تسلمت حركة حماس عبر الوسيط الألماني المقترح الإسرائيلي بشأن الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي المختطف في غزة جلعاد شاليط (23 عاما). وفي مقابلة مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نُشرت اليوم الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول، قال محمود الزهار، القيادي في الحركة، إن قيادة حماس ستبحث الاقتراح الإسرائيلي، وتنقل نتائج المباحثات إلى دمشق عبر وسيط لبلورة الرد الفلسطيني على الصفقة، على أن تسلم الرد إلى الوسيط الألماني لاحقاً. ورغم أن هوية الوفد الألماني الذي غادر غزة اليوم سرية، فقد أكدت عدة مصادر إعلامية أن الوفد يترأسه مدير جهاز المخابرات الألمانية إرنست أورلاو.

الموافقة على المبدأ والعقدة في "الإبعاد"

وكانت الحكومة الإسرائيلية وافقت مساء الاثنين من حيث المبدأ على الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي شاليط، لكنها رفضت الإفراج عن أسرى من الضفة الغربية أدينوا بتنفيذ هجمات على إسرائيل والسماح لهم بالعودة إلى الضفة خشية أن ينفذوا هجمات جديدة. وبحسب صحيفة "معاريف" فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعتزم الإفراج عن أسرى الضفة الغربية الذين تطالب بهم حماس ولكن بشرط إبعاد "120 سجيناً خطراً" من بينهم إلى قطاع غزة أو إلى الخارج، في حين رجحت صحيفة "هآرتس" أن يبلغ عدد الأسرى الذي سيُبعدون إلى غزة ما بين 100 إلى 130 أسيراً.

وقد ذكرت القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي أن مداولات الطاقم الوزاري السباعي خلال اليومين الماضيين أسفرت عن تسليم الوسيط الألماني قائمة تضم أسماء 125 أسيرا فلسطينيا، من بين 170 أسيرا كانت حماس نقلت أسماءهم إلى إسرائيل للموافقة على إطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط. وفي حال إنجاز الصفقة سيتم الإفراج عنهم مع 325 أسيرا آخر سبق أن اتفق الجانبان على إطلاق سراحهم. وتطالب حركة حماس منذ أسر الجندي شاليط صيف عام 2006 بإطلاق سراح نحو ألف من المعتقلين في سجون إسرائيل، خاصة النساء منهم، إضافة إلى عدد كبير من الذين أمضوا فترات طويلة في الأسر. يذكر أن إسرائيل تعتقل إجمالاً نحو 8000 فلسطيني. ويجري الوسيط الألماني منذ أشهر عدة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل بغية التوصل إلى اتفاق لتبادل شاليط بأسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل.

رفض إطلاق البرغوثي وسعدات وآخرين

وأكدت مصادر لصحيفة "الحياة" اللندنية في تصريحات نشرتها اليوم الأربعاء أن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للوسيط الألماني لإتمام الصفقة في حال قبول حماس تحفظاتها على بعض البنود. وكشفت مصادر دبلوماسية غربية للصحيفة أن إسرائيل ترفض إطلاق سراح القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي والأمين العام لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات وكبار قادة الجناح العسكري لحماس إبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وعباس السيد وجمال أبو الهيجا وحسن سلامة. وكانت مصادر في حماس أكدت أن الحركة ستترك قرار قبول الإبعاد للأسرى المعنيين كي تعفي نفسها من مسؤولية اتخاذ قرارات قد لا تكون مرضية لكثيرين.

وقد أظهر استطلاع للرأي نشرته الأربعاء صحيفة "هآرتس" أن غالبية الإسرائيليين تؤيد استعادة الجندي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة "أياً كان الثمن". وبحسب الاستطلاع فان 52 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون ذلك، في حين يعارض 35 بالمائة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المسؤولين عن قتل إسرائيليين في إطار عملية تبادل. وأجرى الاستطلاع مركز ترومن التابع للجامعة العبرية في القدس.

(س ج / أ ف ب، د ب أ)

مراجعة: سمر كرم