ما يقارب 24 ساعة. وبعد يوم واحد أي في العشرين من نيسان/أبريل تمكنت عناصر خفر السواحل اليونانية من إنقاذ 83 شخصاً وانتشال 3 جثث إثر انقلاب قارب للمهاجرين وتحطمه قرب جزيرة رودس اليونانية.
صورة من: Getty Images/A. Koerner
في 11 شباط/فبراير 2015 أعلنت وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 330 مهاجرا لقوا حتفهم إثر 4 حوادث غرق منفصلة في المتوسط قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. في حين أعلنت منظمة "أنقذوا الطفولة" في الخامس عشر من نيسان/إبريل أن ما يقارب 400 شخص في عداد المفقودين بعد حادثة غرق قارب كان يحمل 550 شخصاً قبالة سواحل ليبيا في 12 نيسان/إبريل، بينما تم إنقاذ 144 شخص كانوا على متن القارب، وانتشال 9 جثث.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2014 عثر خفر السواحل الإيطالي على 16 جثة تعود لمهاجرين كانوا على متن زورق صغير المهاجرين على بعد 75 كيلومترا من ليبيا وعلى بعد 185 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
صورة من: picture-alliance/ROPI
أعلنت منظمة الهجرة العالمية في 15 أيلول/سبتمبر 2014 عن غرق 700 شخص، وقالت المنظمة إن حوالي 500 من الغرقى قتلوا بحادثة غرق متعمد من قبل تجار البشر حيث قاموا بإغراق قارب كان على متنه حوالي 500 شخص كان متوجهاً إلى أوروبا من مصر. في حين لم تكن الذكرى السنوية الأولى لحادثة لامبيدوزا أقل مأساوية إذ تم في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2014 انتشال جثث 130 مهاجراً في حادثتي غرق سفينتين قرب الساحل الليبي.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الثاني عشر من أيار/مايو 2014 لقي 40 مهاجراً على الأقل حتفهم بعد غرق سفينة في المياه المفتوحة بين ليبيا وإيطاليا. وفي 2 حزيران/يوليو تمكنت القوات الإيطالية من انتشال 45 جثة من قارب مهاجرين غرق قبل ثلاثة أيام. بينما سجل الخامس والعشرون من شهر آب/أغسطس رقماً مأساوياً جديداً إذ عثر على 220 جثة مهاجر غرقوا في ثلاثة حوادث غرق لسفن وقوارب بين السواحل الليبية والإيطالية.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Erdinc
في العشرين من كانون الثاني/يناير 2014 لقي 9 أطفال وثلاث نساء حتفهم غرقاً خلال محاولة خفر السواحل اليوناني سحب قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة فارماكونيزي اليونانية إلى الشاطئ. وفي السادس من شباط/ فبراير تم الإبلاغ عن 5 جثث تعود لمهاجرين حاولوا السباحة قرب سبتة الاسبانية على السواحل الإفريقية الشمالية.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2013 غرق قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا، فيما اعتبر أعنف حادث بحري في تاريخ أوروبا الحديث. وتم العثور على 366 جثة وبقي أكثر من هذا العدد في عداد المفقودين. وفي الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول غرق قارب في مياه المتوسط قرب مالطة وتمكنت القوات الإيطالية والمالطية من إنقاذ 186 شخص في حين بقي حوالي 200 شخص في عداد المفقودين.