أمريكا تحظر دخول 16 سعوديًا على علاقة بمقتل خاشقجي
٩ أبريل ٢٠١٩
أعلنت الخارجية الأمريكية منع 16 سعوديا، قالت إنهم على صلة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي، من دخول البلاد بينهم سعود القحطاني وماهر مطرب القائد المفترض لما يسمى بـ"فرقة الإعدام" التي قتلت خاشقجي في إسطنبول قبل أكثر من 6 شهور.
إعلان
منعت وزارة الخارجية الأميركية 16 سعوديًا من دخول الولايات المتحدة على خلفيّة "دورهم" في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في وقت لا تزال إدارة الرئيس دونالد ترامب تواجه انتقادات لاذعة بشأن طريقة تعاملها مع القضية.
وعدّد بيان لوزارة الخارجية الأميركية الإثنين (8 نيسان/ أبريل 2019) الأفراد الـ16 وقال إنه تم إدراجهم على قائمة الممنوعين من دخول البلاد بموجب قانون متعلق بالعمليات الخارجية. وينصّ هذا القانون على أنه "في حالات عندما يكون لدى وزير الخارجية معلومات موثوقة بأن مسؤولين من حكومات أجنبية تورطوا في عمليات فساد كبيرة أو انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، يمنع دخول هؤلاء الأشخاص وأفراد عائلاتهم المباشرين إلى الولايات المتحدة". ويتطلب القانون من وزير الخارجية "تحديد مسؤولين من هذا النوع وأفراد عائلتهم المباشرين علنا أو سرا".
!"نيويورك تايمز": ولي العهد السعودي هدد باستخدام "رصاصة" ضد خاشقجي
01:49
ومن بين الممنوعين من دخول البلاد، سعود القحطاني، وهو مستشار سابق مقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، وماهر مطرب، القائد المزعوم لما يسمى بـ "فرقة الإعدام" المكونة من 15 شخصا. كما منعت واشنطن أيضا دخول صلاح الطبيقي الذي شوهد وهو يحمل منشار عظام، الذي يزعم أنه استخدم في تقطيع جثة خاشقجي بعد قتله في مبنى السفارة السعودية في إسطنبول.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية سحبت تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة من نحو 20 مسؤولا سعوديا وفرضت عقوبات مالية على 17 آخرين على خلفيّة هذه القضيّة.
وقُتل خاشقجي، الذي كتب مقالات بعضها مناهض للحكومة السعودية في صحيفة "واشنطن بوست"، بتاريخ 2 أكتوبرـ تشرين الأول الماضي وقطّعت جثته في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول على أيدي فريق من 15 شخصا. وبعدما نفت الرياض في مرحلة أولى حصول جريمة قتل في القنصليّة، أعلنت لاحقا أن عناصر "خارج إطار صلاحيّاتهم" نفذوا العملية، وأقدمت على إقالة مسؤولين من مناصبهم، بعضهم مقرّب من وليّ العهد السعودي. وبدأت محاكمة 11 مشتبهاً بهم في الجريمة بداية العام أمام القضاء السعودي. لكن لا يزال الغموض يلف معظم نواحي العملية، بما في ذلك دور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فيها.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الشهر الماضي أن الأمير محمد بن سلمان أقرّ حملة أمنية سرية لتكميم أفواه المعارضين قبل عام من مقتل خاشقجي، الذي كان يقيم في الولايات المتحدة. وشملت الحملة عمليات مراقبة وخطف واعتقال وتعذيب للسعوديين، وفق ما أفاد التقرير نقلا عن مسؤولين أميركيين اطلعوا على تقارير استخباراتية سريّة تتعلق بالحملة المفترضة.
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن المملكة شكّلت "فريقاً للتدخل السريع"، بحسب "نيويورك تايمز". ونفّذ أعضاء الفريق الذي قتل وقطّع جثة خاشقجي بعض المهمات السرية على الأقل، ما يوحي بأن عملية قتل الصحافي لم تكن إلا جزءا من حملة أوسع ضد المعارضين، بحسب ما أفاد التقرير نقلا عن مسؤولين أميركيين وأشخاص على صلة ببعض الضحايا السعوديين.
