الوباء يرخي بظلاله على عيد الميلاد والبابا يذكّر بالتواضع
٢٤ ديسمبر ٢٠٢١
مع تسارع تفشي المتحور أوميكرون، يلقي وباء كوفيد-19 بظله على احتفالات أعياد الميلاد وسط قيود وتحذيرات. وفيما غاب السياح عن بيت لحم، أقام البابا قداسا مسائيا بكاتدرائية القديس بطرس لنحو 2000 شخص بسبب قيود كورونا في روما.
إعلان
انطلقت الجمعة (24 ديسمبر/ كانون الأول 2021) الاحتفالات بعيد الميلاد حسب التقويم الغربي بوصول موكب الميلاد من بطريركية اللاتين في باب الخليل بالبلدة القديمة بمدينة القدس إلى ساحة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
واحتشد المئات في ساحة كنيسة المهد التي تزينها شجرة الميلاد وسار العشرات من أفراد فرق الكشافة بأزياء مختلفة وآلات موسيقية متعددة وهم يعزفون ترانيم عيد الميلاد. وغاب السياح الأجانب عن احتفالات الميلاد هذا العام بسبب القيود التي فرضتها إسرائيل على دخول الأجانب إليها وإلى الأراضي الفلسطينية بسبب جائحة كورونا، واقتصر الحضور على عدد من المواطنين العرب في إسرائيل وسكان الأراضي الفلسطينية.
قداس عيد الميلاد التقليدي في الفاتيكان
وفي استقبال موسم عيد الميلاد التاسع في ولايته البابوية، أقام البابا فرنسيس قداسا مسائيا بكاتدرائية القديس بطرس لنحو 2000 شخص بسبب قيود كوفيد-19 التي قللت العدد لنحو الخُمس مقارنة بما كان قبل الجائحة. وقال البابا فرنسيس زعيم الروم الكاثوليك في العالم إن الناس الذين لا يبالون بالفقراء يغضبون الرب، وحث الجميع على أن "ينظروا لما هو أبعد من الأضواء والزخارف" ويتذكروا المحتاجين.
وقبل دقائق من بدء قداس عشية عيد الميلاد، سجلت إيطاليا ثاني زيادة قياسية يومية على التوالي في إصابات كوفيد-19 بلغت 50599 إصابة، مقابل 44595 في اليوم السابق. وتناول فرنسيس في عظته فكرة أن السيد المسيح ولد بلا شيء. وقال في القداس الذي حضره أكثر من 200 من الكرادلة والأساقفة والكهنة "أيها الإخوة والأخوات (...) نتأمل ما هو مهم، ما هو أبعد من الأضواء والزخارف الجميلة. نتأمل الطفل".
وامتدح البابا فرنسيس فضائل التواضع خلال عظته وحث على "ألا نسمح بأن نبكي على النبل الذي ليس لدينا. ولنتوقف عن الشكوى .. ونمنع أنفسنا عن الجشع الذي يتركنا دائما غير راضين".
وقال البابا إن "عيد الميلاد هو وقت يحتاج فيه كل منا إلى البحث عن الشجاعة للتخلص من دروعنا والتخلص من زخارف أدوارنا، وعلاقاتنا الاجتماعية، وبريق هذا العالم وانتهاج .. التواضع".
وكان الجميع يضعون كمامات على وجوههم باستثناء البابا فرنسيس. وقال فرنسيس، الذي أتم 85 عاما الأسبوع الماضي، إن السيد المسيح ولد فقيرا وينبغي أن يكون في ذلك تذكرة للناس بأن خدمة الآخرين أهم من السعي لمكانة أو ظهور اجتماعي أو إفناء العمر سعيا لتحقيق النجاح.
