للتوتر العصبي الدائم أسبابه المختلفة، لكنه يترك آثاراه الخطيرة على كامل جسم الإنسان، من ارتفاع ضغط العين الداخلي إلى النوبة القلبية، إضافة إلى طنين الأُذن. فما هي الأعضاء التي تتأثر به قبل غيرها؟
إعلان
"التوتر الدائم ينهك الجسم"، نصيحة نسمعها بشكل متكرر حين نمر بمواقف صعبة أن نغضب لعدم تحقق شيء ما أو تحت وطأة العمل لساعات طويلة. لكن ما مدى صحة ذلك؟ وكيف يؤثر التوتر الدائم على الجسم؟ وما هي الأعضاء التي تتأثر به قبل غيرها؟
1. الدماغ
يمكن أن يكون للتوتر العصبي الدائم تأثير كبير على عمل الدماغ. فتحت وطأة التوتر الدائم يُغمر الجسم بهرمونات التوتر التي تؤثر مباشرة على عضو التفكير. ويعتقد الباحثون أن هذه الوسائط الكيميائية تعمل على إصابة الخلايا بالضمور. فمن جانب يؤثر هذا على ما يُسمى بـ "قرن آمون" أو "الحُصيْن"، الذي يلعب دوراً مهماً في دمج المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى مع الذاكرة طويلة الأمد. ومن جانب آخر تؤثر هذه الهرمونات على مناطق أخرى في الفص الجبهي المسؤولة عن التقييم المنطقي للمواقف التي يمر بها الإنسان، كما يوضح أخصائيون لموقع "جيو" الألماني.
ربما يكمن هنا سبب أن الذين يعانون من التوتر الدائم يجدون صعوبة متزايدة في تقييم المواقف بشكل منطقي أو خزن المواقف الإيجابية في الذاكرة. وعوضاً عن ذلك يتولى مركز القلق أو الجسم اللوزي السيطرة على المشاعر والتفكير بشكل متزايد. وبالتالي تتجذر التقييمات السلبية في وعي هؤلاء الأشخاص وهو ما يزيد بالتالي من توترهم. كما أن الدماغ يصبح عاجزاً عن السيطرة على مستوى هرمونات التوتر بحيث يزداد إفرازها في الدم. وهكذا يسقط المصابون بحلقة مفرغة، يمكن أن تنهي بالإصابة بالاكتئاب الحاد.
2. الجهازالعضلي
ويوضح الموقع الألماني أنه في حالات التوتر والخوف تتوتر العضلات هي الأخرى. وعلى المدى الطويل يمكن أن تُصاب بالتشنجات، مما يتسبب في آلام كبيرة، في الرقبة والظهر على سبيل المثال. في بعض الأحيان يظهر توتر الجهاز العضلي على شكل صداع مؤلم.
3. القلب
القلب مضخة الدم دائمة العمل في جسم الإنسان، وتزود الأوعية التاجية عضلاته بما يكفي الأوكسجين. لكن التوتر الدائم يزيد من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية. ويعود سبب ذلك إلى سلسلة معقدة من الآليات البيوكيميائية. فنتيجة للتوتر النفسي، فإن الغدة الكظرية تطلق المزيد من النورادرينالين، وهو وسيط كيميائي يؤدي إلى زيادة تكوين بعض خلايا الدم البيضاء في نخاع العظم. وبحسب المختصين يمكن أن تعمل هذه بدورها على نقل الترسبات الدهنية من جدران الأوعية الدموية إلى مجرى الدم، وتتراكم الخلايا المناعية مسببة تصلب الشرايين، مما يؤدي إلى التهابات الأوعية الدموية وهشاشتها. وإذا ما انفجرت ووصلت هذه الترسبات إلى مجرى الدم، فإنها يمكن أن تؤدي إلى سد الشريان بالكامل. وإذا حدث هذا في الشريان التاجي، فإن التأثيرات تكون قاتلة في أغلب الأحيان، فجزء من عضلة القلب سيُحرم من الأوكسجين الضروري لعمله ويموت، ما يؤدي إلى النوبة القلبية.