ص.ش/و.ب (أ ف ب، د ب أ)
هؤلاء حاصرتهم قضية مقتل خاشقجي وأحرجتهم أمام الرأي العام
شخصيات كثيرة عبر العالم ترغب في نهاية قضية خاشقجي بأسرع وقت نظراً لكمّ الإحراج الذي تتعرض له، لكن مع كلّ تسريب جديد تعود القصة للحياة من جديد. من هم هؤلاء الذين حاصرتهم القضية؟
محمد بن سلمان
هيأ ولي العهد السعودي كلّ شيء لأجل قيادة السعودية خلفاً لوالده، ورغم ثقل الملّفات المتهم بتورطه بها، كحرب اليمن وحملة الاعتقالات الواسعة، إلّا أن اغتيال خاشقجي في قنصلية بلاده وضع الأمير الشاب في مرمى الانتقادات، خاصة مع تسريبات السي أي إيه التي استنتجت أن العملية جرت بموافقته. ولا تستبعد عدة تقارير إعلامية، إقدام القصر السعودي، في حال اشتداد الضغوط عليه، على عزل ولي العهد من منصبه.
صورة من: picture-alliance/AP/A. Nabil
عادل الجبير
اختفى الجبير تماماً في قضية خاشقجي، رغم أن الأمر يتعلّق بقنصلية هو المسؤول عنها سياسياً. تعوّد المتتبع على كثرة تصريحات وزير الخارجية الشاب في دفاعه عن القصر الملكي، لكن صمته أعطى رسالة بوجود أوامر عليا بضرورة تجنب التعليق في قضية خاشقجي. أول تصريح من الجبير في القضية كان: "القيادة السعودية خط أحمر"، ويبدو أن الرجل يحسب ألف مرة قبل الإدلاء بأيّ كلمة كي لا يجد نفسه في دائرة الإعفاء أو المحاسبة.
صورة من: Reuters/W. Kurniawan
بلاط بن سلمان
رغم كل ما قدمه المستشار سعود القحطاني، من قيادته لأدوات الدعاية الإلكترونية وردوده "العدائية" على خصوم ولي العهد، ورغم اضطلاع أحمد العسيري بمهام التواصل في حرب اليمن ثم انتقاله للمخابرات بناءً على رغبة بن سلمان، إلّا أنهما كانا في الصفوف الأولى لمن تمت التضحية بهم في قضية خاشقجي. غير أن حظهما العاثر جعل تنحيتهما من منصبيهما غير ذات قيمة، فتداعيات القضية لم تتوقف.
صورة من: Getty Images/AFP/F.Nureldine
الإعلام السعودي
أسئلة كثيرة تُطرح حول طريقة تعامل وسائل الإعلام السعودي مع القضية. تماهت أولا مع الإنكار الرسمي، وحمّلت المسؤولية لإيران وقطر والإخوان، ولما بدأت السعودية الاعتراف بوقوع الجريمة، بذل الإعلام ذاته جهدا كبيرا لمحاولة إقناع الرأي العام برواية شكّك فيها الكثيرون، في وقت استغل فيه الإعلام القطري القضية لـ"تصفية" حسابات بلاده مع الرياض. (في الصورة وليد إبراهيم مالك مجموعة إم بي سي).
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
عبد الرحمن السديس
يعرف المسلمون خطيب المسجد الحرام في مكة بصوته المنتشر في أشرطة قراءة القرآن، لكنهم فوجؤوا به يقرأ خطباً سياسيةً تدافع عن ولي العهد بشكل غير مسبوق. وجد السديس تفسيراً لقضية خاشقجي بالقول إن هناك محاولة لاستفزاز مشاعر مليون مسلم، لكن ليس السديس لوحده في هذا السياق، فالمؤسسة الدينية السعودية برمتها تدافع عن سياسات القصر، وعبّرت على الدوام عن مواقف لصالح حكام البلاد.
صورة من: picture-alliance/AP Images/M. Elshamy
دونالد ترامب
فضائح كثيرة حاصرت الرئيس الأمريكي واستطاع الإفلات منها، لكن مطرقة خاشقجي تدق في رأسه منذ عدة أسابيع. الضغط في الولايات المتحدة يدفع بترامب إلى تحديث تصريحاته حول القضية، ما أدى إلى تناقضه أكثر من مرة في الأجوبة. يعلم ترامب أن الانصياع للضغوط قد يكلفه خسارة علاقته مع ابن سلمان، ومن ثمة خسارة صفقات مالية ضخمة، لذلك يحاول إيجاد صيغة وسطية لا تضرب تحالفه مع السعوديين في مقتل.
