نتيجة تدعو إلى لابتهاج: كان من المقرر ألا يسير الروبوت أبورتشونيتي أكثر من كيلومتر واحد حين وصل قبل عشر سنوات إلى المريخ. ولكنه واصل المسير على سطح الكوكب دون كلل أو ملل لمسافة 40 كيلومترا منذ ذلك الحين محققا رقما قياسيا لم يكن متوقعا.

وبالسير لمسافة 40 كيلومترا حتى الآن تجاوز المسبار أبورتشونيتي الرقم القياسي السابق، الذي حققته عام 1973 العربة الفضائية السوفياتية الذاتية الحركة لونوخود2، والتي سارت حوالي 39 كيلومترا على سطح القمر في غضون 5 أشهر. وبذلك يكون أبورتشونيتي قد سار مسافة أطول من أية مسافة سارها أي مسبار فضائي آخر حتى الآن خارج الأرض، ولذلك فقد أشاد جون كالاس مدير مشاريع وكالة ناسا القائمين على هذا المشروع البحثي.

الروبوت سبيريت، توأم المسبار أبورتشونيتي، توقف عن العمل مبكرا عام 2010. أما أبورتشونيتي فيواصل المسير، وبقي له حوالي كيلومترين فقط ليبلغ مسافة الماراثون: 42.2 كيلومترا. ولذلك يسمي الباحثون في وكالة ناسا النقطة التي سيصل إليها الروبوت عند هذه المسافة بنقطة "وادي الماراثون".

الروبوت كوريوسيتي هو خليفة الروبوت أبورتشونيتي منذ شهر أغسطس/ آب 2012. وهو يسير على الكوكب الأحمر ويرسل صورا من رحلته ومن عينات الصخور إلى مركز التحكم على الأرض. واليوم (6 أغسطس/ آب 2014) يحتفل الروبوت كوريوسيتي بعيد ميلاده الثاني على سطح المريخ.

يجمع الروبوت كوريوسيتي عينات للصخور والغبار. ويتم تحليل هذه العينات لمعرفة إن كانت هناك مياه وحياة في الماضي على سطح المريخ.

وجد الباحثون عناصر كالكبريت والنيتروجين والفوسفور والكربون في العينات. وجميعها عناصر كيماوية تلعب دورا مهما في نشوء الحياة.

يعمل هذا المسبار الذي يزن 900 كيلوغرام بالطاقة الشمسية والطاقة النووية.

الروبوت كوريوسيتي يلتقط صورا لمحيطة وكذلك يقوم بتصوير نفسه ويرسل الصور إلى الأرض.

الروبوت كوريوسيتي يسير ويسير ويسير، ويواصل المسير على سطح الكوكب الأحمر. ومن يدري! فقد يلتقي بالروبوت أبورتشونيتي لتجمعهما صداقة حميمة على سطح المريخ.