شارك إمبراطور اليابان ورئيس الوزراء في إحياء ذكرى كارثة فوكوشيما التي لا تزال آثارها بارزة والدمار الذي خلفه التسونامي يشهد على هول الكارثة. كما أن أكثر من 170 ألف من السكان لم يستطيعوا حتى اليوم العودة إلى بيوتهم.
إعلان
تحيي اليابان اليوم الجمعة (11 مارس/ آذار) الذكرى الخامسة لزلزال مدمر وما تلاه من موجات مد عاتية (تسونامي) في شمال شرقي البلاد، وهو ما تسبب في أسوأ حادث نووي في البلاد. ومن المقرر أن يحضر الإمبراطور أكيهيتو في وقت لاحق مراسم لإحياء ذكرى تلك الأحداث برعاية الحكومة، وذلك إلى جانب رئيس الوزراء شينزو آبي والناجين من الكارثة.
وكان الزلزال البالغ قوته 9 درجات على مقياس ريختر وموجات "تسونامي" قد خلفا 15 ألفا و894 قتيلا و2561 مفقودا، معظمهم في المناطق الساحلية في مقاطعات أيواتي ومياجي وفوكوشيما، وفقا لما ذكرته هيئة الشرطة الوطنية. وقالت هيسايو أيزاوا، إحدى سكان إيشينوماكي، وهي أحد أكثر المناطق تضررا جراء الكارثة: "لم أكن أتوقع أن تسونامي بمثل هذه الضخامة سوف يضرب هذه المدينة .. وحثتني جارتي على الانتقال معها إلى منطقة ذات أرض مرتفعة ". وتسببت الموجات في قتل زوجها وجرفت متجر الأرز الخاص بها ومنزلا في المنطقة الساحلية وعاشت أيزاوا وأسرتها في منزل مؤقت بالمدينة لمدة أربعة أعوام ونصف العام. يذكر أن أيزاوا من بين 16 ألفا و22 مقيما ما زالوا يعيشون في منازل مؤقتة في إيشينوماكي. وبلغ إجمالي من يعيشون بعيدا عن منازلهم حتى منتصف شباط/فبراير الماضي 174 ألفا و471 شخصا مقارنة بـ 470 ألف شخص في ذروة الأحداث، وفقا للحكومة.
وكانت محطة فوكوشيما دايتشي النووية قد شهدت انصهارا في ثلاثة من مفاعلاتها جراء الزلزال وموجات التسونامي. ولم يتمكن نحو 100 ألف شخص من العودة إلى منازلهم بالقرب من ذلك المجمع بسبب التلوث الإشعاعي. ومن المتوقع أن تستغرق عملية تفكيك المفاعل أكثر من أربعة عقود.
ع.ج/ ع.ش (د ب أ)
فوكوشيما: لا نهاية لسلسلة الخلل في المفاعل النووي المتضرر
ارتفاع مستوى الإشعاع في محطة الطاقة النووية المتضررة فوكوشيما مجددا دفع الحكومة اليابانية لتخصيص حزمة مساعدات مالية بالملايين لاحتواء الحادثة. ويبدو أن سلسلة الخلل الفني في المفاعل النووي المنكوب لا ينتهي.
صورة من: picture alliance/dpa
الحكومة اليابانية تدير شؤون حادثة فوكوشيما
تسعى الحكومة اليابانية بقيادة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى إثبات قدرتها على احتواء الأزمة، وذلك بعد الإعلان خلال عطلة نهاية الأسبوع أن الإشعاعات في موقع محطة الطاقة النووية المتضررة في فوكوشيما أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقا. الأمر الذي دفع طوكيو الآن إلى التدخل مباشرة في إدارة شؤون الحادث.
صورة من: Reuters
مساعدات حكومية مالية بالملايين
حوالي 360 مليون يورو هو المبلغ الذي تريد الحكومة اليابانية تخصيصه لتأمين سلامة المحطة النووية المتضررة فوكوشيما. فهي تسعى بذلك لمنع تسرب المياه المشعة الملوثة وتخطط أيضا لبناء جدار واق تحت الأرض يبلغ طوله ما يقارب 1،5 كيلومتر يعزل التربة المتجمدة عن المفاعل النووي.
