"اليسار" الألماني يخشى من سياسة أكثر تشددا تجاه اللاجئين
٩ فبراير ٢٠١٨
حزب اليسارالألماني (معارضة) يرى في تنصيب مرتقب لهورست زيهوفر وزيرا للداخلية مؤشرا نحو مزيد من التشدد اتجاه سياسية اللجوء في ألمانيا، ويتخوّف من "المزيد من الترحيل التعسفي" بحق اللاجئين المرفوضين.
إعلان
انتقد حزب اليسار المعارض احتمال تعيين هورست زيهوفر، رئيس حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي، وزيرا للداخلية. وأعرب الحزب عن مخاوفه من التشدد أكثر في سياسة اللجوء مع تولي زيهوفر حقيبة الداخلية في الحكومة المقبلة، إذ أنه و"لدى كل فرصة كان يدعو لوضع حد أقصى (لعدد اللاجئين)"، وفق ما صرحت به الناطقة باسم السياسة الداخلية في الحزب، أوله يلبكه، لوكاة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم الجمعة (التاسع من فبراير/ شباط 2018). وأعربت الأخيرة عن تخوفها من "المزيد من الترحيل التعسفي" بحق اللاجئين الذين ترفض طلباتهم.
وحسب الاتفاق ينبغي ألا يتجاوز عدد اللاجئين الذين يتم استقبالهم كل عام الـ 220 ألف لاجئ كحد أقصى، ولا يتجاوز عدد تأشيرات لمّ الشمل لعائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية 1000 تأشيرة كل شهر.
ولدى حديثه عن سياسة اللجوء، كان وزير الداخلية المرتقب قد صرح في حوار لإذاعة "بايريشر روندفونك" مساء أمس الخميس، إنه يريد أن يتم في المراكز الحدودية اتخاذ القرار بشأن السماح لطالبي اللجوء بالبقاء في ألمانيا أو ترحيلهم في حال حدوث أزمة لجوء جديدة مثلما حدث عام 2015. وتعهد قائلا: "لن يتم معي فقدان السيطرة على الحدود مرة أخرى مثلما حصل عام 2015"، مشددا أن "وزير الداخلية هو المسؤول الأول عن هذا الأمر". وقال إنه كان سيغلق الحدود في تلك الفترة، في إشارة إلى تدفق مئات آلاف اللاجئين على ألمانيا 2015.
من جهته، انتقد رئيس مجلس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا، هاينريش بيدورفد شتروم، ما جاء في اتفاق تشكيل الحكومة الإئتلافية حول سياسية اللجوء ولمّ شمل عائلات اللاجئين، وجدد في تصريحات لصحيفة "برلينر تسايتونغ" الألمانية في عددها الصادر اليوم الجمعة، عنموقفه بخصوص لمّ الشمل، قائلا أن لذلك أثر كبير على الاندماج، وأضاف أن من يعيش في حالة قلق دائم على عائلته سيكون اندماجه في ألمانيا "سيء" بدرجة كبيرة.
ع.ج/ و. ب (آ ف ب، د ب أ)
كيف بدأت أزمة اللاجئين في أوروبا؟
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو