شولتس في اليابان لتعزيز العلاقات والتعاون الاقتصادي
١٨ مارس ٢٠٢٣وصل المستشار الألماني أولاف شولتس وستة من وزراء حكومته إلى طوكيو، لإجراء محادثات مع مسؤولي الحكومة اليابانية لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
واجتمع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والمستشار الألماني أولاف شولتس، والعديد من الوزراء من الجانبين في طوكيو اليوم السبت (18 مارس/ آذار 2023)، لإجراء أول مشاورات حكومية ألمانية-يابانية. وقال كيشيدا في مستهل المشاورات إن العلاقات الوثيقة بالفعل بين البلدين سترتقي بذلك "إلى مستوى جديد".
وتحدث شولتس عن "إشارة على العلاقات الجيدة للغاية"، وأضاف: "المشاورات الحكومية ستدفع تعاوننا الاستراتيجي بشكل أكبر إلى الأمام، وهي مساهمة مهمة للغاية في إعطاء هذا التعاون الوثيق زخما جديدا نريد تحقيقه معا".
وقال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني ياسوتوشي نيشيمورا خلال اجتماع مع وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في طوكيو: "في ضوء الوضع الدولي المتغير بشدة، فإن تعزيز التعاون الاستراتيجي بين بلدينا له أهمية كبيرة، أيضا بالنسبة لصياغة النظام الدولي".
وفي مستهل المشاورات الحكومية الأولى بين البلدين، أشار هابيك إلى استغلال مصادر المواد الخام كمجال محتمل للتعاون. وقال هابيك إن موضوع إمدادات الطاقة المحايدة مناخيا "يبدو لي مناسبا لتعزيز التعاون". وقال نيشيمورا: "في ضوء التقارب بين الصين وروسيا وانقسام الاقتصاد العالمي، تزداد أهمية تضافر الدول الغربية". وتعد ألمانيا الشريك التجاري الأهم لليابان في أوروبا، و اليابانهي ثاني أكبر شريك تجاري لألمانيا في آسيا بعد الصين.
وهذه المشاورات هي الأولى بين الحكومتين الحاليتين للبلدين، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، القوية بالفعل. وسيكون الأمن الاقتصادي محور المحادثات. والهدف الرئيسي من الزيارة هو توسيع التعاون الدولي من أجل خفض معدل الاعتماد على القوى الاقتصادية الفردية، على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر باستيراد المواد الخام من مصدر واحد.
وفي العام الماضي، أصدرت اليابان، التي تستورد المواد الخام على نطاق واسع، قانونا للأمن الاقتصادي، تعتبره الحكومة الألمانية نموذجيا. وتستخلص ألمانيا بذلك الدروس مناعتمادها سابقا على روسيا في الحصول على الغاز، والذي لم يكن ممكنا كسره بعد الغزو الروسي لأوكرانيا إلا بإجراءات جذرية.
تقليص الاعتماد على الصين
وعقدت الحكومات الألمانية مشاورات مماثلة في الماضي مع الصين والهند والبرازيل وإسرائيل، وحتى عام 2012 مع روسيا أيضا. وبهذه الطريقة يتم تعميق العلاقات مع الشركاء القريبين بالفعل أو الشركاء الأكثر أهمية استراتيجية. ووفقا للوفد الألماني، فإن قبول اليابان الآن في هذا "النادي الحصري" هو "استكمال منطقي" من وجهة النظر الألمانية.
وبالنسبة لليابان، هذه هي المشاورات الحكومية الأولى على الإطلاق. وكان شولتس زار اليابان بالفعل في نيسان/ أبريل عام 2022 كأول دولة آسيوية بعد توليه منصبه. وعلى خلاف أسلافه، أنغيلا ميركل وغيرهارد شرودر، لم يتوجه شولتس إلى الصين أولا.
وهذه الزيارة تحمل أيضا إشارة واعية جدا من ألمانيا نحو اليابان حيث تريد ألمانيا توسيع شراكاتها الدولية وتقليل الاعتماد الاقتصادي على الصين. ويرافق شولتس في رحلته وزير الاقتصاد روبرت هابيك، ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، ووزير المالية كريستيان ليندنر، ووزيرة الداخلية نانسي فيزر، ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس، ووزير النقل فولكر فيسينغ، بالإضافة لوفد تجاري مكون من 11 شخصا.
ومن المتوقع أيضا أن تتناول محادثات شولتس مع كيشيدا قضايا الدفاع. وأرسلت القوات المسلحة الألمانية بالفعل سفينة حربية وطائرات مقاتلة إلى منطقة المحيط الهادئ لتعزيز التعاون مع القوات الصديقة هناك. وتعتزم المشاركة في تدريبات هذا العام. وتترأس اليابان حاليا مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، للاقتصادات الرئيسية في العالم. وتستضيف مدينة هيروشيما اليابانية قمة المجموعة في أيار/ مايو المقبل.
ع.ج/ ع.ج.م (د ب أ)