الوصول إلى الخليج.. حلم مهاجرين أفارقة يتبخر في صحراء اليمن
١٧ أكتوبر ٢٠٢٠
تزايد أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يعودون إلى ديارهم بعد فشلهم في الوصول إلى السعودية ودول الخليج عبر اليمن. المنظمة الدولية للهجرة سلطت الضوء في تقرير لها على الأسباب وظروف الرحلة.
إعلان
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة يوم الأحد (الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2020) في بيان موت 8 أشخاص غرقاً على الأقل وفقدان 12 آخرين أثناء محاولتهم الهجرة من القرن الإفريقي إلى دول الخليج عبر اليمن. وقال أحد الناجين الذي تحدث مع المنظمة الأممية إن المهربين خدعوا المهاجرين، الذين كان معظمهم من الصوماليين والإثيوبيين، وضربوهم بالعصي والقضبان الحديدية.
تزايد أعداد العائدين
"تتزايد أعداد العائدين من اليمن إلى جيبوتي"، تؤكد رئيسة بعثة منظمة الهجرة في جيبوتي، ستيفاني ديفيوت، مشيرة إلى وجود آلاف المهاجرين العالقين في اليمن دون تمكنهم من الوصول لدول الخليج.
وقد أعدت منظمة الهجرة تقريراَ نشرته الأحد (الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2020) استند على مقابلات مع 1526 مهاجراً أعمارهم بين 15 و29. وخرج التقرير بأن معظم المهاجرين لم تكن لديهم فكرة عما ينتظرهم من مخاطر.
الآلاف يسلكون "الطريق الشرقي"
لا يعرف على وجه الدقة أعداد المهاجرين الذين يسلكون "الطريق الشرقي": من القرن الإفريقي إلى اليمن بقصد الوصول لدول الخليج. ويقتبس التقرير بيانات للبنك الدولي تعود للعام 2017 تقول إنه كان هناك 850 ألف مهاجر إثيوبي، 20 بالمئة منهم في السعودية لوحدها. في عام 2019 قدرت منظمة الهجرة عدد حالات التنقل في المنطقة بما يقارب 735 ألف حالة.
وذهب تقرير المنظمة الأممية إلى أن 65 بالمئة من الذين تمت مقابلتهم اتخذوا القرار قبل شهور من الرحلة وأن 20 بالمئة منهم قالوا إن القرار كان "عفوياً". وقد أضاف التقرير أن كل الذين تمت مقابلتهم دفعوا ما يقارب 879 دولاراً لقاء الرحلة، حصلوا عليها من بيع ممتلكات أو دين أو جمعت من العائلة.
وفيما يخص من أقدم على المحاولة للمرة الثانية أو الثالثة، قال التقرير إن 24 بالمئة تم اعتقالهم في الطريق إلى السعودية و17 بالمئة أسيت معاملتهم و18 بالمئة تعرضوا للخداع من المهربين و28 بالمئة طُلب منهم المزيد من النقود أثناء الرحلة. وأشار التقرير إلى قصر المسافات الزمنية بين المحاولات الفاشلة وصل لدى نصفهم إلى 3 أسابيع بين المحاولة والأخرى.
الفقر والاستغلال
كان ضيق ذات اليد وندرة فرص العمل في إثيوبيا والحلم برواتب عالية في السعودية هو الدافع الرئيسي بالنسبة لمعظم من تمت مقابلتهم. وكانت غالبية أعمار من قرروا عدم استكمال رحلتهم أقل من 24 عاماً وغير متزوجين وذوي تحصيل علمي ضعيف.
ونقل التقرير عن أن قرار العودة بالنسبة للنساء كان من أجل العائلة أو الأطفال.
كما تطرق التقرير إلى تفاصيل قصة فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً. "أخذ المهرب هاتفي واتصل بأهلي طالباً المزيد من النقود ومن ثم تركني مع أطفال أخرين"، تقول الفتاة. قدمت لها الإغاثة في أحد مراكز مساعدة ضحايا عصابات تهريب البشر وسيتم إعادتها إلى أهلها قريباً.
وأصدرت المنظمة الدولية للهجرة في نيروبي في نهاية أيلول/سبتمبر بياناً ذكرت فيه أن أكثر من 2000 مهاجراً من إفريقيا وصول إلى نيروبي من اليمن خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الشهر الماضي. ومن بين العائدين أطفال بعمر الثامنة. ومن بين أسباب الفشل في الوصول إلى السعودية إجراءات كورونا وإغلاق الحدود والخطر الكبير الذي يحف بالطريق.
تحد إنساني هائل
معظم العائدين كانوا جائعين ومنهكين وبحاجة لعلاج طبي ما. بعد عبور خليج عدن يقطع المهاجرون العائدون الصحراء الجيبوتية التي تصل درجة الحرارة فيها إلى 40 درجة مئوية. وقال البعض إنهم شاهدوا مهاجرين يموتون من جفاف الجسم بسبب العطش.
وقدر بيان منظمة الهجرة في نيروبي أعداد الذين يحاولون العودة بعد أن تقطعت بهم السبل في اليمن من الصوماليين والإثيوبيين والجيبوتيين بما يقارب 14 ألف مهاجر في شهر آب/أغسطس.