وسيعطي البابا ظهر السبت بركته للمدينة والعالم من ساحة القديس بطرس. وهي صيغة المباركة التقليدية في عيد الميلاد حسب الاعتقاد الكاثوليكي. كما يعتزم أيضا أن يعلن رسالته بمناسبة عيد الميلاد حسب التقويم الغربي للمؤمنين من شرفة كنيسة القديس بطرس كما ذكر الكرسي الرسولي. وبهذا يحرر البابا حسب هذا الاعتقاد المؤمنين من عقوبة خطاياهم. وعادة ما يقدم البابا هذا الدعاء بالبركة في عيد الفصح وعيد الميلاد - وعند انتخاب بابا جديد.
الكاظمي يدعو المسيحيين للبقاء في العراق
وفي العراق دعا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مساء الجمعة، إلى تشجيع المسيحيين للبقاء في العراق لأنه
يمكن تخيل هوية العراقيين بدون المسيحيين، ولا يمكنُ ذلك بدون المكونات الأخرى كافة من مواطني العراق.
وقال رئيس الحكومة العراقية في كلمة خلال حضوره القداس الذي أقيم في كاتدرائية ماريوسف ببغداد بمناسبة أعياد الميلاد المجيد "في يوم الميلاد يتوقف صوت الحرب، ويجب علينا الاستمرار بصناعة الأمل، لقد خلق الله
البشر شعوباً وقبائل وأدياناً، والعراق جامع لهذه المكونات العديدة، ويجب علينا أن نحافظ على هذا الإرث العراقي في التنوع" حسب بيان للحكومة العراقية.
وأضاف "نحتفل بأعياد الميلاد المجيد التي أصبحت رمزاً لهوية وطنية عراقية عابرة، ويتحتم علينا أن نخلق هوية عراقية عابرة للطوائف والأديان، واليوم نحتفل بأيام الميلاد بوصفها أياماً للاحتفاء بالروحانية، والتسامح، والحياة".
ع.ش/م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
ألمانيا في ديسمبر.. أعياد ميلاد وأجواء عائلية تحت قبضة كورونا
يرتبط ديسمبر/ كانون الأول في ألمانيا ارتباطا وثيقا بأعياد الميلاد. بحث حثيث عن هدايا مناسبة واستمتاع بأجواء عائلية تتفق مع الشتاء والثلوج التي تتساقط في معظم المناطق، واحتفال للعام الثاني في ظل إجراءات صحية بسبب كورونا.
صورة من: picture alliance/Wolfram Kastl
بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول تعني انطلاق أربعة أسابيع من الاحتفالات بعيد الميلاد. الألمان ينظرون لهذا الشهر كشهر العودة إلى الأجواء العائلية، بينما يتفكر المسيحيون منهم في قصة ميلاد السيد المسيح. يسمي الألمان هذه الأسابيع "أدفينت"، وهي مشتقة من كلمة لاتينية بمعنى "الوصول"، والتي تشير إلى قدوم المسيح أو ميلاده.
صورة من: picture-alliance/Bildarchiv
أسواق عيد الميلاد تعتبر من أهم مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد المسيح في المد الألمانية، وهي فضاء للترفيه وتناول المشروبات والمأكولات والتسوق وخصوصاً من المنتوجات التقليدية والحرف اليدوية. لكن الظروف الصحية الطارئة بسبب جائحة كورونا تفرض للعام الثاني بألمانيا إجراءات صحية خاصة أثناء التجول في أسواق عيد الميلاد، بينما قررت ولايتا بافاريا وساكسونيا إغلاقها.
صورة من: F.Boillot/snapshot/imago images
من أكثر تقاليد عيد الميلاد تميزاً في ألمانيا هي رزنامة عيد الميلاد المكونة من 24 يوماً. وعادة ما تقوم المحلات التجارية والمكتبات ببيع هذه الرزنامة، التي يُرمز لكل يوم فيها بباب، وعادة ما يكون وراء كل باب قطعة حلوى، وهو أمر يشدّ الأطفال على الأخص إلى اقتناء – وأحياناً عمل – هذه الرزنامة.