4. الأُذن
بسبب تأثير التوتر المستمر على أجزاء من جهازنا المناعي، فيمكن أن تصل مسببات الأمراض بسهولة أكبر إلى الأُذن الوسطى. ونتيجة ذلك هو الإصابة بالصمم أو الطنين الدائم.
5. نسبةالسكرفيالدم
يقلل هرمون الكورتيزول من تأثير الأنسولين، الذي ينظم مستويات السكر في الدم. ويعوض البنكرياس هذا التأثير عن طريق زيادة إفراز الأنسولين، حتى يتم استنفاده. هذا يزيد من خطر الإصابة بالسكري.
6. العين
التوتر الدائم يمكن أن يزيد من ضغط العين الداخلي. ونتيجة لذلك فإن العصب البصري يُصاب بالضرر لعدم حصوله أيضاً على قدر كاف من الدم. من خلال الإصابة بهذا المرض المسمى بـ "الماء الأزرق" يتقلص مجال الرؤية تدريجياً، وصولاً إلى العمى الكامل، كما يقول مختصون لموقع "جيو" الألماني.
7. الأمعاء
في حالات الإجهاد الحاد يُصاب الإنسان أيضاً بتشنجات في المعدة. إذا استمر الضغط لفترة طويلة، يصبح الغشاء المخاطي المعوي أكثر نفاذية، ما يؤدي إلى غزو المسببات المرضية والنتيجة الإصابة بالالتهابات.
ع.غ/ ط.ا
هكذا تصيبك وظيفتك بأمراض خطيرة!
هل تعبت من وظيفتك المرهقة وضغوط العمل لدرجة تأثيرها على صحتك؟ لست وحدك، فالكثير من الأشخاص يصارعون من أجل التأقلم مع ظروف العمل المرهقة. لكن ما لا تعرفه أن الأمر قد يصل للإصابة بالأمراض، فكيف يؤثر عملك على صحتك؟
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Phovoir
العمل المرهق يدمر الصحة!
يعاني كثير من الموظفين المثقلين بالأعباء النفسية المتعلقة بالعمل والضغوط الشديدة من أمراض عدة. فطبقاً للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، تشير دراسات إلى أن بيئة العمل المرهقة ترتبط بزيادة التغيب عن العمل ورغبة الموظفين في التخلي عن عملهم، بالإضافة للإصابة بمشكلات صحية، مثل أمراض ضغط الدم والقلب وغيرها. خبراء الصحة النفسية رصدوا أمراضا ناتجة عن الوظائف الصعبة وتأثيراتها.
صورة من: picture alliance/Bildagentur-online/Begsteiger
خلافات زوجية!
رحلة الذهاب إلى العمل قد تضر بحياتك الزوجية، بحسب ما ذكره موقع "ريل سيمبل" الأمريكي. وقد يصل الأمر إلى الطلاق، إذ وجد الباحثون أن 40% ممن تستغرق رحلتهم للعمل 40 إلى 45 دقيقة، هم أكثر عرضة للطلاق ممن يعملون بالقرب من مسكنهم! كما أكد الخبراء في الموقع المهتم بالأخبار النفسية والصحية، أن هؤلاء الأشخاص هم عرضة أيضاً للإصابة بالسمنة والنوبات القلبية وآلام الظهر والرقبة.
صورة من: Colourbox/A. Gravante
لا تضحي بالنوم!
إذا كنت تضطر لمراجعة بريدك الإلكتروني قبل النوم لمتابعة عملك، فاحذر ذلك، فربما تصاب بالأرق واضطرابات النوم. ويؤكد الخبراء النفسيون أن فقدان القدرة على النوم المريح قد تؤدي إلى السمنة والسكري وغيرها من الأمراض. وينصح الخبراء بالابتعاد عن الضوء الأزرق للهاتف، الذي يعرقل إفراز هرمون الميلاتونين المُنظم للنوم. ربما قراءة كتاب على ضوء خافت، أفضل من استخدام الهاتف المحمول.