وناشدت منظمة الهجرة الدولية المجتمع الدولي بمد يد العون المادي وبواقع 84 مليون دولار للمساعدة في الاستجابة لأزمة الهجرة في المنطقة. مدير منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي في المنظمة، محمد عبدكير، قال إن التحدي الإنساني "هائل" على دولة صغيرة كجيبوتي.
من القرن الإفريقي إلى اليمن.. طريق الهجرة المزدحم بالاغتصاب والتعذيب
رغم الحرب الطاحنة الضروس فيه، يصل عشرات الآلاف من المهاجرين من شرق إفريقيا إلى اليمن، أملاً في الوصول إلى السعودية والحصول على عمل فيها.. تعرف في هذه الجولة المصورة على أخطر طرق الهجرة في العالم!
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المحطة الأولى: جيبوتي
يفصل مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 30 كم بين اليمن وجيبوتي، لهذا السبب تعد جيبوتي بلد العبور الأول لكثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن. ينحدر معظمهم من إثيوبيا والصومال. الصورة تظهر 3 فيتات أثيوبيات بعد وصولهن إلى جيبوتي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المهاجرون القصر
الرحلة عبر اليمن من القرن الإفريقي إلى السعودية واحدة من أسرع طرق الهجرة نمواً في العالم - على الرغم من اندلاع حرب ضارية في اليمن، ووصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن أكثر من مرة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". أغلب المهاجرين الذين يغادرون بلدان مثل إثيوبيا والصومال هم فتية. مثل هذا الصبي، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً فقط، يغطّي عينيه لحمايتها من عاصفة رملية، بعد عبوره إلى جيبوتي من إثيوبيا.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
عبور المحيط في قوارب متهالكة
الوصول إلى اليمن عبر القرن الإفريقي يرتب على المهاجرين عبور المحيط. وغالباً ما يتم نقلهم في قوارب متهالكة وصغيرة جداً ما يعرض حياتهم للخطر. في كانون الأول/يناير 2019، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي ما لا يقل عن 52 شخصاً قبالة شواطئ جيبوتي. في هذه الصورة يظهر المهاجرون بعد وصولهم إلى وصلوا إلى شواطئ رأس العارة في منطقة لحج باليمن في أواخر تموز/يوليو من هذا العام.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
انتهاك صارخ للحريات
ما أن تنتهي الساعات الطويلة التي يقضيها المهاجرون على متن القوارب الخشبية المزدحمة والمتهالكة حتى يتم نقلهم في شاحنات بواسطة المهربين إلى مجمعات في الصحراء. ويمارس هؤلاء المهربين أبشع طرق التعذيب على المهاجرين والذي يعد انتهاكاً صارخاً يمس حريتهم.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ابتزاز عائلات المهاجرين
يقوم المهربون بسجن المهاجرين في سجون سرية، ثم يبتزون عائلاتهم في دفع ثمن إطلاق سراحهم. السلطات اليمنية لا تبذل أي جهد في سبيل وقف مثل هذه الأنشطة الإجرامية. يتعرض معظم المهاجرين إلى تعذيب يومي بالضرب أو التجويع، بينما تتعرض نساء وفتيات للاغتصاب على أيدي مختطفيهن، وفقاً لتقارير وكالة أسوشيتد برس.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
تعذيب مروع
عبد الرحمن مهاجر إثيوبي عمره 17 عاماً. بعد وصوله إلى رأس العارة، قام المهربون بحبسه وطلبوا أرقام هواتف الأشخاص الذين يمكنهم تحويل الأموال لإطلاق سراحه. أخبر خاطفيه أنه ليس لديه رقم. تعرض للضرب وتُرك دون طعام و ماء لعدة أسابيع. وفي إحدى الليالي، ضرب أحد المهربين ساقه بقضيب معدني. ورمى به في الصحراء. ليعثر عليه بعد ذلك سائق عابر وينقله إلى المستشفى حيث بترت ساقه هناك.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
حالة نادرة من الرأفة
فاطمة وزوجها يعقوب وصلا إلى اليمن على متن قارب من جيبوتي برفقة طفليهما، وجود الطفلين معهما دفع المهربين إلى الرأفة بحالهما والإفراج عنهما. يسعى الزوجان للوصول إلى المملكة العربية السعودية، لكن ذلك سيكون شاقا عليهما خاصة وأنهما سيعبران طرقا صخرية وصحاري تضربها العواصف الرملية ودرجات حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ملعب مدمر يتحول لملجأ مهاجرين
يقع ملعب"22 مايو-أيار" لكرة القدم في مدينة عدن الساحلية معبر المهاجرين الشرقي. تحول هذا الملعب إلى ملجأ مؤقت للمهاجرين رغم تعرضه لدمار جزئي إبان الحرب. هذا المهاجر الإثيوبي البالغ من العمر 14 عاماً، يأخذ قسطا من الراحة على سرير في الإستاد بعد تعرضه لإيذاء جسدي أثناء رحلته إلى اليمن. قامت قوات الأمن بإيواء مهاجرين أسرتهم خلال جولاتها في الملعب.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
في مرمى النيران
يسافر العديد من المهاجرين في اليمن الذين يرغبون في الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر محافظة الضالع، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الجنوبي. البقاء في الضالع أو السفر من خلالها خطير جداً. لجأ هؤلاء المهاجرون في كوخ صغير في سوق القات. يبعد خط القتال الأمامي بين رجال القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بضع مئات من الأمتار.
الكاتب: مارا بيرباخ/ حمزة الشوابكة