صورة من: Colourbox
بخلاف الكثير من الدول التي ترمز لعيد الميلاد بشخصية بابا نويل، فإن شخصيته لدى الألمان يمثلها القديس نيكولاوس (نيقولاوس)، الذي ينحدر من مدينة ميرا القديمة في تركيا حالياً. كان معروفاً عن الأسقف نيكولاوس عطفه على الفقراء والضعفاء، وتقول الأسطورة أنه كان يرمي النقود سراً في مدخنة منازل العائلات الفقيرة، والتي تهبط في الجوارب المعلقة أمام المدفأة، ومنها جاءت عادة تعليق الجوارب في عيد الميلاد
صورة من: Imago/R. Wölk
لا ينتظر الأطفال في ألمانيا فقط القديس نيكولاوس والهدايا فقط، بل ينتظرون أن تكتسي الأرض بحلة بيضاء من الثلج. فكلما اقترب موعد عيد الميلاد في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول، يبدأ الجميع في التساؤل عما إذا كان عيد الميلاد هذا العام سيكون "عيداً أبيض".
صورة من: Imago/imagebroker
في موسم أعياد الميلاد، يحلو للألمان شراء اللوز المحمص والسجق والنبيذ المتبّل الساخن، والتي يمكن شراؤها في جميع أسواق عيد الميلاد، التي تبدأ في الانتشار في غالبية المدن الألمانية. ومع افتتاح هذه الأسواق، يبدأ الملايين في التوافد عليها لشراء ما تعرضه من بضائع والاستمتاع بأجواء ساحرة رغم البرد.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
يغلب اللونان الأخضر والأحمر على أجواء عيد الميلاد: الأخضر الذي يمثل الأمل والحياة يمكن رؤيته في أغصان الهدال وأشجار عيد الميلاد، بينما يرمز اللون الأحمر إلى دم المسيح، وهناك من يقول أن هيمنة اللون الأحمر مرتبطاً تاريخياً بغلاء هذا اللون في العصور القديمة، ولذلك كان محجوزاً فقط لأوقات الاحتفال.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
شهر ديسمبر/ كانون الأول هو أسوأ الشهور في ألمانيا لبدء حمية جديدة، ذلك أن هذا الشهر واحتفالات عيد الميلاد مرتبطة دائماً بالأكلات الدسمة والحلويات المتنوعة، خاصة الكعك المخبوز والمعجنات المخلوطة بالقرفة والمرشوشة بمسحوق السكر.
صورة من: Imago/Westend61
أحد أهم رموز عيد الميلاد ليس فقط في ألمانيا هي شجرة عيد الميلاد، والتي تحرص العائلات على مشاركة جميع أفرادها في تزيينها بالكرات الزجاجية الملونة والديكورات المستوحاة من قصة عيد الميلاد، أو شخصيات محبوبة لدى العائلة إذا لم تكن متدينة. ولا ننسى النجمة على أعلى نقطة في الشجرة!
صورة من: picture alliance/chromorange/E. Weingartner
تبادل الهدايا في عيد الميلاد تقليد درج الألمان عليه من زمن طويل، ولكن هذا التقليد مصحوب بالكثير من التوتر، والمستفيد الوحيد هي المحلات التجارية والشركات، إذ يتهافت الكثيرون – وخصوصاً قبل أيام من عيد الميلاد – عليها لشراء ما تقع عليه أيديهم من هدايا، وذلك لكسب الوقت وكي لا تكون اليد خالية. ومؤخراً جعل التسوق لهدايا عيد الميلاد عبر الإنترنت هذا الواجب أسهل من أي وقت مضى.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
في نهاية موسم أعياد الميلاد ومع حلول ليلة رأس السنة، تتزين عادة سماء ألمانيا بالألعاب النارية، التي تنطلق من كل بيت تقريباً وبالضبط عندما تدق الساعة معلنة منتصف الليل. إلى ذلك، يحرص الألمان على تقاليد عائلية أو بصحبة الأصدقاء، كلعب الألعاب المجتمعية أو الغناء أو إقامة وليمة قبيل انتهاء العام وحلول العام الجديد. لكن للعام الثاني تعلن السلطات حظر بيع الألعاب النارية في احتفالات رأس السنة بسبب كورونا