صورة من: Reuters/Kyodo
رسالة الحكومة اليابانية واضحة
"عيون العالم تتوجه صوبنا ليروا ما إذا كنا قادرين على توقيف تشغيل محطة الطاقة النووية في فوكوشيما". كان هذا تصريح لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يوم الثالث من سبتمبر. وقد أعلنت الحكومة تدخلها للسيطرة على أزمة فوكوشيما الآن قبل أن تجرى قرعة منح دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020 والتي تشارك فيها مدينة طوكيو أيضا.
صورة من: Reuters
أرقام مخيفة
تبلغ درجة الإشعاعات النووية التي تم قياسها في أحد خزانات المياه في المحطة النووية المتضررة 1،800 مللي زيفرت للساعة. أربع ساعات هي المدة القصوى التي يمكن لأي شخص تعرض لهذا الإشعاع أن يتحملها، وإلا تحولت هذه الجرعة إلى مادة مميتة. يذكر أن قياسات رسمية للإشعاعات النووية في نفس المكان وصلت قبل بضعة أيام إلى 100 مللي زيفرت للساعة فقط.
صورة من: Reuters/Tokyo Electric Power Co
انتقادات متزايدة
تزايدت الانتقادات الموجهة لشركة تيبكو المُشغلة لمحطة الطاقة النووية فكوشيما بسبب عدم قدرتها الكافية لإدارة الكارثة بعد الحادث الذي وقع عام 2011. وتُتهم الشركة المُشغلة بتسترها المستمر لإخفاء حجم الكارثة وإبلاغ الرأي العام.
صورة من: Reuters/Issei Kato
مياه كثيفة لا يمكن السيطرة عليها
زلزال تسونامي الذي ضرب اليابان أدى إلى انصهار نووي في بعض المفاعلات بالمحطة النووية في فوكوشيما، ما دفع بالمسئولين إلى ضخ مياه باستمرار لتبريد المفاعلات. وقد تم تخزين المياه الملوثة في خزانات ومعالجتها لإعادة استعمالها مرة أخرى للتبريد. لكن الرياح تجري بما لا تشتهي شركة تيبكو، فكل يوم تخترق مياه جوفية الخزانات وتختلط بمياه التبريد الملوثة.
صورة من: Reuters/Kyodo
خزانات تُسرب مياه ملوثة
مشاكل متكررة تعرفها خزانات المياه المشعة، لأن معظم هذه الحاويات مصنوعة من ألواح صلب تم تلحيم بعضها بالبعض، مما أدى إلى تسرب المياه الملوثة عبر ثقوب في الخزانات. ويعتقد أن المياه الملوثة بالإشعاع قد تدفقت عبر هذه الثقوب إلى شبكات الصرف الصحي وبالتالي إلى البحر.
صورة من: Reuters
الإعلان عن خطورة الوضع رسميا
لم تُدلي الجهات المسئولة بخطورة الوضع وتسرب المياه المشعة إلا ابتداء من 19آب/ أغسطس الماضي. فقد تسربت نحو 300 طن من المياه المشعة، ما دفع هيئة مراقبة الطاقة النووية للمرة الأولى إلى رفع سقف خطورة الوضع منذ وقوع الحادث. وأدرج الحادث من 3 إلى 7 على المقياس الدولي للحوادث النووية (إيناس).
صورة من: picture-alliance/dpa
هل سيدفع المحيط الهادئ ثمن عدم اللامبالاة؟
لم تستبعد هيئة مراقبة الطاقة النووية اليابانية ضخ المياه المُشعة إلى البحر بشرط أن يكون التلوث الإشعاعي تحت العتبة المسموح بها. ووفق تصريح لشونيتشى تاناكا رئيس هيئة مراقبة الطاقة النووية اليابانية، فإن هذه الخطوة لا مفر منها وذلك لعدم وجود ما يكفي من الحاويات لتخزين هذه الكميات الكبيرة من مياه التبريد الملوثة.
صورة من: Reuters
العيش في ظل الاشعاعات النووية
تداعيات كارثة فوكوشيما النووية ستظل تَشغلُ الناس في المنطقة لفترة طويلة، ووفقا لتيبكو الشركة المُشغلة لمحطة فوكوشيما النووية، فأن عملية احتواء أضرار هذه الحادثة سوف يستغرق فترة تصل إلى 40 عاما تقريا.