الولايات المتحدة لا تريد فرض عقوبات "تصيب إيران بالشلل"
٢٦ فبراير ٢٠١٠أعلن متحدث باسم البنتاغون، جيف موريل، أن وزيري الدفاع الأمريكي روبرت غيتس والإسرائيلي إيهود بارك بحثا أمس الخميس 25 فبراير/شباط في واشنطن الجهود الدبلوماسية التي تبذل من أجل فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. يأتي هذا الاجتماع وسط التوتر الدولي المتزايد حول عمليات تخصيب اليورانيوم التي تقوم بها إيران.
ونقل المتحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عنه قوله لنظيره الأمريكي: "إيران ليست مشكلة لإسرائيل وحدها، وإنما للعالم كله. وفي هذه المرحلة من المهم فرض عقوبات قاسية على إيران للحيلولة دون تقدمها نحو اكتساب أسلحة نووية."
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن المحادثات بين الوزيرين تناولت الحاجة إلى "فرض عقوبات فعالة" لإقناع إيران بالانصياع لالتزاماتها الدولية. وكان موريل قال للصحافيين في وقت سابق إن البلدين متفقتان على أن الوقت قد حان كي يتم تعزيز العقوبات نظراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتصرف حتى الآن بـ"ازدراء" إزاء الجهود الدبلوماسية. وأوضح أن الولايات المتحدة تشاطر إسرائيل قلقها حول هذه المسالة مضيفا أن موقف قادة إيران لا يترك "أي خيار آخر للأسرة الدولية غير الاتجاه نحو نظام عقوبات صارم".
مساعي لكسب التأييد البرازيلي
من ناحية أخرى، قالت الخارجية الأمريكية الخميس رداً على انتقادات روسية، إن واشنطن تريد الضغط على إيران دون اللجوء إلى "عقوبات تصيبها بالشلل" وتؤثر على مواطنيها بالخصوص. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبدى الخميس معارضته لفرض عقوبات اقتصادية "تخنق إيران"، في سياق الرد على الخلاف بشأن الملف النووي بين طهران والقوى الكبرى. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، في هذا السياق: "نحن نؤمن بفرض عقوبات فعالة، يكون لها الوقع المرغوب فيه على الحكومة الإيرانية"، مذكرا بأن واشنطن ترغب في استهداف السلطة العسكرية والاقتصادية للحرس الثوري.
غير أن بعض الدبلوماسيين يقولون إنه حتى إذا تمكنت الدول الست من الاتفاق على قرار، فقد تواجه معارضة من بعض الدول التي تشغل العضوية الدورية حاليا في المجلس ومن بينها البرازيل. وفي محاولة لكسب تأييد البرازيل قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وكيل وزارة الخارجية وليام بيرنز المكلف بالشؤون الإيرانية سيتوجه إلى البرازيل اليوم الجمعة قبل زيارة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مقررة الأسبوع القادم.
تنسيق ألماني روسي
وفي تطور آخر، أجرى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل محادثات هاتفية مساء أمس الخميس حول البرنامج النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط . وكانت ميركل طالبت أمس مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرارات من شأنها تشديد العقوبات ضد إيران بسبب تزايد المخاطر من تسلحها نوويا.
وقالت ميركل في حديث مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه" إنها تأمل انضمام روسيا والصين، وكثير من الدول الأخرى، لجهود المجتمع الدولي والمشاركة في تشديد العقوبات ضد طهران. وأشارت ميركل إلى أن الأسابيع المقبلة ستكشف مدى فرص نجاح التوصل إلى قرار بالعقوبات، وحذرت في الوقت نفسه من اضطرار أوروبا لاتخاذ إجراءات منفردة، في حال عدم التوصل إلى قرار لمجلس الأمن. وأكدت المستشارة الألمانية أن دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين تنسق الجهود في الوقت الحالي للاتفاق على موقف أوروبي موحد تجاه تشديد العقوبات ضد إيران. واعترفت ميركل بوجود قلق في أوساط الشركات والمؤسسات الاقتصادية حول تطور الأوضاع في إيران، خاصة فيما يتعلق برد فعل إيران على تضييق الخناق عليها في بعض المجالات الإستراتيجية مثل تقنيات معامل تكرير النفط والمنتجات النفطية.
(ي ب / ا ف ب / د ب ا/ رويترز)
مراجعة: سمر كرم