صورة من: Reuters/K. Lamarque
جاريد كوشنر
صهر ترامب وأحد مستشاريه. يُعرف بكونه أحد أبرز أصدقاء ابن سلمان في الخارج. تقول تقارير الإعلام الأمريكي إنه يشكّل الوسيط المهم بين ابن سلمان وترامب، وإنه دافع على الدوام عن الرياض في دهاليز السياسة الأمريكية ووجد الكثيرمن الأعذار لولي العهد السعودي، لكنه يبدو أنه لم يستطع إيجاد الأعذار المناسبة في قضية خاشقجي، بل بات كوشنر، وفق تقارير إعلامية، يتهرب من التواصل المباشر مع ابن سلمان حول القضية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Vucci
محمد بن زايد
راهن ولي العهد الإماراتي على محمد ابن سلمان، لأجل محاصرة الإسلام السياسي والنفوذ الإيراني ووقف تداعيات الربيع العربي، لكن مهندس السياسات الإماراتية لم يدل بمواقف في قضية خاشقجي، فهل تخلّى تماماً عن حليفه الشاب؟ عمق الشراكة بين الرجلين تجعل كل واحدٍ منهما يحتاج للآخر في مثل هذه الملفات الحساسة، لكن الزلزال الذي أحدثه مقتل خاشقجي قوي جداً ووصلت شظاياه إلى أبعد ما تخيله أصحاب العملية.
صورة من: picture-alliance/AA/B. Algaloud
عبد الفتاح السيسي
منذ صعوده إلى الرئاسة، والسيسي يمثل حليفاً استراتيجيا للسعودية، خاصة في المعركة ضد الإخوان. يراهن السيسي على المساعدات السعودية لتحسين أوضاع بلدٍ يعاني اقتصادياً، وفي المقابل لا يبخل بأيّ شكل من الدعم السياسي للرياض. لكن دفاعه عنها جاء محتشما في قضية خاشقجي. يعي السيسي أن سقوط بن سلمان سيؤثر سلباً على حكمه لمصر، لكنه لا يريد رفع النبرة في جريمة ستضيف المزيد من السواد لسيرته الحقوقية .
صورة من: picture-alliance/Xinhua/MENA
إيمانويل ماكرون
كجل زعماء الغرب، يرفع الرئيس الفرنسي شعار حقوق الإنسان في تعامله مع الشرق، لكن عندما يتعلّق الأمر بالسعودية، التي تشتري ملايين اليوروهات من أسلحة فرنسا، يجد ماكرون مبرّرات الاقتصاد والتعاون الاستراتيجي لاستمرار العلاقة. وحتى عندما تعالت الأصوات بوقف صادرات الأسلحة رداً على جريمة خاشقجي، رّد ماكرون بحدة عكست موقفه الصعب، لكنه حاول الاستدراك بالتأكيد على خطورة جريمة خاشقجي.
صورة من: Imago/Belga/E. Lalmand
تيريزا ماي
قبل أشهر، خرج عشرات المتظاهرون للضغط على رئيسة الوزراء البريطانية حتى توقف صفقات الأسلحة خلال استقبالها لابن سلمان، لكنها رفضت التفريط في تحالف لندن والرياض. تواجه ماي أياما صعبة بسبب دعوات لسحب الثقة منها، لذلك لا ترغب بإضافة صداع جديد يخصّ قضية خاشقجي، وحاولت تقديم ردٍ قوي بوصف اعتراف السعودية الأول في القضية بالفاقد للمصداقية، غير أن مثل هذه التصريحات لم تشف غليل معارضيها.
صورة من: Reuters/H. Nicholls
بنيامين نتنياهو
انتظرت القيادة الإسرائيلية لعقود موقفا معتدلا من السعودية إلى أن جاء عهد ابن سلمان الذي لم يمانع بحق إسرائيل في الوجود. لذلك تشكّل أزمته الحالية مشكلاً لدى بنيامين نتنياهو الذي لا يرغب حتماً في عزل أمير يتقاسم مع إسرائيل الكثير من الأهداف، منها "صفقة القرن" ودورها في مشروع نيوم، والوقوف في وجه المشروع الإيراني بالمنطقة، وتقزيم دور حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية المقاتلة.