ارتفعت حصيلة القصف الذي استهدف مأرب اليمنية إلى ثمانية قتلى وأكثر من 27 جريحا، في هجوم وقع بعد إعلان التحالف تعليق عمليّاته ضدّ الحوثيّين في اليمن إفساحاً للمجال أمام إيجاد حلّ سياسي للنزاع الدامي.
إعلان
قُتل ثمانية مدنيّين وأصيب 27 آخرون بجروح في قصف استهدف مدينة مأرب اليمنيّة واتُّهم المتمرّدون الحوثيّون بشنّه، حسب ما أعلنت وكالة الأنباء اليمنيّة "سبأ"، وذلك بُعيد إعلان التحالف العسكري بقيادة السعوديّة تعليق عمليّاته في اليمن.
وفي وقتٍ سابق من اليوم نفسه، أعلن التحالف بقيادة السعوديّة تعليق عمليّاته ضدّ الحوثيّين في اليمن إفساحاً للمجال أمام إيجاد حلّ سياسي للنزاع الدامي في البلد الفقير. وجاءت تصريحات المتحدّث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي في وقتٍ تقود فيه الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم إقليميّة جهوداً دبلوماسيّة كبرى من أجل وقف للنار بين أطراف النزاع.
وفي مؤشّر آخر على إحراز تقدّم في جهود السلام، بدأ الحوثيّون إصلاح طرق بالقرب من مطار صنعاء المغلق منذ 2016، بحسب ما أفادت مصادر محلّية لوكالة فرانس برس، في إشارة إلى احتمال إعادة فتحه قريبا. وفيما تدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، يطالب المتمرّدون بفتح مطار صنعاء قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وفي تطورٍ موازٍ، أعلنت واشنطن رفع عقوبات كانت تفرضها على مسؤولين إيرانيّين سابقين، لكنّها فرضت في المقابل عقوبات على شبكة متّهمة بالمساعدة في تمويل المتمرّدين الحوثيّين. وقالت الخزانة الأمريكية إنّها فرضت عقوبات على كيانات وأشخاص بينهم سعيد الجمال الذي تعتبره واشنطن مسؤولا عن تدبير شبكةً من إيران، لبيع النفط بطريقة غير مشروعة لتمويل الحوثيّين والحرس الثوري الإيراني.
واستهدفت هذه العقوبات 11 شخصاً وشركة وسفينة، وفقاً لما جاء في بيان منفصل صادر عن الخارجيّة الأميركيّة دعت فيه الحوثيّين إلى "الموافقة على وقف لإطلاق النار" وحضّت "جميع الأطراف على استئناف المحادثات السياسيّة".
يذكر أن النزاع في اليمن المندلع منذ عام 2014، بين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، خلّف عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.
و.ب/ م.س(أ ف ب، د ب أ)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..