بعد انتخابه رئيسا جديدا للحكومة اليابانية من قبل غالبية النواب في البرلمان أعلن شينزو آبي عن تشكيلة حكومته الجديدة، التي تضم خبراء وسياسيين محنكين لمعالجة القضايا العالقة في اليابان، وفي مقدمتها مكافحة الركود الاقتصادي وإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع الجارة الصين. وقد اختار آبي النائب السابق بمجلس النواب فوميو كيشيدا وزيرا للخارجية. ودخل كيشيدا معترك السياسة بعد أن عمل في بنك الائتمان طويل الأجل الذي لم يعد له وجود حاليا، كما عمل وزيرا للدولة لشؤون جزيرة أوكيناوا التي تستضيف أغلب القوات الأمريكية في اليابان وذلك في أول حكومة برئاسة آبي.

وأسندت وزارة الدفاع إلى إيتسونوري أونوديرا، وهو نائب سابق أيضا بمجلس النواب. وقد عمل أونوديرا (52 عاما) نائبا لوزير الخارجية في أول حكومة رأسها آبي أيضا. وعين شينزو آبي، رئيس مجلس الوزراء الأسبق تارو آسو، ليساعده في إنفاذ سياساته التي تعتمد على تيسير نقدي قوي وتعزيز الإنفاق للتغلب على انكماش الأسعار والسيطرة على الين المرتفع. وكان آسو (72 عاما) رئيسا للوزراء في 2008 و2009 وأطلق حينها حزم تحفيز اقتصادي ضخمة لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية، لكن جهوده طغت عليها أخطاء وفضائح وسقطات متعلقة بالسياسة النقدية أدت لخسارة حزبه الديمقراطي الحر السلطة بعد أكثر من نحو نصف قرن في الحكم بلا انقطاع.

وعين آبي كذلك خبير السياسة النقدية توشيميتسو موتيجي (57 عاما) وزيرا للتجارة والصناعة وسيتولى أيضا حقيبة الطاقة المهمة، في الوقت الذي تضع فيه الحكومة الجديدة سياستها للطاقة النووية لما بعد أزمة محطة فوكوشيما. وعين رئيس الوزراء الجديد أكيرا أماري وزير التجارة السابق وزيرا مسؤولا عن إنعاش الاقتصاد. وسيرأس أماري (63 عاما) أيضا مجلس السياسة الاقتصادية والمالية وهو مجلس استشاري لم يكن له دور يذكر في ظل الحكومة السابقة بقيادة الحزب الديمقراطي. ويتولى المجلس تحديد أولويات الاقتصاد الكلي.

شينزو آبي يحصل على تأييد أغلبية البرلمان الياباني

وكان البرلمان الياباني قد انتخب شينزو آبي (58 عاما) في وقت سابق اليوم الأربعاء رئيسا للحكومة بعد عشرة أيام على الانتصار الساحق الذي حققه الحزب الليبرالي الديمقراطي (يمين) في انتخابات تشريعية مبكرة. وحصل آبي، الذي سبق أن تولى هذا المنصب في عامي 2006 و 2007 على أصوات 328 نائبا من أصل 478 شاركوا في التصويت الذي أجري أمس الأربعاء في مجلس النواب.

ويأمل آبي بمساعدة هذه التشكيلة الحكومية الخروج باليابان في حالة من الركود بسبب ارتفاع الين وتراجع الصادرات والأزمة الاقتصادية العالمية وتصاعد التوترات مع الصين، أكبر شريك تجاري لليابان، بسبب نزاع حول مجموعة من الجزر. وعلى الصعيد الدبلوماسي، وعد آبي بتعزيز العلاقات اليابانية مع الولايات المتحدة وأعلن عن خطته لزيارة واشنطن وعقد محادثات مع الرئيس باراك أوباما في أواخر الشهر المقبل. وقال آبي إنه لا يريد تصعيد التوترات مع الصين بسبب النزاع حول مجموعة جزر في بحر الصين الشرقي تطالب بكين وتايبيه أيضا بالسيادة عليها. ولكنه أصر على أن الجزر الخاضعة لإدارة اليابان هي "جزء من اليابان . ومن ثم فإنه لا مجال للتفاوض".

ش.ع / ا.م (ا.ف.ب، رويترز)