صورة من: picture-alliance/PhotoAlto/F. Cirou
توتر مزمن!
"إن كنت تعمل بوظيفة لا تحبها، فإن كل يوم تذهب فيه للعمل، ستعاني من ضغوط عدم الشعور بالسعادة"، هذا ما أكده الباحث بروس إس رابين، من جامعة بيتسبرغ الأمريكية. وأوضح أن حتى التفكير في خوض نقاش حاد مع رئيسك أو الخوف من أعباء العمل كل يوم، يعتبر من علامات التوتر المزمن. ويتسبب هذا النوع من التوتر في تنشيط هرموني الكورتيزول والنورادرينالين، مما يسبب أضراراً على الصحة البدنية والعقلية.
صورة من: Colourbox/Wodicka
حوادث السيارات
بيئة العمل الصعبة والضغوط الشديدة ربما تؤديان إلى وقوع حوادث مرورية. يقول جيمس كامبل كويك من جامعة تكساس: "عندما تترك العمل، يجب أن تترك كل مشاكله هناك". فالبعض لا يفصل بين العمل والحياة الشخصية، الأمر الذي يدفعه للتفكير المستمر حتى أثناء القيادة، مما قد يتسبب في فقدان التركيز على الطريق ووقوع حوادث خطيرة.
صورة من: Bilderbox
آلام الظهر
يتعرض بعض العاملين إلى الإصابة بآلام الظهر بشكل أو بآخر. فمع ضغوط العمل والرغبة في الانتهاء بسرعة، ينسى البعض أخذ قسط من الراحة. كما لا يتبع العاملون في وظائف تتطلب المجهود البدني، الطرق الصحيحة لحماية الظهر. ويزداد الأمر سوءاً مع زيادة الوزن، لذا ينصح الخبراء بموقع "ويب ميد" الطبي، بضرورة الاستراحة كل نصف ساعة، والمشي أو ممارسة التمارين الخفيفة.
صورة من: Colourbox
التهابات الجلد
ربما تؤثر طبيعة العمل على البشرة، وبحسب موقع "ويب ميد" الطبي، فقد تؤدي المواد الكيماوية مثلاً إلى التهاب الجلد التماسي، وهو طفح جلدي يظهر على البشرة عند لمسها. أما العمل لفترات طويلة تحت أشعة الشمس، فقد يؤدي لارتفاع احتمالات الإصابة بسرطان الجلد. لذا ينصح الخبراء العاملين بمجالات مثل الطلاء وأعمال البناء والطباعة وغيرها، بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية الجلد.
صورة من: Colourbox
الإصابة بالفتق
يتعرض العاملون في مهن تضطرهم لرفع المعدات إلى الإصابة بالفتق. والسبب هو عدم رفع الأوزان الثقيلة بطريقة صحيحة. ومن أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بالفتق، هم المدخنون والبدناء ومن لا يتناولون الأطعمة الصحية. والفتق هو انزلاق جزء من الأمعاء في مكان ضعيف من عضلات البطن أو الفخذ.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPHOTO/B. Leitner
إصابات اليد والرسغ
متلازمة النفق الرسغي تعتبر من الإصابات الشائعة لدى العاملين في مجالات تستعمل فيها المعدات والآلات الهزازة أو أجهزة الكمبيوتر لفترات طويلة. وتؤدي تلك الإصابة إلى الشعور بالخدر في المعصم والرسغ، بالإضافة إلى الشعور بالألم عند تحريك اليد. ولتجنب الإصابة بالنفق الرسغي، يجب أخذ فترات راحة من وقت لآخر، وينصح الطبيب بارتداء دعامة للمعصم أو الرسغ في حالات الألم الشديد. سارة إبراهيم
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Phovoir